16. سلمى

28 5 38
                                    

الثالثُ من يونيو، عام السمك 2024 م

وها أنا ملكةُ الأسماكِ كاريبي أقفُ متصنمةً فِي مكاني، حينَ رؤيتي لمها وهي تفرُّ هاربةً مِن عَمِلها في أعدادِ المُقابلاتِ، تاركةً الأمرَ على عاتقيَّ.

'هيه! لا بأس، بالتأكيدِ سيكونُ الأمرُ سهلًا...!'

حسنًا،

لقد كان هذا ما أعتقدتهُ...

ما باليَّ أقفُ هنا وسطَ غابةِ الحيواناتِ هذه مُنتظرةً سلمى مهووسةُ الحيواناتِ التي لطالما خالفت مواعيدها...!

وحينما لمحتُ بطرف عينيَّ ظلًا لها، ركضتُ نحوها مُسرعةً بقوليَّ:

-لنبدأ بِسُرعة، لقد تأخرتُ كثيرًا بسببكِ!

-بادئ ذي بدء، عرفي نفسكِ بِسُرعةً لبقيةِ الأسماك يا سلمى؟

في الواقعِ أنا أعرفُ السمكةَ سلمى أكثر من نفسها حتى، لكن توجب علينا الغوّصُ في مثلِ هذه التفاصيلِ لتوضيحها أمام جمهور الأسماك الحافلِ هذا...!

-اسمي سلمى، أنا سمكةٌ تبلغُ مِن العُمرِ خمسة عشرَ عامًا، أعيشُ فِي مَصر، أما عَن نفسيِّ فأن هواياتيِّ هي الأكلُ والنوم بالتأكيد وكذلك الغناءُ والمُطالعة.

بعدما أنتهت سلمى مِن أجابتها على سؤاليَّ الأول، طرحتٌ سؤاليَّ الثاني على وجهِ السُرعةِ.

'وذلك بسبب وجود العديد من المقابلات الأخرى التي تنتظرني بحق!!'

-يا سلمى ما هو سببُ دخولكِ في بحرِ ترجمةِ الروايات العميقِ هذا؟

-لقد أردتُ فقط إضاعةَ الوقتِ في شيءٍ أستمتعُ بهِ.

'بطريقةً ما يبدو وكأن سببَ دخولها مُختصرٌ أكثرَ مِن سببِ دُخوليَّ أنا...بفتت!'

وبعد أجابةِ سلمى على سؤاليَّ الثاني، طرحتُ السؤالَ الثالث بفارغِ الصبرِ، فقد كان هذا سؤالًا لطالما رغبتُ في معرفةِ أجابةٍ لهُ.

-كيف دخلتي إلى قوقعةِ قبيلةِ الأسماكِ Tr-Novel ؟

-لقد أقترحَ عليَّ كلٌّ مِن ريري وسما الدخولَ إلى هذه القوقعة عندما كنتُ أترجمُ أولَ روايةٍ ليَّ.

'عند سماعيَّ لهذا، لماذا أشعرُ وكأنني الوحيدةُ التي دخلت دونَ أقتراحٍ...؟'

-وفي ذات الوقت الذي كانت تُجيب فيهِ سلمى على سؤاليَّ الثالثِ، كنتُ قد أعددتُ السؤالَ الرابعَ بالفعلِ، وبعدما أنتهت طرحت سؤاليَّ الرابعَ فورًا.

-من هي أولُ سمكةٍ عَرِفتها وتعرفتِ عليها في قاع الهامورِ الضّحلِ هذا؟

-حسنًا، في الواقعِ لم تكن سمكةً واحدة بل كانتا أثنتين، ريري وسما.

وعندما كنتُ في الغابةِ في وقتٍ سابقٍ بسبب تأخرِ أحَدهم، لطالما رادونيَّ سؤالٌ حولَ هوّس سلمى المُستمرِ بالحيواناتِ حتى أن مُقابَلتها تكونُ في غابةٍ كهذه!

-لذلك سؤاليَّ الخامسُ كانَ عن هوّس سلمى الغريب:

-ما هو سببُ حُبكِ وهوّسكِ الشديدُ بالحيوانات؟ أوهل لا تعلمينَ بوجودِ حيواناتٍ خطرةً في قاعِ الهامورِ هذا، كالقروشِ التي ستلتهمكِ فور رؤيتكِ؟

-أن أردتِ الصدقَ، أرى بأن الحيواناتَ
كائناتٌ لطيفةٌ للغايـةِ حيثُ أنها تمتلكُ وفاءٌ لا مثيّلَ لهُ على عكسِ البشرِ، كما أننيّ أحبُّ جميعَ الحيواناتِ الخطرةِ، كالدببةِ والثعابين وغيرها الكثيرُ...وذلك
لكوني أرى أن هذه الحيواناتَ تمتلكُ مَشاعرًا أيضًا، فمنَ المُحتملِ أن يحزنوا ويفرحوا مثلَ البشرِ تمامًا، لذلك أرى بأن نصيحتيَّ لهم هي عدمُ الأهتمامِ بكلماتِ البشرِ الجارحةِ، أما الحيواناتُ الأحبُّ إلى قلبيَ فهي الدلافين والأرانب والذئاب وغيرها الكثير...

'بحقٍ أن لم أكن سأهربُ بعد أعداد المُقابلةِ معها، لما أضطررتُ لسماعِ قائمةِ الحيوانات الطويلةِ هذه.'

ثم سألتها على عَجلٍ السؤال السادسَ وهو السؤالُ ما قبلَ الأخيرِ.

-مَن هي أولُ سمكةٍ داعمةٌ ومتابعةٌ لكِ مُنذ بداياتكِ؟ ومَن هي قدوتكِ في بحرِ الترجمة هذا؟

-كالعادةِ، السَمكتانِ ريري وسما. أما عَن قدوتيَّ في الترجمةِ فهي سمكةُ الشبّوطِ مها! تَرجمتها جميلةٌ ومريحةٌ للعينِ حقًا، حيثُ تجعلُ للروايةِ أجواءٌ خاصةٌ ومميزة في أوساطِ هذا البحرِ بإكملهِ!

'بالفعلِ فأنا أتفقُ مع كلماتِ سلمى، فمنَ منا لا يعرفُ جمالَ ترجمةِ مها فِي قاعِ الهامورِ هذا؟'

وبعدما أنتهى سؤاليَّ السادسُ، مِن المؤسفِ قولُ هذا، ولكن لقد حانَ وقتُ نهايةِ سلسلةِ الاسئلة هذه في سؤاليَّ السابعِ والأخيرِ.

-ما هو أفضلُ عملٍ لكِ؟ وهل لديكِ أقتباسٌ مميزٌ فِي أعماقِ بَحرٍ مِن بحورِ رواياتكِ؟

-أفضلُ عملٍ ليِّ، قد كان <ابنة الدوق تروّض وحشًا بريًا> أما عن أقتباسٍ، فإنني أمتلكُ العديدَ مِن الأقتباساتِ الجميلةِ في هذه الرواية وبسبب كثرتها لا أعلم ما الذي يتوجبُ عليَّ إختيارهُ.

'في الواقعِ لقد نسيت سلمى جميعَ الأقتباساتِ في روايتها لكنها تسترتَ على ذلك.'

لقد أطلّت كثيرًا الحديثَ مع سلمى فقد كانَ مِن الجميلِ التسّامرُ بالأحاديثِ مَعها، وعلى الرغمِ مَن سُرعتيَّ إلا أنني قد تأخرتُ كثيرًا...!!

-لقد حلّ منتصفُ الليل! يجبُ عليَّ المُغادرة فورًا للمنزلِ...! لدي الكثيرُ مِن المُقابلاتِ الأخرى في أنتظار قدوميَّ بَحق.

قلتُ ذلك وأنا أركضُ بأقصى سرعتيَّ تاركةً خلفيَّ السمكةُ سلمى وكأنني سندريلا قاع الهامور، مُترجيةً أن وسائل النقل ما زالت متاحةً حتى هذه الساعةِ.

ضياءٌ سرمديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن