15. مها

88 15 57
                                    

التاسع من حزيران، عام 2023م.

بقي نصف ساعة عن موعد النشر. وها أنا جالسة، أحمل كوب قهوتي بيدي.

وقد جائتني لحظة إدراك بأنني -مَن قمتُ بالمقابلات مع الجميع- لن يجري أحدٌ مقابلةً معي.

لذا كان عليّ أن أفضفض بنفسي هنا.

مَن أنا؟ أنا الخيل والليل والبيداء تعرفني ~

أمزح.

اسمي مها، طالبةٌ جامعيةٌ -بغضّ النظر عن تخصصي- من الأردن.

أملك عائلة كبيرة، لكن -سبحان الله- يختفون جميعهم عند العمل، لذا تبقى مها حتى تحضّر القهوة، وتغسل الأواني، وتضع الطعام لأصغرنا، أو كما يقال 'آخر العنقود'.

لا أعرف ما أكتب وقد وضعتُ لكم تلميحاتٍ عن نفسي قي المقابلات السابقة.

أبلغ من العمر 21 خريفًا، ولم أرَ إلى الآن عمر الزهور الذين يتحدّثون عنه كثيرًا.

مدمنةُ شاي، وروايات، واللون الأزرق، وأنابيل!

والدراسة؟ يا عزيزي لماذا تسأل وقد تركتَ كتبكَ ولديكَ اختباراتٌ هذه الفترة، لتجلس تقرأ في هذا الكتاب الذي لن يفيدكَ في شيء!

لنكن منطقيين، جميعنا عند الدراسة نكون 'لا أسمع، لا أرى، لا أتكلّم' أليس كذلك؟

بدايتي مع الروايات كانت كلاسيكيّةٌ جدًا.

أحببتُ رواية لقد تركتُ كوني منافسة البطل ولم أجد مَن يكملها باللغة العربية بعد الفصل الــ30، لذا ، أنا مها، مَن لا تملك دراسة ولا امتحانات، قرّرتُ بشكلٍ بطوليٍّ أن أُكمِلها، وخيرًا فعلت.

كان أفضل قرارٍ على الإطلاق. هكذا دخلتُ إلى دهاليز هذا المجال، بحلوّه ومُرّه.

لكي أُترجم ما طابت به نفسي مما أعجبني من أغلفة.

نعم أغلفة، عزيزي المتابع، فنحن أكثر سطحيةً ممّا تعتقد!

أشعر وكأنني سأُوبَّخُ من زميلاتي المترجمات بعد هذا لفضح أسرارهن. لكن هل أهتم؟ كالجحيم لا.

وتعرّفتُ بسببه على الكثير من الكائنات اللطيفة التي أفتقر إليها في حياتي الواقعية المليئة بالأفاعي.

عندما دخلتُ القناة لأول مرّة وقد كنتُ من المشرفين، لذا فقد رأيتُ دخول الجميع، شعرتُ أنني دخلتُ على كوكب زمرّدة، جميعهم فتيات، لطيفات، وجميلات -تغمز بعينها-.

مَن تحتاج عروسًا لتخبرني فقط، فأنا كأمّهم جميعًا.

شخصٌ أثّر بي؟

أختي بلا منازع، غدير، التي أشعر أحيانًا كثيرة أنها شقّي التوأم، الأقرب لقلبي، وأكثر مَن يفهمني.

شريكتي في البدايات والنهايات، في السهر والسمرات، في الأفراح والأتراح.

حتى في شرب الشاي، لا أبرح أن أفعل شيئًا إلّا وأقوله لها، لن انسى دعمها لي ما حييت.

لها مني كلّ الحب، هي خيري ونوري حقًا، محظوظةٌ بها جدا.

أيضًا أذكر عهد، متابعةٌ لرواية أنابيل التي ذكرتُها سابقًا، كانت من أكثر المشجعين والداعمين لي، ولا أعتقد أنني سأنساها.

لا تخالوا أعزائي المتابعين،  أننا نحن، المترجمين، ننسا من كتب لنا كلمةً لطيفة وطيّب خاطرنا بشُكرٍ على تعبنا، لربما سبب استمرار الاكثرية منا هو أنتم.

لذا شكرًا، في كلّ مرّةٍ تركتم تعليقاً، أو رسالةً لطيفة.

ناداني أبي للتو، لذا أتمنى أن ألّا يفعل أثناء الفعالية.

أبي العزيز، أحبّكَ حقًا، لكن توقيتك دائمًا خاطئ!

المهم هل أنصحُ أحدًا بدخول هذا المجال؟ حسنًا، أظن أن رأيي قد تم قوله قبلاً في أحد الفعاليات.

ترجمة الروايات الآسيوية سلاحٌ ذو حدّين، هوايةٌ جميلة ولطيفة، عرّفتني على الكثير من الأشخاص الذين لا يمرّ يومي الآن بدونهم، لكنه أيضًا خطير، لمن هم دون سن البلوغ.

لمن ما زال في عقله مجالٌ لتغيير المسلّمات، كالتوحيد، والأشياء الفطرية، التي يعلمها الإنسان حتى إن لم يتعلّمها.

قصة إعادة الإحياء والتجسيد داخل رواية، والقديسين والكهنة ذو القوّة المقدّسة، جميعها أشياء خيالية، غير موجودة، ولن تحدث إطلاقًا. لذا اتفق مع رأي أوهانا في هذا الموضوع.

أحبّ الروايات لقلبي؟ هل أحتاج للإجابة حتى؟ رواية لقد تركتُ كوني منافسة البطل بالتأكيد.

لماذا؟ حسنًا، كانت أوّل روايةٍ لي، ثم إنها كوميدية! ولم اجد مثلها إلى الآن، لذا كانت حقًا كما أريد بالصدفة.

اقتباسي المفضّل أيضًا منها. عندما قالت أنابيل 'لكن الأشرار الذين لم يكونوا محبوبين في الأصل يمكن أن يتأثّروا باللطف الصغير..'

أشعر أن أبي سيناديني مرّةً لخرى لذا سأنهي هذا هنا.

ربما ألقاكم في مقابلةٍ أخرى السنة القادمة؟ مَن يعلم

حتى لقائنا القادم، دمتُم لنا حبٍّا وفرحًا وسعادة، دمتُم لنا  دعمًا وأثرًا وإرداة، دمتُم لنا يا مَن تزيدون شغفنا شغفًا، وإصرارنا إصرارا، دمتُم بِودّ.

ضياءٌ سرمديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن