10. سما

52 13 14
                                    

الثامن من حزيران، عام 2023م .

في مقابلةٍ أجرتها وكالةٌ مع أجاثا كريستي - وهي كاتبة رواياتٍ بوليسية- من أين يأتيها الإلهام لهكذا حبكاتٍ إجرامية عظيمة وقد قالت 'أثناء غسل الأواني، لأن هكذا عملٌ غبيٌّ يجعلك تفكّر في ارتكاب جريمة قتل'.

وهنا اتفق مئةً بالمئة معها.

أستطيع تخيّل مستقبلي وأنا في السجن أرتدي زيًّا مخطّطًا بأبيضٍ وأسود وخلفي حائطٌ أبيض ويتم استجوابي لماذا قتلتُ أختي بطريقةٍ شنيعة.

هل ستكون حجّتي قويّةٌ إن قلتُ لهم ' بعدما انتهيتُ من غسل الأواني وكدتُ أمسح طاولة المطبخ جلبت أختي صحونًا وأكواب كثيرة لا أعلم من أين'.؟

نعم أعزائي، هذا ما حدث معي للتوّ!

ضرب العَصَبُ لديّ في هذه النقطة.

أطلتُ عليكم لذا لنبدأ.

- كيف بدأتي الترجمة؟

- كنتُ في العطلة وأشعر بالملل ولم أجد شيئًا أفعله، ثم تذكّرتُ أنني في فترة الامتحانات قمتُ بالترجمة قليلاً لأهرب من الدراسة لكنني سرعان ما عدتُ إلى صوابي وأكملتُ دراستي، لذا عند عطلتي جرّبتُ ترجمة روايتي المفضّلة وها أنا هنا الآن.

- هل هناك شخصٌ حفّزكِ؟

- عندما بدأتي مشواري أخبرتُ ريري وشين وهما قاما بتشجيعي.

- ماذا كان انطباعكِ الأول عن المترجمات عندما دخلتِ القناة؟

- سُكَّرٌ مُحلَّى! أحببتُهم منذ البداية وكنتُ أطمح أن أصبح مثلهم. طبعًا هذا يشمل مَن يتعب حقًّا في الترجمة وأرى تعبه، مجموعة الترجمة الحرفية غير مشمولةٍ بهذا!

- هل أثّر فيكِ شخصٌ ما في هذا المجال؟

- كمتابعة فهي إسراء ومها، أنتِ، أتابع أعمالكم منذ وقتٍ مضى. أمّا كمترجمة فهناك الكثير، كلّ مرّة يظهر شخصٌ ما يأثّر بي ويعطيني أفكارًا جديدةً بشكلٍ ما.

آه أشعر وكانني أمٌّ رأت تخرّج ابنتها من الصف الأول، فخورةٌ حقًا بكم.

- هل فكّرتي في الاعتزال يومًا ما؟

- لا، ما زلتُ بدأتُ حديثًا!

- هل إن اعتزلتِ يومًا ستحذفين رواياتكِ المكتملة؟

- فكّرتُ في الأمر يومًا ما، لكنني رأيتُ أنه من المؤلم بعد كلّ هذا التعب في الترجمة أن أحذفه وكأن شيئًا لم يكن. لذا لا، لن احذف شيئًا حتى وإن اعتزلت.

- هل تنصحين أحدًا بدخول هذا المجال؟

- مَن لديه الشغف ويستطيع التحمّل فيه نعم. بالنسبة لي، أحبّ هذا المجال كثيرًا لأنه عرّفني على أشخاصٍ لا يُنسَون.

- ما أحبّ الروايات لقلبكِ من أعمالك؟ واقتباسٌ تفضّلينه؟

- رواية حصلتَ على المنزل الخطأ، أيها الشرير. لأنها أوّل روايةٍ ترجمتُها وأكثرها قُربًا لي. واقتباسي المفضّل من أحد الروايات اليابانية

" أن تكون فيولا بجانبي—هذا كلّ ما أحتاجه. سأبذل قصارى جهدي حتى لا يزعجها عدم وجود ذكريات . سأعتزّ بها أكثر من أيّ شيءٍ آخر ، وسأكون مستعدًّا لفعل أيّ شيءٍ لها. أقسم أن أحميها لبقية حياتي ."

- هذا لطيف، شكرًا سما.

ضياءٌ سرمديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن