الفصل العشرون

354 17 4
                                    

جالسة بمنزل العائلة فاليوم الأربعين لوفاة والدتها
وها هم مجتمعين جميعًا ومؤكدًا اليوم  سيقررون مع من ستمكث ، تريد الجلوس هنا مع ذكرياتها هي والدتها
دخلت لغرفة والدتها لتدمع عيناها وتبكي بصمت عند تذكرها لآخر ثلاث ليالي قضتها نائمة بجوار أمها تتمتع بحضنها الدافئ الحنون
دخلت وفاء عليها لتجدها تبكي والحزن يشمل ملامحها فتقترب منها وتحتضنها بعطف وحنية شديدة: اذكري الله علياء وادعي لها بالرحمة ، تعالي علي يريدك بالخارج
خرجت لتراه جالس معهم بالصالة يبتسم بوجه علي شعرت بأنها تلقت ضربة على رأسها بسبب وجوده الغير منتظر .
لمحها وهي خارجة ليشعر بأن قلبه يئن من شوقه لها تنفس بتعب كم هو يشعر باشتياق شديد لها ولهفة يريد سماع صوتها ، يشعر بأنفاسها وهي تلفح وجهه يرى ابتسامتها الرائعة وعينيها التي يقفز منها المرح .
نظرت إليه بعيني متحدية ليشعر بقلبه يسقط من صدره تخيل أن يرى أي شيء بعينيها إلا هذا التحدي والغضب اللذان يلمعان بوضوح 
__ تعالي علياء ،اجلسي بجانب زوجك .
ذهبت لتجلس بآخر كرسي بالصالة والأبعد عن عمر
فسر علي هذا التصرف على أنها محرجة من وجوده
ابتسم ليقول : علياء ارتدي ملابسك لتذهبي مع عمر
نظرت إليه بتعجب : نعم ، إلى أين ؟
__ إلى بيتنا .
نظرت له بقوة : لن أذهب معك ، أنا أريدك أن تطلقني .
عمت الصدمة وجههم ليجز هو على أسنانه :
__ نعم ، ماذا تقولي ؟
صاحت غاضبة : طلقني .
قفز واقفًا أجرؤت أن تهينه أمامهم هكذا لينطق بغضب
__ لن أفعل ، وليس من أجلك بل من أجل من أوصتني بك .
تكلم علي : اهدأ عمر، أنها مضطربة لا أكثر .
نظر إلى علي وعيناه تلمع بغضب شديد : لا علي ، هي تعلم جيدًا ما تفعله ، وأنت تعلم أيضًا أني أستطيع ارغامها على ما أريد فهي زوجتي ولا يوجد حق عليها لأحد غيري وإذا كان علي أنا ، فأنا لا أريدها زوجة لي بعد الآن ، ولكني سأفعل ما أوصتني به والدتك قبل موتها وأمنتني عليه ،فانا لست جبانًا لأهرب وأترك أمانتها .
شعر علي بغضب فعلي منه لإهانته لأخته بهذه الطريقة ولكنه يعلم جيدًا أنها من بدأت : اهدأ عمر ، و راعي خاطري .
زفر عمر بضيق : سأنصرف
__ سآتي بها إليك غدًا
هز رأسه موافقًا لينصرف بسرعة .
تشعر بالصدمة تلفها وهو يصرح أنه لا يريدها زوجة له بل سيأخذها لبيته بسبب توصية أمها له لهذه الدرجة عمر لا يهمك امري كل ما يهمك أمانة والدتي .
أوصله علي ليعود بغضب ويصرخ بها : هل جننتِ علياء ؟
هل تزوجتِ أصلًا لتطلبي الطلاق ، لا أريد أن أسمعك ترددين هذه الكلمة بعد الآن ،لا أنتِ ولا أحدًا آخر .
قال جملته وهو يحول عيناه إلى بسنت التي ارتعدت خوفًا منه فلأول مرة يروا علي غاضبًا هكذا
قال آمرًا : اجهزي لآخذك إليه غدًا .
اتسعت عيناها من الصدمة : تأخذني إليه علي ، ألهذه الدرجة أنا رخيصة عندك لتجبرني أن أذهب إليه وتبعثر كرامتي ؟!
نطق من بين أسنانه : أنتِ من بعثرت كرامتك أتى إليكِ وطلب منك الذهاب معه ، ولكنكِ أهنته أمامنا جميعًا لم تحترمي وجودي ولم تحترميه هو أيضًا .
جعلتيه ينطق بأشياء لا يقصدها ولا يراعي مشاعري بسبب اهانتك له ولأنك من أخطأتِ أولًا فلم أستطع أن ألومه أو أعنفه على ما فعله ، بل أجبرتني أن آخذكِ إليه غدًا
تحملي نتيجة أفعالك علياء .
التفت  لزوجته : هيا بنا ، بسنت اجلسي معها هذه الليلة
هنا ، وأنتِ الأخرى لا تجعليني أتعامل معكِ كطفلة صغيرة هزت بسنت رأسها بالإيجاب .

أحلامي المزعجة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن