الفصل السادس

485 22 1
                                    

__ علياء ألم تسمعينني علي منتظرك بالداخل ؟!
نهضت وهى هائمه لا تستطيع أن ترى أمامها ، فالكلمات التي نطقت بها آيه تتردد بعقلها " هل من المعقول أن عمر كان يمرح مع فتيات أخريات قبلها ؟!  لما لم تخبرها نور بذلك ؟! "
هزت رأسها لتنفض هذه الأفكار من عقلها ،جلست بجوار أخيها على الفراش فأحاطها علي بذراعه ، وربت على ظهرها:  كبرتِ يا  علياء وأصبحتِ عروس يتوافد عليها الخطاب
احمرت خجلا وهى تستمع الى حديث  أخيها ، وآثرت الصمت، أردف قائلًا : عمر اخو نور صديقتك كلمني البارحة وطلبكِ منى للزواج  ، علياء أنتِ كبرت الآن وتستطيعي أن تقرري أمورك ، ولابد أن تفهمي أن  رأيك هو الأهم في هذا الموضوع خصيصًا .
بللت شفتيها بلسانها وابتلعت لعابها بصعوبة شديده ، نظرت إلى أخيها في حيرة من امرها وهى لا تعلم كيف تخبره عن مخاوفها التي أثارتها زوجته منذ قليل ، تنحنحت لتسأله بصوت منخفض: ما رأيك أنت علي؟
__ المهم هو رأيك أنتِ .
__ أنا لا أعرف ، عمر يبدو جيدًا ولكني خائفة.
ابتسم ابتسامه صافيه: لا تخافي حبيبتي لا شيء يستحق الخوف
عمر رجل مهذب .. عاقل .. ناجح بعمله .. صفاته الحميدة لا تعد ولا تحصى ، وانا لن أجد من هو أحسن منه لأثق به وأطمئن على درتي الغالية معه ، فأنتِ تساوى عندي الدنيا وما فيها ،
صمت قليلًا ليتابع بجدية : لا أقول أنه لا يوجد به عيوب  ،فلا أحد كامل فالكمال لله وحده  .
__ ونعم بالله  تمتمت بخفوت فتحدث بجدية : أنا موافق عليه ومرحبًا بهذا النسب وأمي ايضًا موافقه ، وأنتِ تعلمين مقدار حبها لعمر ، وإذا أردتِ أن تعرفي شيئًا يخصه ، شقيقته تستطيع أن تخبرك بإجابات عن كل ما يدور بخلدك ، أو تتفاهمين معه  في فترة الخطبة
نطقها بتساؤل أكثر من إجابة - وهو يتأسف في قرارة نفسه على حال عمر-  فهو كان متعجلًا ، صمتت ليبادرها سائلًا : أترك لكِ وقتًا تفكرين؟
هزت رأسها بالرفض ، فابتسم مشجعًا : أنتِ موافقه ؟!
هزت رأسها بالإيجاب ، واللون الأحمر  يكسي وجنتيها ، وترتعد خجلًا 
ضحك بخفة على خجلها واحتضنها ليهمس بهدوء في أذنها : مبروك يا حبيبتي ، العقبي ليوم الزفاف إن شاء الله ، سأبلغ عمر بعد قليل لقد كان يتعجلني البارحة في الرد عليه
دُهشت من جملة أخيها وفكرت بها وهي  تتردد في أذنيها  "أيريد فعلًا وهى الاختيار الأفضل له ، أم أن نور فرضتها عليه ؟!  "
****
دخل من باب المنزل وزفر بضجر فهو ينتظر رد  علي الذي تأخر عليه دون سببًا ، رن هاتفه ليضيء باسم علي فيسرع بالرد عليه : السلام عليكم ، كيف حالك علي ؟
__الحمد لله بخير كيف حالك وحال نور؟
__ نحن بخير الحمد لله ما الأخبار عندك ؟
__ الحمد لله ، صمت علي قليلًا فحثه عمر بلهفه - على ، لم تجيبني عما حادثتك به البارحة ؟
كتم علي ضحكته وسأله ببراءة : أي حديث ؟
رفع عمر حاجبيه بدهشة : خطبتي لعلياء أنسيت ؟! أتبع سريعًا بجدية ، اسمع يا  علي أعطي لعلياء وقتًا كافيًا لتفكر وتقرر علام يستقر قلبها 
انفجر علي ضاحكًا : لقد وافقت .
تنهد عمر بقوة ليتبع ضاحكًا : اه يا علي لو كنت أمامي لكنت قتلتك ، هل وافقت فعلًا ؟!
__ نعم يا صديقي أتريدني أن أقسم لك ؟!
__ أشكرك يا صديقي أنا ممتن لك جدًا ، حسنًا أمتفرغ أنت يوم الجمعة لنقرأ الفاتحة؟
__ أية جمعه ؟ بعد غد أليس قريبًا جدًا ؟! لا أعلم ولكن أعتقد أن علياء تحتاج بعًضا من الوقت لإنهاء أمور الفتيات .
__ إنها مجرد قراءة فاتحة ، وبعدها سنحدد موعد الخطبة وحينها سأعطيها الوقت الكافي .
__ حسنًا ، سأنتظرك يوم الجمعة في الثامنة عند والدتي
__ سآتي في الموعد أراك على خير أوصل سلامي للأهل إلى أن أراهم.
أغلق الهاتف ثم قفز صاعدًا الدرج وهو ينادى على نور ، طرق باب غرفتها: نور أنتِ مستيقظة ؟!
فتحت له الباب بدهشه : ماذا حدث ؟ لمَ تصرخ هكذا؟
__ علي هاتفني وأبلغني بموافقتهم  .
احتضنته بحب: مبارك يا أخي ، العقبي ليوم الزفاف إن شاء الله وازفك على خير الى عروسك
أجلسته بجانبها على الأريكة لتسأله: ألن تخبر عمنا ؟
تشنج كفاه : أكيد سأخبره ، سأذهب له وأخبره بموعد الخطبة  بعدما أحددها مع علي
رتبت على كتفه بهدوء :عمر أعلم أنك لا تريده إلى جوارنا ولكن هو عمنا أيضًا ولا نستطيع محوه من حياتنا .
__ نور أرجوكِ ، لا أريد أن أتكلم في هذا الآن .
__ حسنًا أحددت معهم ميعاد لقرأه الفاتحة؟
__ نعم يوم الجمعة ،الساعة الثامنة أريدك ان تأتى معي إلى الجوهرجي فأنا أريد أن أشترى هديه لعلياء تناسب الخطبة .
ابتسمت ابتسامه واسعه : أنها فكرة لطيفة ، ماذا تريد أن تشترى لها ؟! 
__ لم أحدد إلى الآن ، سنحدد هناك .
__ أتريد الذهاب الآن ؟
__  هل أنتِ مشغولة ؟!
__ لا حبيبي سأجهز حالًا
هم بالمغادرة ليتوقف ويهتف بها سائلًا : أرجو أن تعذريني نور لقد نسيت أن أسألك ماذا فعلتِ اليوم؟
__ لا تتأسف ، أعلم أنك مشغول بالخطبة وأنا كنت سأبلغك ، لقد قبلت بالوظيفة ولن أسافر
__ هل ستعملين مع ذاك المتعجرف؟
__ لا سأعمل في الشئون القانونية ولا علاقة لي به
__ حسنًا هذا أفضل ، حينما تستعدي سأنتظرك بالأسفل .
ذهبا إلى الجوهرجي بناءً على رغبة عمر في شراء هديه إلى علياء ، بحثا كثيرًا ،  ليستقرا أخيرًا على خاتم من الذهب الأبيض مزين بحجر من الألماس هتفت نور عند رؤيته :  أنه جميل و مناسب لعلياء تماما ، لقد صنع من أجلها.
اشتراه عمر على الفور ووصى الجوهرجي بوضعه في علبة مخمليه جميلة لتليق بالعروس وخرج سعيد جدًا
__ لنذهب و نتعشى في مطعمك المفضل .
عند ذكره للمطعم تذكرت الموقف الذى تعرضت له
__ لا أرى أهميه لذلك ، فلنعود للمنزل.
عقد حاجبيه بدهشه : كيف لا داعى ، أنا اليوم سعيد جدًا من أجل الخطبة وسعيد أيضًا من أجلك فالوظيفة كانت أحد أحلامك ، وأبسط الأشياء أن أدعوكِ على العشاء.
__ حسنًا لو هذه أسبابك فمن المفروض أن أدعوك أنا.
نظر لها مهددًا لتصمت على الفور ثم تتابع  :حسنًا عمر سنفعل ما تشاء لكن سنذهب إلى مطعم آخر على ذوقك وأريد تناول الحلوى بعد العشاء أيضًا 
ابتسم ملئ شفتيه : أنتِ تأمريني حبيبتي
***
احتضنتها أمها بحنو  -عندما  أعلن علي موعد قراءة الفاتحة الذي حدده عمر- وباركت لها ، وهى تدعو لها بالتوفيق والسعادة وسط تعليقات علي و ضحكاته ، فتمنت أن تختبئ عن الجميع
تركتها أمها لتتصل بأخواتها البنات وتبلغهم موافقة علياء وموعد قراءة الفاتحة ، فانتظرت الفرصة لتختلي بنفسها وتهرب إلى غرفتها حى تستطيع التفكير مليًا فيما يحدث من حولها انتهزت فرصة انشغال علي مع ابنته وأمها في الحديث مع بسنت لتذهب عالى غرفتها ، تمنت أنها لم تتحرك من مكانها عند رؤيتها لزوجة شقيقها خارجة من دورة المياه ، ابتسمت لها بسخرية وهي تنظر إلى علياء الواقفة تنظر إليها بتوتر : مبروك يا علياء ، ولكن تذكري أنه اختيارك بمليء ارادتك ولتتذكري أنني حذرتك منه .
غضبت علياء وقالت بنفاذ صبر : ماذا تردين بالضبط ؟
لترد الأخرى باستهزاء : لا شيء ، ولكنى أنصحك فقط
أنه يحب المرح مع الفتيات فلا تندفعي معه و لا تبيني مشاعرك إلا عندما تتأكدي من مشاعره نحوك وأنه لا يتسلى بكِ.
ردت بغضب : لو كان يريد المرح والتسلية لكان حاول أن يتقرب منى في إحدى المرات التي تواجدت بها في منزلهم أو في إحدى المرات التي أقلنى بسيارته ولكنه يريد الزواج وأعتقد أنه لا علاقة للزواج بالمرح والتسلية.
ابتسمت بهدوء : أنتِ تفوهتِ بها بنفسك ولكن ليس بالضروري  أن يتزوج منكِ لأنه يحبك !!
تركتها علياء وهى غاضبة ودلفت  إلى غرفتها ، تتنفس بضيق وتزفر بحنق ، لتصفق الباب بحدة من خلفها  .
تنبه علي إلى صوت الباب فرفع نظره ليرى ما يحدث ، وجد زوجته واقفه أمام باب الغرفة وأن علياء من أغلقت الباب بتلك الطريقة .
__ماذا حدث ؟ هل أغضبتها ؟
ابتسمت بارتباك : لا طبعًا يا  حبيبي ، ولكنى أعتقد انها متوترة بسبب الخطبة ، فنحن الفتيات نتوتر بسرعه  ، وخاصةً أن الموعد قريبًا جدًا كان المفروض أن تؤجله قليلًا حتى تعطى لها وقتًا لتستعد جيدًا .
نظر لها وهو يبتسم : ماذا أفعل ؟ إن عمر متعجل جدًا ولم أستطع أن أثنيه عن الموعد.
ابتسمت ببرود فتركها وذهب إلى غرفة علياء ، طرق الباب بهدوء: علياء افتحي الباب.
تنهدت بصعوبة وحاولت السيطرة على أعصابها حتى لا يلاحظ أخيها غضبها وتوجهت لتفتح له الباب وترحب بوجوده ،
دخل وأغلق الباب خلفه ، ليجلس على الفراش ويجلسها بجانبه
__ ما بالك يا حبيبتي ، هل ضايقك شيئًا ما ؟
هزت رأسها نافيةً فسألها باهتمام : إذًا لم تركت الجلسة وأتيتِ إلى هنا ؟!  آثرت الصمت فابتسم بحنو وهو يظن أنها خجلي ليربت على رأسها : مبارك يا صغيرتي ، وضع رزمة من الأوراق المالية بيدها لتهتف صائحة عن سببها فيضحك بخفة : لتبتاعين فستان من أجل قراءة فاتحتك وأي شيئًا آخر تريدينه ، وإذا احتجت أي شيء لا تترددي واطلبه مني على الفور 
همت بالاعتراض فقال  لها بأن لا تناقشة ثم احتضنها ليطبع قبله على جبينها : أهم شيء عندي أن تكون سعيدة سأذهب الآن  فلدى عمل بالغد، غمز لها وهو يردف- استعدى جيدًا ليوم الجمعة.
أخفضت رأسها  بخجل وخرجت خلفه تودع ابنته قبل ان تغادر ، ابتسمت وهي تستمع إليه يوصي أمها  بشراء أفخر الأشياء وان تستعد جيدًا الى يوم الجمعة وإذا احتجن شيء فليخبرونه به .
تحاشت السلام مع زوجته وهمت بمغادرة المكان بعد انصرافهم  لكن والدتها ضمتها إلى صدرها و هي تخبرها بأن أختيها فرحتان جدا لها ، وبسنت ستأتي لهم غدًا لتساعدها ، و وفاء ستأتي صباح الجمعة لتساعد الأميرة علياء فيما تريده .
دخلت إلى غرفتها بناءً على أوامر والدتها فإنها لابد أن تخلد إلى النوم مبكرًا  ، فأمامها يوم طويل غدًا .
دلفت إلى فراشها و وضعت رأسها على وسادتها تحاول النوم ، ولكن هيهات فكلمات آية ترن بأذنيها كلما أغلقت جفنيها ، أخذت تفكر إذا لم يكن يحبها لما يريد الزواج منها  ؟! هل نور فرضتها عليه أو رشحتها له ؟! هل من المعقول أن تكون أخبرته عن حبها له ؟!
هزت رأسها بضيق هي لا تحتمل فكرة أنه لا يكن أي مشاعر نحوها لتجاهد أن تسيطر على مشاعرها حتى تستطيع النوم .
****
أخذت تتقلب في الفراش حتى تستطيع النوم ، فغدًا أول يوم عمل لها ولا تعلم كيف ستتعامل مع ند قوى كيوسف
تدعى ربها أن تكون على المستوى المطلوب ، أحلامها كثيرة وتعلقها بالوظيفة أحد أحلامها ، بل هو أول خطوة في سلم الأحلام أخذت أفكارها تتقلب بين السعادة والقلق إلى أن انتبهت أنها الثالثة فجرًا لتهتف : يا اللهي
وضعت الوسادة على رأسها وهى تجبر نفسها على االنوم
استيقظت من نومها على صوت المنبه ولأول مرة من شهور لا يراودها أحد أحلامها المزعجة فهي لم تنم من الأساس
فكيف ستحلم بدون نوم نظرت إلى المنبه لتفاجئ بأنها السابعة قفزت خارج الفراش واستعدت سريعًا وهى تدعى أن تكون الشوارع غير مزدحمة ولا تتعرض إلى  اختناق مرورى  يؤخرها عن موعد الوصول
سمع خطواتها تنزل مسرعة ليخرج من المطبخ :أ تتدللي علي اليوم أيضًا ؟
__ لا أنا متأخرة في أول يوم لي بالعمل ، اعذرني
__ ألن تتناولين فطورك ؟
__ لا يوجد لدى وقت
لوحت له مودعه وهى تخرج مسرعة إلى عملها ركنت سيارتها وخرجت منها مهروله إلى باب الشركة نظرت إلى ساعتها وتأوهت فلقد تجاوزت الثامنة
هتفت بعامل المصعد أن ينتظرها وهي تهرول ، شكرته وهى تجتاز باب الدخول إلى المصعد المليء بالموظفين تنفست براحة ووقفت أمام باب المصعد وهى تنتظر دورها يأتي بفارغ الصبر فهي لا تريد أن تترك انطباع بأنها غير ملتزمة
يزفر بملل وهو يسند ظهره الى حائط المصعد من وراءه  يقلب بهاتفه ويتفحص الرسائل البريدية الواردة له ، انتبه إلى صوت أنثوى
يهتف : انتظر من فضلك .
اتسعت عيناه بدهشه ونفض رأسه بشده حتى يثبت لنفسه أنه لا يتخيلها  ، تساءل عقله " أهي نفس الفتاة التي قابلها بالمطعم ؟! "
ليزجره عقله وهو يؤكد له أنه نفس الصوت  .. نفس الصوت الناعم الاثيري هتف بداخله : أنها الجنية التي تفاجأه دومًا
فكر قليلًا وعقدة حاجبيه تزيد " ما الذى أتى بها هنا ؟! "
تذكر حديث أخيه البارحة عن تلك الفتاة التي ستتدرب معه وستعمل بالشئون القانونية الخاصة بالشركة . ليحتقن وجهه غضبا و تندفع الدماء إلى رأسه وهو يفكر في إقبال يوسف اليوم  على العمل ونزوله مبكرًا حتى أنه ل ينتظره ليأتيا سويًا إلى الشركة
هتف عقله " طبعًا فهي السبب !! "
توقف المصعد في الطابق الذى يحتوى على بعض إدارات الشركة لتخرج منه هي ومعظم الموظفين
أمر العامل أن ينتظر وتقدم بهدوء إلى المكان التي كانت تقف به ليخرج رأسه بهدوء من المصعد ،وينظر خارجًا
اتسعت عيناه ذهولًا وهو يراها تصافح أخاه بابتسامه جميله  ، حدق بأخيه الغارق في حالة من السعادة والفرح ليطبق فكيه بحده ، انتبه على صوت العامل يسأله أسيغادر المصعد أم يتحرك إلى الأعلى ، التفت إليه غاضبًا وهو يرد صائحًا : ماذا قلت؟
توتر العمل والموظفين المتبقين بالمصعد  ، فيجيبه الأمل متلعثمًا بسؤاله مرة أخرى ، أشار برأسه متشنجًا وهو يعود إلى مكانه مرة أخرى لينطلق المصعد ثانيةً متخذًا طريقه .
***
دخل إلى مكتبه غاضبًا ولم يكلف نفسه إلقاء التحية على السيدة عبير التي انتفضت واقفه عندما صاح بها
__ أبلغي السيد عبد العزيز أني أريده حالًا.
خرجت من المصعد لتسرع مشيتها قليلا ، رأت يوسف قادم إليها
__صباح الخير نور، كيف حالك اليوم؟
توقفت والتقطت أنفاسها : بخير الحمد لله ، كيف حالك أنت ؟
__ الحمد لله ما بك لم تركضين هكذا ؟ أطلقت ضحكة قصيرة
__ استيقظت متأخرة وكنت مرعوبة أن أتأخر في أول يوم عمل
__ إذًا أنت لم تتناول فطورك ، أتحبين أن آتي لكِ بكوب من القهوة ؟
__ نعم لم يتسنى لي تناول الفطور، لا سأتناولها في استراحة الغداء
__ إذن سنذهب إلى الكافيتريا معًا ، فأنا لا أتناول فطوري مبكرًا
هزت رأسها بتفهم ، دخلا إلى المكتب ليفاجئا بالسيد عبد العزيز يخرج مسرعًا : انتظراني هنا
هزا رأسيهما إيجابًا وهما ينظران إليه بدهشة  وهو يهرول مسرعًا إلى الخارج .
***
يتحرك في أرجاء مكتبه بغضب واضح ، ضغط على زر الاتصال بمديرة مكتبه : أين السيد عبد العزيز؟
أجابته : سيأتي حالًا سيدى
دخل السيد عبد العزيز ليسألها : ماذا هناك؟
رفعت كتفيها بدهشة : لا أعرف ، ولكنه غاضبًا جدًا وينتظرك
ازداد توترًا وهو يطرق الباب ليأتي له صوته آمرًا: ادخل
*****
استيقظت على ضوء الشمس وصوت بسنت الضاحك ، تفتح ستائر الغرفة فيغمرها الضوء : صباح الخير يا عروسة
ابتسمت بخجل : صباح النور ، لماذا أنتِ هنا مبكرًا؟
__ بدلًا من أن تقولي نورت
__ لا أقصد بالطبع فأنتِ نورتِ ، ولكنى مندهشة فالساعة لا تتعدى التاسعة
__ أخذت اجازة من العمل حتى أساعد أميرتنا في تحضيرات حفلتها
ضحكت وهى تخرج من فراشها : أشكرك أختاه
__ ليس بيننا شكر، احتضنتها - مبروك حبيبتي .
أخفضت رأسها بخجل فابتسمت بسنت : لمَ الخجل الآن ، ابتسمي وافرحي ولا تعطى الخجل والتوتر فرصة للسيطرة عليك فذلك سيفسد كل شيء ولن تستطيعي الشعور بالأحاسيس الأخرى
وقفت بجانبها لتقول آمرة : هيا ، لنبدأ تجهيزات الغد

أحلامي المزعجة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن