دخل إلى القصر ليرى عائلته الصغيرة مجتمعه بالبهو
__ السلام عليكم ، كيف حالكم يا أهل الدار؟
ردت نهى: نحن بخير والحمد لله، والجلسة تنقُصك
تعال اجلس معنا قليلًا
تقدم إليهم ليسلم على أمه ويجلس بجانبها
ليقول يوسف ضاحكًا بخبث : أراك سعيدًا هذه الأيام ياسين
، و أتساءل عن سر هذه السعادة
لوي ياسين شفتيه هازئًا : ألا يحق لي بعضًا من السعادة يوسف ؟!
__ لا طبعًا أخي ، بل يحق لك أن تعيش في سعادة دائمة
ليست بعض أيام قليلة
نظر إلي أخيه متفحصًا لينظر إليه يوسف باسمًا
حدث ياسين نفسه : إذن هو يعلم بحبي لنور
هز رأسه : نعم يوسف ، عندك كل الحق ،تنحنح : ولذلك قررت أن أتزوج
اتسعت ابتسامة يوسف ، والتفتت أمه إليه والدهشة الممزوجة بالفرحة تعلو وجهها ، لتنطق نهى بسعادة :مبروك حبيبي ، هل اخترت العروس ، أم سأنتقيها لك أنا وأمي ضم كفيه بشده ليسيطر على التوتر بداخله :لا انتقيتها
أريد أن اتزوج نور.
اتسعت ابتسامته يوسف أكثر : مبارك أخي ، مبارك ،تنهد بتمثيل وأردف - أخيرًا نطقت
ضحكت نهى وهي تنهض من مكانها تحتضنه وتقبله على وجنتيه
__ مبارك حبيبي ، أتمنى لك التوفيق والسعادة معها بقية حياتك.
ابتسم في وجهيهما وهو يشعر بالفرح من ردة فعلهما
لم يكن متوقعًا كم سعادتهم لأجله
التفت إلى أمه التي لم تصدر منها أي ردة فعل
رأى وجهها جامد من الصدمة وعينها متسعة من الدهشة
تحشرج صوته : ما رأيك أمي ؟
رد يوسف على الفور وبسرعة: بالطبع موافقة ياسين
ولكنها مأخوذة من قرارك بالزواج ، فلطالما اعتقادنا أنك لن تتزوج أبدًا أخي ، ولكنه اختيار موفق ، موفق جدًا
نظر إلي أمه الصامتة ، فلم ترد على يوسف ،هو أكثر شخص يعلم معنى صمتها فهي تبدي عدم موافقتها عن الأمر بشكل غير مباشر ، ممتن لآخاه لمحاولة التخفيف عنه ، فرد أمهم واضح لهم جميعًا
نادتها نهى بهدوء : أمي ، ياسين يسألك عن رأيك
انفرجت شفتاها أخيرًا لتقل باقتضاب : مبارك بني
متى ستذهب لتتقدم لها ؟
رد بهدوء : سأتكلم مع عمر أولًا
هزت رأسها بهدوء : وفقك الله
حاول أن يلطف الأجواء قليلًا : ياسر دعانا جميعًا إلى حفلة بمناسبة أنه رزق بعبد الرحمن يوم الجمعة في المزرعة
ليكمل : نهى أريد اسم صديق عمرو وعنوانه لأن ياسر أبدى رغبته في دعوته هو الآخر ، وسيدعو عمر أيضًا
انفلتت ضحكة قصيرة من يوسف ، لينظر له ياسين
ويقول بشبه ابتسامه : ما الذي يضحكك الآن يا ظريف ؟
ضحك يوسف مرة أخرى ليغمز بعينه إليه
__ ياسر هذا ونعم الصديق
صدت ضحكة ياسين مجلجلة في بهو القصر
لتنظر إليه أمه مدهوشة من التغير الذي حدث له الأيام القليلة الماضية
رد على يوسف بعد أن هدأت ضحكاته: هو بالفعل ونعم الصديق
أردف بجدية : يوسف لا تتكلم مع نور في موضوع الزواج هذا إلى أن أبلغ عمر ، فأنا أعرفك جيدًا من الممكن جدًا أن تذهب إليها وتقول مازحًا مرحبًا بكِ يا زوجة أخي ، أو كيف حالك يا عروستنا ؟!
ضحكت نهى على نبرة ياسين التهكمية وهو يقلد يوسف وطريقته ، لتنفلت من أمهم ضحكة قصيرة لينظر إليها يوسف : أنتِ الأخرى تضحكين أمي !!
ضحكت لتقول مازحة : فعلًا ، أنت متوقع منك أي شيء
نظر لها ياسين باستفسار ، فهو يريدها أن تفصح له عن مكنونات صدرها وسبب اعتراضها على فكرة زواجه من نور
يعلم جيدًا أنها مرحبة ترحيب جام بفكرة زواجه لكنها معترضة على اختياره على الرغم من أنها معجبة بالفتاة التي اختارها ، هز رأسه في يأس غريبه أمه في معظم الأوقات لا يفهمها
انتبه من أفكاره على صوت يوسف ونهى وهما يتشجران حول أمرًا ما وأمهما تضحك عليهما
نظر إليهما لم يتغيرا إطلاقًا ،إنهما أطفال في أجساد كبيرة
همس بعد قليل :حسنًا سأخلد إلى النوم فاليوم كان مرهق جدًا ، تصبحون على خير
نهي والأم : وأنت من أهل الخير
يوسف : ياسين ، انتظر فأنا أريد أن أبلغك بشيءٍ مهم.
قال وهو يتثاءب: حسنًا اتبعني للأعلى
تبع أخاه لتبقى نهى وأمها لوحدهما اقتربت نهى من أمها
__ ما بالك أمي ؟ لم تفرحي بخبر زواج ياسين !
ردت بهدوء: فرحت طبعًا بقرار الزواج، ولكني مصدومة من اختياره .
__ لماذا يا أمي ؟ أليست هذه نور التي تشاجرت مع يوسف لكي يتزوجها وعددتِ محاسنها وقولتِ أنكِ مُرحبة بهذه الزيجة وهذا النسب ؟!
__ نعم هي وأنا لست معترضة عليها ، ولكني أرى أنها ليست مناسبة لياسين
__ أمي ياسين يحبها
التفتت إليها في حده وهى تعقد حاجبيها
لتكمل نهى : أبلغني يوسف اليوم ، وطلبه للزواج منها يؤكد حدس يوسف
أمي لم نرى ياسين سعيدًا هكذا منذ وفاة والدي رحمة الله عليه ، عادت ضحكته لتصدح في القصر ، والسبب هي نور
ابتسمت وهي تتبع : من الواضح أنها أضاءت حياته
هزت الأم رأسها موافقه
لتكمل نهى دفاعها وتهدم أخر حصونها : وأخيرًا أمي ستحقق أمنيتك في رؤية أولاد ياسين الغاليين.
قالت الام بفرح : صدقتِ يا نهى، معكِ حق ، وطالما هو مرتاح ويريدها زوجة له ، فأنا موافقه.
__ من الممكن أن تتعرفي عليها أكثر في الحفلة التي سيقيمها ياسر بالمزرعة.
هزت الأم رأسها موافقة : نعم ، معكِ حق هيا بنا لننام نحن أيضًا
أنت تقرأ
أحلامي المزعجة
Romanceتردد صوت صراخها ليصم الآذان و يعم أرجاء المكان وهى تهتف ساعدوني أرجوكم هلا يأتي أحد ليساعدني ،تحاول أن تبقى في مكانها ولا تسقط أكثر في هذه الحفرة العميقة ،فهي لا ترى أي بصيص من الضوء ،عاودت الصراخ ولكن لا محال فلا يوجد أحد يستطيع سماعها وقوتها في ال...