☠ ١ ☠ : أبرياء كنّا ...

651 42 60
                                    

-☠-☠-☠-☠-☠-☠-☠-☠-☠-☠-

كثيراً ما تُبعثرك الحياة بين شوارع الأمل وطرقات الأحلام ، ثم ترمي بك عند زُقاق الخيبات !

كثيراً ما تلمحُ شُعلة نور فتركض إليها مسرعاً الخطى، فإذا بك تتفاجأ بنفسك داخل الجحيم !

(ايزي بيزي نجمة ومتابعة قبل القراءة يا عزيزي 🙂🔪 )

مرحباً أنا ليلى وهذه قصتي :

فتاةٌ عربية ، وُلدتُ في أحد أحياء البؤس على أطراف مدينة غربية ...
تكاد تكون أحوالنا المادية مُعدمة !
لم أكن أتجاوز السبعة أعوام حينها ... حين خرجتُ من البؤس المؤلم الى الجحيم
المُستعر .
كيف ؟ ماذا ؟ ومتى ؟
سأُخبرك ! صبرك عليّ عزيزي !

كان صباحاً قاحلاً ذو لهيب صيفيّ حارق، يكاد من شدته الصخر يُذيب ...
خرجتُ من خيمتي للشارع، أنتظر رفيقتيّ :

لين و زهرة .

لنذهب الى عملنا.
تسألني ما عمل ثلاث فتيات في العام السابع من حياتهن، أُجيبك التسوّل !
أجل، فما كان بوسعنا شيء سوى بسط كفوفنا لكل عابرٍ عساه يتكرم علينا ، أو
يهيننا ويضربنا ...

لا بأس فالأمر سيّان هنا وأساساً لم يكن لدينا متّسع من الوقت كي نحزن أو نشعر بالاهانة حتى .

لقد كان يوماً بائساً كسائر الأيام .
لا بل أشدُّ بؤساً !
فقد مضى النهار ومضت معه طاقتنا وآمالنا ولم يُعطنا أي أحد المال، ولا فلساً واحداً !
حتى حلّ المساء حاملاً كل الشؤم إلينا ...

جلسَتْ لين على أحد الارصفة في زقاق نائي وتنهدت بتعب وقلق قائلة :

-بابا سيضربني إن لم أحصل على المال .

حاولنا تهدئتها، ولكن تباً حتى أباؤنا سيقومون بضربنا !

لم نملك من الحول والقوة شيئاً سوى أن نجلس قرب لين، نضم بعضنا لبعض ونبكي .

نبكي وكأن العالم كله أضحى شريراً حينها.
نبكي قلقاً، خوفاً، جوعاً وألماً .
لكن هيهات أن يتفهم أحدٌ وجعنا ويرحمنا ولو بمبلغ ضئيل!

تكلمت زهرة-بعد أن مسحت دموعها-:

-كم أشتهي أن أخلع حذائي وأضرب هؤلاء الناس حتى يعود عقلهم الحقير الى رأسهم الأحقر !

قهقهات صاخبة أُطلقت من وراءنا .

التفتنا لصاحبها فإذا هو رجلٌ ضخم يقف الى جانبه رجال أضخم .

كـ مُجرمٍ  بريء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن