الفصل الخامس عشر ج٢

459 20 1
                                    

دخل إلى قصرهم
فوجد أمه جالسة في مكانها المعتاد والانزعاج والقلق واضح عليها ، سلم عليها وقبل رأسها
__ ما بالك أمي ؟
__ أشعر بالقلق فأخاك لم يعود إلى الآن ؟!
__ ألم يخبرك ؟! لقد سافر إلى شرم الشيخ وسيعود غدًا .
__ لماذا سافر ؟
__ توجد  بعض الأعمال هناك ، سافر لأنهائها .
__ هل اطمأننت عليه ؟
__ لا أمي ، سأتصل به الآن
قرن قوله بأن أخرج هاتفه واتصل بأخيه ليرن الهاتف دون مجيب ، اتصل مرة أخرى
رن هاتفه لينقطع ثم عاود الرنين من جديد دفعته بلطف : يوسف هاتفك يرن .
قال بضيق : أعرف، تجاهليه .
ردت برقه: لابد أنه شيئًا هامًا
نظر لها ثم ابتسم: حسنًا
اعتدل ونهض واقفًا ، بحث عن هاتفه فوجد اسم ياسين
__ أنه ياسين، التزمي الصمت قليلًا .
هزت رأسها موافقه
__ أهلًا ياسين ، كيف حالك؟
__يوسف ، لماذا لا ترد على الهاتف ، ولماذا لم تمر على البيت حتى تطمئن أمي؟
__ لم يكن عندي وقت لأمر على المنزل ، طمئن أمي
أنا بخير .
__ أين أنت الآن ؟
__ حجزت غرفة في فندق لأبيت بها ، وسآتي غدًا إن شاء الله ، لا تقلق مثلما اتفقنا .
__ حسنًا، تعود بألف سلامة، لا تسرع في الطريق، سلام
__ حاضر، سلام
أغلق الهاتف ليراها جالسة تنظر اليه والضيق واضح عليها ،اقترب وجلس إلى جوارها وأحاطها بذراعه : ما بالك ؟ لم الضيق ظاهر عليكِ ؟
__ لا شيء
تنهد: لكن واضح عليكِ الضيق .
__ ألم تقل منذ قليل أنك ستخبره ؟
ابتسم: نعم بالتأكيد سأخبره ولكن في الوقت المناسب
أكمل بجدية : لابد أن أكسب ياسين في صفي ، حتى يؤازرني أمام أخاك المبجل
هزت رأسها بالموافقة
اتسعت ابتسامته أكثر : ما رأيك أن نخرج لنتعشى  ونتجول قليلًا ؟!
ابتسمت بسعادة: موافقة طبعًا
قفزت واقفه : سأجهز حالًا
ابتسم على مرحها وحماسها لتختفي من أمام نظره ويغرق هو في تفكيره لن يستطيع أن يبتعد عنها بعد الآن ، ويعرف تمامًا أن معتز عندما يراها سينسج حولها شرنقته وبالكاد سيستطيع رؤيتها ، لابد من إخبار ياسين فهو الوحيد الذي سيقف أمام معتز وهو من يصلح ندًا للأخير
ولكن ما يجهله فعلًا موقف ياسين حيال الوضع بأكمله
هل سيسانده ، أم سيغضب ويحيل حياته جحيمًا ؟!
تنبه على صوتها : يوسف ألم ترتدي ملابسك بعد ، أنا جاهزة .
__ المعذرة حبيبتي، خمس دقائق ونكون بالخارج
اتجه لارتداء ملابسه وهو يقرر أنه سيتكلم مع ياسين عندما يعود .

******

__ هل ارتحتِ الآن أمي ، سيعود يوسف غدًا إن شاء الله.
__ إن شاء الله حبيبي ، ماذا فعلت بموضوع زواجك؟!
__ أخذت ميعاد من عمر سأتكلم معه حينها .
__ موفق بإذن الله حبيبي
__ اسمحي لي أمي سأذهب للنوم تصبحين على خير . 
__ وأنت من أهل الخير حبيبي .
اتجه إلى غرفته ، وهو يفكر لا يعرف لما كذب عل أمه حيال يوسف ، لماذا لم يخبرها بأنه ذاهب لاستقبال أحد اصدقائه كما أخبره يوسف ، ربما أراد أن يطمئنها هز كتفيه بحيرة فهو يتوقع أن أخاه يخفي مصيبه ولكنه سينتظر إلى أن يكتشفها أو يخبره بها يوسف

أحلامي المزعجة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن