الفصل الثالث

575 27 1
                                    


طرقت باب غرفة أخاها وأطلت برأسها للداخل : عمر أيمكنني الدخول ؟
__ طبعًا حبيبتي تفضلي .
__ منذ الغداء وأنت مختفى فجئت  أسأل عليك .
__ لا شيء ولكنى كنت مشغولًا قليلًا أرتب أوراق العمل الجديد
بالمناسبة مع من كنتي تتحدثين على الهاتف منذ قليل ؟
ابتسمت : أنها علياء كنت أثرثر معها عن الذى حدث معي اليوم.
سألها مستفسرًا: هل بها شيء ؟ سمعتك دون قصد منى أنها ذهبت دون إجراء المقابلة
أتمنى ألا أكون متطفلًا على خصوصيتكما.
رسمت ابتسامه واسعة على شفتيها: يا أخي لا تطفل ولا شيء ولكنها تعبت فجأة لذلك انصرفت .
سألها واللهفة تملأ صوته :  ما بها ؟ أأصابها شيء؟
__لا لم يصبها شيء ولكنها توعكت فقط.  
نظرت إليه طويلًا والمودة تملئ عينيها ثم سألته: لم تريد الابتعاد وأنت تتلهف على أخبارها هكذا عمر أنت توقف حياتك بسببي.
__ اسمعي يا نور
__ لا اسمعني أنت ، كل ما أتمناه أن أراك سعيدًا والوضع الآن لا ينم عن سعادتك إطلاقًا وأنا أشعر أنني السبب في عدم سعادتك فأنا أقف في طريقك
رد سريعًا : لا والله لا دخل لكِ بهذا
__ إذًا ما الامر ؟ لماذا أنت مترددًا في إتخاذ القرار، البيت موجود وأنا أحتاج لاحد بجانبي فأنت مشغول وأنا أشعر بالوحدة
وأنت لابد وأنك ستتزوج يومًا ما ، وأنا أرحب بمن تريدها زوجة لك فهي أعز صديقة لي فلم يتبقى لي في الدنيا غيركما أنتما الاثنين وأريد أن أراكما معًا بجانبي تعيشان بسعادة ، لمَ الانتظار؟
__ أنا أنتظر لتستقر أمور العمل
__ إذن ستعيش في الإنتظار لأن العمل سيقضى على حياتك كلها ، ثم العمل يزدهر  والحمد لله كما قلت لي اليوم  ، من الممكن أن تتقدم إلى طلب يدها واكتفى بالخطوبة إلى أن تنتهى من العمل الجديد ثم يتم الزفاف بإذن الله.
__ أنتِ رتبتِ  كل شيء  ، نطقها بابتسامة ودوده فهزت هز رأسها بسعاة - إذًا حددي لي موعد مع أهل صديقتك.
صرخت فرحة وهى تحتضنه وتفكر في رد فعل علياء عند سماع الخبر
***
رن الهاتف بإزعاج متواصل وانقطع ثم عاود الرنين  مرة أخرى  خرجت من دورة المياه مسرعة للرد قائلة : السلام عليكم .
جاءها صوت أنثوى : وعليكم السلام الأستاذة نور محمد .......
__ نعم إنه أنا
__ لديك مقابلة في الشركة ........ للمقولات غدًا في العاشرة صباحًا
__ لمَ المقابلة؟
__ لا أعلم ما على إلا الإبلاغ عن الموعد .
__ حسنًا سآتي في الموعد شكرًا لإبلاغي.
فكرت قليلًا ألم يعلن هذا الجلف في وجهها أنها لا تصلح للوظيفة استغربت قليلًا ثم قالت لنفسها لما التفكير سأعرف غدًا
تذكرت علياء وأنه لابد من اخبارها بقرار عمر اتصلت بها
__ السلام عليكم كيف حالك خالتي؟
الطرف الآخر ( أم علياء) : وعليكم السلام مرحبًا حبيبتي الحمد لله كيف حالك أنتِ؟ لم لا تأتين إلينا لقد اشتقنا لكِ كثيرًا.
__ الحمد لله يا خالة لم تأتيني الفرصة لأمر عليكم وأنا أيضًا اشتقت لكِ كثيرًا ، هل علياء موجودة؟
__ نعم انتظري سأناديها لك -علياء تعالى نور على الهاتف.
ردت بصوت مرح : مرحبًا نور كيف أصبحتِ اليوم ؟
_ بخير الحمد لله كيف أصبحتِ  أنتِ؟ أتمنى أن تكوني تحسنتِ عن البارحة.
_ نور ألا تزالين لا تعرفيني إلى الآن أنا أتخلص من الحزن بسهولة.
_ حسنًا بما أنك بخير وألف صحة ما رأيك أن نتقابل اليوم ونتناول الغداء في الخارج فعمر لن يأتي اليوم على الغداء وأنا كما تعرفين لا أحب تناول الطعام لوحدي .
_ اممممم . سأخذ رأى أمي انتظري.
انتظرتها وهى تفكر أن صديقتها لم  تسأل على عمر كعادتها إذًا لقد كان استنتاجها صحيحًا بأن علياء ستبتعد عن عمر، انتشلها صوت صديقتها من أفكارها : أمي وافقت شرط أن تأتى معي بعد الغداء لنتناول الشاي معها
ضحكت نور: حسنًا أبلغي خالتي أني أقبل دعوة الشاي .
__ ما رأيك إذن لتقضى معي السهرة وتقولي لعمر أن يمر لاصطحابك في الليل ؟
__ هذه فكرة جيدة ، حسنًا سأمر عليكِ بعد ساعة على الأكثر ، أريد أن أتسوق وأشتري بعض الثياب أتمنى أن تكوني جاهزة سنذهب لنتجول في أحد الأسواق ثم نتناول الغداء في المطعم المفضل لدى وعلى حسابي .
__ أمرك مريب لم كل هذا الاسراف والبذخ ؟
__ ما قصدك ، طول عمرى مسرفة أم لكِ رأيًا آخر.
__ لا والله فأنتِ كريمة دائمًا  وأنا أمزح معك.
__ ولكن توجد مناسبة بالفعل فلدى أخبار جيدة سأبلغها لك على الغداء .
__ حسنًا سأنتظرك على أحر من الجمر .
أغلقت مع صديقتها وذهبت لترتدي ملابسها.
***
رن هاتفه الشخصي فنظر إلي الشاشة وابتسم ثم التقطه ليرد
__ أهلًا بصديقي الصدوق كيف حالك يا رجل ؟ ولم كل هذه الغيبة الطويلة ؟
رد علية صوت ضاحك بمرح : الحمد لله أنا بخير ولا تعاتبني فأنت الآخر لا تسأل ولا كأننا عشنا لفترة سويًا  أكثر من الاخوان .
__ أنت أكثر من أخ وتعلم ذلك جيدًا وتعلم أيضًا حجم مسئولياتي الآن وكم أنا مشغول
أخبرني عن أحوالك وأحوال أسرتك.
__ بخير والحمد لله لقد رزقت بولد آخر.
__ ما شاء الله متى هذا الخبر السعيد .
__ من شهر.
__ المعذرة يا أخي فأنا مدين لك بهذه
__ لا توجد مشكلة يا صديقي
__ أبلغني كم صار عدد صغارك الآن ؟
__ ثلاثة الله أكبر عليهم .
ضحك ياسين: لا تخف فلن أحسدهم
__ أعلم يا صديقي فأنت مُضرب عن الحياة .
__ ياسر لا تبدأ أرجوك.
__ حسنًا ما رأيك أن نتقابل لتناول الغداء؟
__ موافق طبعًا لنتقابل في ...........
__ أما زلت تفضل ذلك المطعم
__ نعم فهو المفضل لدى ، أعطني نصف ساعة سأوافيك هناك .
__ حسنًا سلام.
****

وهما تتجولان بأحد الأسواق الشهيرة
__انظري لهذا الفستان كم هو رائع
__ ولكنه عاري أكثر من اللازم ، لم تبحثين عن فستان للسهرة؟
__ نور أنسيتِ حفل زفاف صديقتنا سارة قريب.
__ آها لقد نسيت بالفعل من الجيد أنكِ ذكرتِني
__ إنه بعد اسبوع من الآن ، وأنتِ تعلمي أن عائلة سارة من العائلات المرموقة وحفلاتهم يحضرها صفوة المجتمع ولابد لنا من فساتين تليق بهذا الحفل.
__ ولكن يا علياء الفستان عاري جدًا.
__ أصلًا أنا أختاره لكِ فهذا اللون لا يلائمني.
__ أنا لا أريده فهو لا يلائمني أنا الأخرى.
__ لماذا سيكون رائعًا عليكِ فلونه مناسب لبشرتك وقصته ستبرز جسدك الرائع .
__ لا أنه لا يعجبني
__ حسنًا تعالى لنرى شيئًا آخر
دخلتا إلى متجر آخر وبدأتا تبحثان عن الفساتين التي تلائمهما وظلتا تبحثان من متجر إلى آخر.
__ نور انظري إلى هذا
نظرت إليها نور : أنه بالفعل جميل ورقيق ومحتشم إلى حدٍ ما ولونه جميل أيضًا
__ إذن ادخلي لتقيسي وأراه عليكِ وأنا سأبحث عن آخر يليق بي 
__ حسنًا
***
بعد أن انتهيا من التسوق ذهبتا لتناول الغداء وهما محملتان بالأكياس
__ ساقاي تؤلماني بشدة لقد تجولنا كثيرًا اليوم
__ نعم وأنا أتضور جوعًا  ، سألتها بعد أن جلستا - نور لمَ تشترى كل هذه الملابس الرسمية؟
__ اممم هذا هو أحد الاخبار الجيدة لقد اتصلوا بي من الشركة وأبلغوني أن لدى مقابلة أخرى غدًا ولذا أعتقد أنني لو اجتزت هذه المقابلة سأفوز بالوظيفة.
__ مبروك يا  نور فأنتِ تستحقينها ، ولكن أليس ذلك الشاب قال أنكِ لا تلائمينها.
__ هذا هو الغامض ، من الممكن أنه ليس الوحيد الذى يتخذ القرار عمومًا سأعلم غدًا
__ لم تركضين وراء الوظيفة فأنتِ مرتاحة ماديًا وعمر لا يتركك تحتاجين لشيء.
__ الموضوع لا يتعلق بالماديات ولكنه معنوي على أن أفعل شيئًا مفيدًا لي وللأخرين غير أنني أريد تحقيق طموحي
وأصبح فردًا عاملًا بالمجتمع.
__ آها شعارات اتحاد الطلبة التي لازلتِ ترددينها من أيام الجامعة لكِ التوفيق فى الوظيفة
ما باقي الأخبار الجيدة؟
__ اممم ، حسنًا الخبر الآخر لا يخصني إنما يخص عمر لقد قرر أن يتزوج .
__ ماذا (صرخت بوجهها )
__ تمهلي لأقول كل ما لدى ، لقد قرر أن يتزوج ويريد أن تحددي له موعد مع والدتك وأخاكِ كي يتقدم لكم.
اتسعت عيناها من الصدمة وظلت صامته
__ علياء ما بك؟ لم لا تردين على ؟
__ نور سأسلك سؤالًا واحدًا وأريد أن تجاوبيني علية بصراحة شديدة.
أأنت من فرضت على عمر أن يأتي ليخطبني؟
ضحكت نور :عمر ليس طفلًا صغيرًا لأفرض علية أهم قرار بحياته ، ولكنى تكلمت معه لأنى كنت أعلم أنه يؤجل الموضوع بسببي وحتى لا أشعر أتى عائق بسعادتكما
__ يعنى هذا أنه بالفعل يريد أن يتزوجني .
__ نعم حبيبتي بكامل قواه العقلية يريدك زوجه له ،مطمئنه أنتِ الآن؟
__ أريد أن أصرخ بكل قوتي
ضحكت نور بشدة: تماسكِ فأننا في وسط مطعم فاخر
__ لذلك تعزميني على الغداء
__ نعم فأنا فرحة جدًا بكما وخبر الوظيفة أفرحني أكثر.
__ شكرًا جزيلًا يا صديقتي العزيزة فأنا أحبك كثيرًا .
_ وأنا أحبك أيضًا وأتمنى أن تأتى للعيش معنا في أقرب وقت ممكن.
احمر وجه علياء خجلًا وهى تهمس : إن شاء الله
***

حدثتها أكثر من مرة ولا جواب اضطرت أن ترفع عينيها من قائمة الطعام لتنظر إليها وهى تنادى
نور..................... نور
وجدت نظراتها مجمدة على مكان ما ولا تتحرك رتبت على يدها وهزتها بلطف : ما بك لم لا تردين ولم كل هذا الغضب الصادر من عينيكِ.
تكلمت وهى تصر على أسنانها :انظري إلى ورائك ببطيء وحاولي ألا تلفتي الانتباه.
نظرت ورائها :حسنًا ماذا يوجد؟ وحش من وحوش الغابة أم ماذا؟
أجابتها بنفاذ صبر : الرجل ذو البدلة الرمادية هو ذاك الجلف الذى صرخ في وجهى.
__ ماذا ، هذا القمر هو ذاك الجلف لا أصدقك ؟!!
فهو جميل جدًا وبه كل مقومات الرجل المهذب بحق.
قالت مستهزئة: رجل مهذب أنه لا يمت للتهذيب بصلة .
__ أنا مستغربه جدًا.
__ أشعر بالكره ناحيته .
__ نور لا تشغلي بالك به ولا تنظري إليه وتذكري الوظيفة توجد فرصة لتُقبلي بها  فلا تغضبيه  مظهره يدل على قوته .
__ إذًا ، هيا لننصرف ونتناول  الغداء في مكان آخر فلقد ضقت بهذا المكان.
بعد أن وقفت جلست مرة أخرى
سألتها علياء وهى واقفه : لم جلستِ مرة أخرى؟ ألن نذهب؟
__ لا فإن انصرفنا الآن لابد لنا من المرور بجانبه وأنا لا أريده أن يراني
__ ما هذه الورطة ،لم لا تريدين أن يراكِ؟
لا أفهمك نور ، لم تعطين الموضوع كل هذه الأهمية ارتاحي لقد جلس معطينا ظهره
__ انتهينا علياء سننصرف فأنا لا أستطيع أن آكل هنا لقدت فقدت شهيتي للطعام أصلًا .
قاما لتنصرفا من المطعم
****
بعد أن استقرا في طاولتهما
__ أخبرني ياسين عن أحوالك  ؟ وأحوال نواره هانم ؟وأخواتك؟
__ أمي بخير والحمد لله هي وبقية العائلة ، أما عن أخباري فلا جديد بها غير أخبار العمل وأنا أعلم جيداً رفضك لسماعها.
__ صحيح بمناسبة العمل ،لقد قرأت إعلان بالجريدة تطلبون به عضوًا قانونيًا فتعجبت أليس هذا تخصص يوسف .
__ نعم
__ إذن لم لا يعمل هو بدلًا من الغريب.
__هذا ما سيحدث بإذن الله بعد أن نشرت الإعلان ضغطت علية ليقبل بالوظيفة فأنت تعلم يوسف لا يريد أن يتقيد بشيء .
__ إلى الآن يفكر بتلك الطريقة
__ بل ألعن ، لم يكبر إطلاقًا
__لا تبتئس يا صديقي سوف يكبر مع الأيام والمسئولية
__ حسنًا اطلب أنت الطعام وأنا سأذهب إلى دورة المياه
أنت تعلم ما أريده طبعًا.
__ طبعًا
قام من مجلسه وفى حركة سريعة دار على قدميه ليذهب إلى دورة المياه عند مرور نور من جانبه فاصطدمت به بشدة ، أغمضت عينيها وكادت أن تسقط إلا أن يدين قويتين أمسكتا بخصرها حتى لا تقع فتحت عينيها ببطيء ، تدرك  ما حدث وتنظر إلى الشهم الذى أنقذها لتصدم بشدة فقد كان وجهه قريبًا منها جدًا وهو آخر وجه تريد أن تراه أمامها

أحلامي المزعجة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن