في بدايةَ السماءِ كان الإشراقُ جزئيًا مِنها رُغم لفحةَ
هواءٍ حارقةً تجعلُني ، أستشعَر الظمأُ و كـ إنني أسكنُ
صحراءً باليةً دونَ بئرًا يسقي جوفي من البرودةَ مياهٍ
فـ كانت الرطوبةَ عاليةً و أستشعرُ الطنينَ الحازمُ في
كِلتا أُذاني السماءُ كانت غاضبةًما بنيتهِ قد هُدم أمامَ بصيرتي كُل مشاعرٍ حملتَها
منُذ ميناءُ روُسيا البائسةَ مدينةَ الرمادِ ، إلىٰ مشرَق
الشماليةَ و كان لهيبٍ و ليس مشرقًا ، أجدُني مُعلقاً
علىٰ فُولاذٍ . مُقيداً دونَ طعامٍ دخلَ جوفي منِذ واحد
و عشرونَ يومًا و ما كان الا جُرح حاجبي قد تجددَ
بـ آخره نظرًا لـ تمدده من أعلىٰ مُنتصف حاجبي إلىٰ
أسفلَ جفني و كـ أنهُ يشكل صليبًاو ما ينقصُني هو رؤيةَ البقيةّ المُعلقين قَد أصابَهم
الموت و شهدتَ أحدًا منهم يستوفىٰ أمامُ بصيرَتي
بغتةً جروحي الغيرُ ملتئمةً قد اصابَها - التلكؤ في
الألتئامَ نقصاً لتغذيةَ الجسدُ ولم أستذوقَ المُخدراتِ
طيلة تِلك الفترةَ أشعرَ بـ الوعي و اللاوعي و كأن
طاقتي قَد نفذت دونَ عودةً لـ مجراها الغيرُ واضحٍأستشعرُ برودةَ الهواءَ قبل أن تقتربُ عسكريةً
حاملةً سكينٍ تقومَ بـ قطعِ الأحبال لـ أسقطُ علىٰ
الأرضية و أنينٍ بطيء تسربَ من فمِي حينما
إقتربَت ، تسندُ جسدي رافعةً إياهُ " أرتفَع إيُها
السجينُ فقد أجتزتَ مُهمتك بـ البقاءِ علىٰ قيدَ
الحياةِ تهانيناً " نطَقت لأميلُ بتشوشٍ واضحٍ
بادياً الإستغرابُتمَ نقلي بـ عربةً مُصفدًا و بـ أعينٍ مُضللةً
بـ قماشٍ كان الأمرُ مرهقًا ، و لـ مدُة واحدًا
و عشرون يوماً في التحقيقَ المُستمر إيضاً
التعنيفُ الجسدي المُلازم كان كُل شيئًا مُقيتًا
و أفكرُ كثيرًا - بـ فيلِكس الذي كانَ آخر ، ما
سمعتهُ عَنه هو إبعادهُ بـ كوريا الشماليةَ بينما
كان هنُاك العديدَ من الطنينَ المدوي الناقشاتِ
الغيرَ هادفةً صوتَ عساكِر عدةً و بدوتَ ثانيةً
بـ إنني أجوبَ حول مُعسكرٍ للإعتقالَو هذا كانّ الواقعُ المُظلم .. أجوبَ دون علمٍ بـ تلك
الأرَض لـ طالما كانت كوريا الشماليةَ مصدر تهديدٍ
شرس لـ العاَلم بـ أجمعهُ دولةً غامضةً ، الجميعُ يقوم
بـ عبادةَ الرئيسَ و كـ أنّه الرب لا يوجد هواتفٍ و لا
سيما أن كُل شيءٍ مُراقب هنا خطأ واحد و أكون في
عدِاد الموتىٰ و المقتولينَ !
أنت تقرأ
EL LUCHADOR
Literatura Faktu( كم وودتَ النظرَ إليكَ و لكنكَ لا زِلت تُثير أعمَق إشمئزازي ) " وداعًا إيُها العذبَ البريطاني كان من المُمتع رؤيتكَ مُجددًا "