استمر بالسير ليقف على الطاولة بهدوء مميز ، ارتفعت إليه الرؤوس وصمت الجميع بعضهم مبتسمين بترحيب والآخر يستفهم عن شخصيته ؟
اتسعت عيناها وهي تؤكد لحدقتيها انه هو ، برجولته وحضوره الطاغي يسلب من رئتيها الأكسجين ،غمزتها علياء في كتفها حتى لا يلاحظ عمر نظرتها إليه لتتسع عيناها أكثر إثر جملة يوسف : ها قد حضر أخي الأكبر وكبير عائلتنا .
وقف عمر ليصافح هذا الغريب ، وهو يشعر بأنه شخصيه فريده من نوعها
قدمه عمرو إليه : المهندس ياسين الأخ الأكبر لزوجتي ومدير شركة ...................
المهندس عمر صديقي وهو أيضًا مدير شركة للمقاولات
ابتسم عمر وهو يصافح ياسين : أنها شركة صغيرة
__ سررت للتعرف عليك
__ وأنا أيضًا فأنت من أعمدة سوق العمل
التفت إلى نور : نور تلك الشركة التي تعملين بها ، أليس كذلك؟
التفت إليها بحدة قليلًا وهو يحدث نفسه ما علاقتها بهذا الشاب ليكمل عمر
__ نور أختي ، علياء خطيبتي.
انفجرت أساريره بابتسامه جميلة وهو يحيهما برأسه لم يرفع يده ليصافحهما مراعاة لمشاعر الأخ والخطيب الواقف أمامه
أكمل ياسين : إذًا أنت المهندس عمر سمعت عنك كثيرًا ، أنت من فزت بالمناقصة الأخيرة للشاليهات
رد بهدوء وهو يبتسم بفخر :نعم أنا.
__ لقد سمعت عنك من المهندس طارق زميلي فهو يشيد بعملك ، أتمنى أن نتعاون في المستقبل
__ وأنا موافق ، فالتعاون مفيد لكلينا
وضع يوسف يده على كتف أمه : نور هذه أمي العزيزة ، ياسين أخي الكبير نور أمي زميلتي بالعمل
ابتسمت الأم في وجهها بحب : أهلًا بك يا بنيتي
ردت نور وهى تكمل التعارف : أهلًا بك يا هانم هذه علياء خطيبة أخي وصديقتي العزيزة وعمر أخي
انضم ياسين إلى عمر وتحادثا في أمور العمل ، بدأ الزفاف برقصة هادئة رومانسية للعروسين ، التفت الفتيات حولهما وهم يتحادثن عن مدى جمال العروس ويدعون لها بالتوفيق وأن الله يتمم لها بالخير
هتف يوسف : ياسين ، حضر ياسر
وقف ياسين وصافح صديقه وزوجته لتميل علياء على نور : أليس هذا من كان يجلس معه بالمطعم ؟!
أومأت نور برأسها إيجابًا وهى مرتبكة من رؤيته ، تحاول اشغال نفسها في مشاهدة العروسين ، انتبهت على نهى تضع يدها على كتفها: وهذه هي نور صديقة يوسف و زميلته في العمل
الدكتورة مريم يا نور زوجة ياسر صديق ياسين وقريبة لنا و لسارة .
تبادلا كلمات التعارف العادية و مريم تنظر إليها مليًا ، تحدث نفسها هذه هي نور من شغلت عقل ياسين يحق لها فهى جميله جدا وظاهر عليها الاحترام والذكاء والالتزام
عزفت أغنيه رومانسية أخرى لينضم إلى العروسين المتزوجين أصدقائهم وأقاربهم المتزوجين
فكان عمرو أول من قام هو ونهى تحت تعليقات يوسف المرحة أشارت نور إلى أخاها ، فنهض ودعا علياء إلى الرقص ،ثم تبعهما ياسر ومريم ، لتتبقى هي مع نوارة هانم والأخوان
مزح يوسف قائلًا :نور ما رأيك ان تتفضلي على وتسمحي لي بهذه الرقصة ؟
ابتسمت بتوتر : كان ودى أن أجيب طلبك بالإيجاب ولكنى لا أجيد الرقص وليس لدى معرفه به
__ أتريدين أن اتقدم لك بالطريقة الأوربية
قام إليها ليمثل الانحناء ويمد يده لها
نهرته بغضب : يوسف أنا لا ارقص ، كف عن الأداء المسرحي فستلفت الأنظار إلينا.
شعرت بتوتر من معها على الطاولة ليدور يوسف لأمه :ماذا أفعل اماه ؟أريد أن أرقص ، تسمحي لى سيدتي
ضحكت أمه بهدوء ونهضت وهى تقول : تعال معي أريد أن أجد السيدة خالدة لأبارك لها .
ضحك بهدوء وهو يمسك بيد أمه: إذًا لن أرقص ، حسنًا أمي لنذهب .
يجلس بهدوء في الكرسي الذي يجاورها ، وعلى شفتيه شبح ابتسامه يحدق فيها منذ أن جلس ، حتى عندما كان يتحدث مع عمر – كان يراقبها بطرف عينه ، الآن يستطيع النظر إليها بأريحية يتأمل فستانها الأسود الأنيق بلمعته الجذابة مسدول على جسدها مجسم من فوق ليتسع من الخصر إلى اخمص قدميها ، يظهر بياض بشرتها واحمرار خديها بسبب غضبها من يوسف وأسلوبه المُحرِج لها
الفستان يتميز بالرقة وغير متكلف وعلى الرغم من أنه بدون أكمام إلا أنه محتشم وهى الآن تشبه عليه ممثلات هوليود ببشرتها البيضاء وعينيها الغالب عليها اللون الأخضر ، شعرها بلونه البني المحمر المميز يمثل تاج لوجهها ويزيدها رقه وجمال
انتبه على تململها ليكتشف انهما بمفردهما على الطاولة ، شعر بانزعاجها وهى تلتفت يمين ويسار ، همت بمغادرة الطاولة لكنه استوقفها بصوته وهو يرسم ابتسامه جميلة صافيه على وجهه: ألا تريدين الجلوس معي؟
نظرت له متحديه بعينيها : لم لا أريد الجلوس معك؟
__ لم ستذهبين إذًا؟ أردف ساخرًا - ستذهبين إلى الرقص مثلًا !
اشتعلت عينيها غضبا من سخريته : ماذا تريد ؟وما شأنك بأن أرقص أو لا
رد والسخرية تنطق من عينيه : لا شأن لي ، ولكن أعرف أنك تجيدين الرقص فطريقتك في الرفض كانت مكشوفه
زفرت بضيق : لا يهمني ما تعرفه أو ما لا تعرفه ، همت بالذهاب فأوقفها آمرًا - انتظري ، تنهد بضيق : لا تذهبي ، إذًا لا تريدين الجلوس معي فسأذهب أنا
حدقت فيه بذهول ،فابتسم بوجهها ونهض واقفًا وطل عليها من علو : ما رأيك أن نبدأ من جديد ؟
ظهرت المفاجأة على ملامحها فأتبع : أعلم أن المرة الأولى لم تكن موفقه ، أريد أن أتعرف عليكِ من جديد ، مد يده لمصافحتها -أنا ياسين محمود مهندس ومديرًا لشركة ..................
أخفت ابتسامتها وهى تلامس يده بأصابعها بسرعة : نور اسمى نور محاميه وأعمل بالشئون القانونية في شركة ..........
مثل الدهشة وهو يرفع حاجبيه : نحن نعمل بنفس الشركة ، سنتقابل كثيرًا
ابتسمت برقه على تمثيله وعم الصمت بينهما قليلًا أشار إليها بالجلوس مرة أخرى ، لتجلس ويجلس هو بكرسي قريب منها تلك المرة : سأسألك سؤال واحدًا وأريد أن تجاوبي بصراحة؟
__ تفضل
__ لم تخلصت من أخي العزيز بهذه الطريقة فانت تجيدين الرقص أليس كذلك ؟
ابتسمت ابتسامه خجولة : لا أجيد الرقص مع الغرباء
عندما ابتسمت بخجل زادت رقه وجمال في عينيه ليضحك بهدوء على إجابتها
__ أنتِ ذكيه فعلًا
نظرت إليه بحده ليرفع كتفيه : لا أقصد الإساءة ولكن أعجبني ردك ، أنا أمدحك
تكلمت بغيظ وسخريه : أشكرك على مدحك العظيم
استشف الغيظ من صوتها فابتسم ابتسامه رائعة واشرق وجهه
__ حسنًا لو طلبتك للرقص سترفضين
أجابت على الفور :نعم
هز رأسه بتفهم وهو يكمل بخيبة أمل : كنت أتمنى أن ألا ترفضي طلبي .
نظرت إليه غير مدركه لمقصده ، فالتقط عيناها الخضراوين بعينيه الرمادية لتقع في أسر نظراته وتتيه بهم تلعثمت وهى تقول
__ ما هو طلبك ؟
تجاهل جملتها وهو يقل بهمس : هل سنبدأ من جديد
هزت رأسها موافقه ليكمل وهو يميل بجذعه على الطاولة ،يقترب منها أكثر وابتسامته تزداد: لا تترددي إذا احتجت أي شيء فأنا موجود .
هزت رأسها ثانيةً وهى لا تعلم ما يقوله ولكنها لا تريد أن تنقطع هذه النظرات الآسرة لتفاجئ بابتعاده مرة واحدة .
فوجئ بياسر يقترب منهم ليعدل من جلسته ، اقترب الأخير فجلست مريم بجانب نور ، ربت ياسر على كتفه وانحنى يهمس في أذنه : تعال معي خارجًا
لوى شفتيه: لماذا ؟
__فقط تعال
أومأ برأسه موافقًا وهو يتبعه إلى الخارج
خرجا من القاعة لتجلجل ضحكة ياسر في المكان التفت ياسين يمين ويسار في دهشة
__ أجننت ؟ماذا تفعل ؟ لماذا تضحك هكذا ؟
__ أضحك عليك ، أليس هذه فتاة المطعم ؟
__ نعم ، أكمل بضيق - ماذا تريد ؟
ضحك ياسر مجددا ليردف الآخر : إذا لم تتوقف عن الضحك سأتركك وأدخل .
ابتسم في وجه ياسين المليء بالضيق : حسنًا ولكنى مندهش ، لا أراك غاضبًا بل يتهيأ لي أنك كنت تضحك معها
ابتسم بصدق وتعجب :لا أعلم ، لقد تصرفت معها اليوم بطريقه غريبه على انا شخصيا ، ولكن ما أعرفه أني سعيد بالكلام معها وسعدت أكثر أنها رفضت دعوة يوسف للرقص
قال بخبث : آها رفضت دعوة يوسف .
__ نعم بطريقة مهذبه ذكيه
__ ياسين أنت معجب بها ؟
تنهد وقال بصدق: لن أنكر ، نعم أنا معجب بشخصيتها وأشعر أنها تحتوى على المزيد وأريد أن اكتشفه
ابتسم ياسر بتفهم : حسنًا ، ماذا ستفعل ؟
__ ها في ماذا؟
__ لتعلم بقية جوانب شخصيتها وتكتشفها يا ذكى
__ لا أعلم الآن ولكن ساترك الموضوع للوقت .
دخلا ليجدا القاعة مقلوبة من الرقص والفتيات واقفات مع العروس وعمر فقط هو من يجلس على الطاولة
ذهبا إليه ليسأله ياسين :لم لا تقف معهن ؟ وأين الباقي ؟
__ لا أنا لا أحبذ الرقص ولا أعرف أحد ، عمرو ويوسف ذهبا معهن وأنا فضلت الجلوس
__ حسنًا اسمعني عمر كنت أريد أن أتكلم معك بأمور العمل ولكن لن أستطيع هنا، ما رأيك تأتى إلى مكتبي أم آتي أنا إليك أم نتقابل بالخارج؟
__لم خارجًا تعال إلى بيتي لنتعشى معًا
__ ولكنى لا أريد مضايقة أهل البيت .
__ لا توجد مضايقة سأنتظرك غدًا إن شاء الله ، فأنا لا أحبذ المطاعم ولا المكاتب وجلوسي معك خارج الجو الرسمي سيكون أفضل
__ حسنًا اتفقنا سآتي إليك غدًا .
أملى عليه عمر العنوان ليقول ياسين داهشًا : هذا بيت اللواء اسماعيل عبد الرحمن !
__ نعم إنه جدى من أمي ،أكنت تعرفه
__ بلى أبي كان يعرفه وكان يرتبط به بعلاقة صداقه
ابتسم عمر : حسنًا أصبحنا معارف
__ لقد تشرفت بمعرفتك كثيرًا يا عمر
أنت تقرأ
أحلامي المزعجة
Romanceتردد صوت صراخها ليصم الآذان و يعم أرجاء المكان وهى تهتف ساعدوني أرجوكم هلا يأتي أحد ليساعدني ،تحاول أن تبقى في مكانها ولا تسقط أكثر في هذه الحفرة العميقة ،فهي لا ترى أي بصيص من الضوء ،عاودت الصراخ ولكن لا محال فلا يوجد أحد يستطيع سماعها وقوتها في ال...