بداية 2 (2024)

21 7 0
                                    

من قبل، عندما كنتُ أسمع أُناسًا يتحدّثون بانشراحٍ عن صديقٍ لهم في بلدٍ آخر، تعرّف عليه عن طريق الإنترنت، يَصِف محادثتهم بسعادة، يشاركه تفاصيل يومه، يبادله همومه، ويركض إليه في أوقات سعادته، كنتُ أستنكر انفتاحه إليه لهذه الدرجة وهو شخصٌ لم يره أو يقابله من قبل.

كيف له أن يثق بشخصٍ يبعد عنه مئات الكيلو مترات بهذه السهولة؟

كيف لهما أن يألفا قلبَيّ بعضهما وهما على بُعد تلك المسافة الطويلة؟

كيف له أن يشارك يومه، تفاصيله، إنجازاته الصغيرة والكبيرة، وذكرياته السعيدة؟

لم أجد جوابًا لأسئلتي المُستَعجِبة، حتى وطأتُ موطئ قدمه أيضًا.

تعرّفتُ على أُناسٍ من بلدانٍ مختلفة، وأعمارٍ متفاوتة، وأنماطُ حياةٍ متباينة، وهو ما لم أتخيّل أنني سأفعله قط.

ولدهشتي أيضًا، فعلتُ كما فعل ذلك الصديق.

شاركنا بعضنا أفراحنا وأتراحنا، نجاحاتنا وفشلنا، أحزاننا وسعاداتنا، تفاصيل يومنا الصغيرة، كـماذا عشنا في الجامعة/المدرسة، أو أن إحدانا أحرقت المطبخ هذه المرة، أو أننا نعاني من تراكم المواد الدارسية اليوم أيضًا، وهُلّم وجرى من هذا وذاك.

أصبحت لي أختٌ في كلّ تلك البلدان، صغيرةً وكبيرة، رفاقي في السهر المتأخّر، وأحيانًا في استيقاظي المُبكِّر أيضًا.

لم يخلُ يومٌ لي منهم ومن أحاديثهم، وإن غِبنا عن الحديث لنصف يوم؛ سارعت إحدانا بالتساؤل عمّا إذا كان الجميع بخير.

وها نحن نكمل اليوم سنويّتنا الثانية، وكأنها لي عِشرة سنين لا سنتين وحدهما، وعائلتنا تكبر وتزداد أفرادها بِضعًا قليلا.

كَبُرنا بكم، بحبّكم وشغفكم، وضحكاتكم وتعليقاتكم التي تنشر البسمة في قلوبنا.

أما زال ينقصنا الكثير كما في السنة الفائتة؟ لا أظن.

ما ظنّكم أنتم بنا؟

ما زلنا نريد أن نكون بقربكم.

لنكون لبعضنا ضياءًا سرمديًّا.

لذا قرّرنا إكمال مقابلات المترجمات اللاتي لم يسعفنا الوقت في السنة السابقة للحديث معهنّ.

مجرّد شيءٍ أعددناه للذكرى، أتمنى أن تقرأوه بكلّ حب

- مها

ملاحظة: المقابلات التالية كانت من إجراء كاريبي ♡

ضياءٌ سرمديحيث تعيش القصص. اكتشف الآن