(١)

10.5K 261 13
                                    

-هتجوزها يعني هتجوزها يا ماما.

-ماشي يا مصطفى اعمل اللي تشوفه أنا تعبت من الكلام معاك... بس صدقني هتندم بعدين ياريت تفكر بعقلك قبل ما تاخد الخطوه دي!

-كفايه بقا يا ماما! أنا بحب مروى وقررت أكمل حياتي معاها ياريت حضرتك متقفيش في طريق سعادتي!

-ربنا يرزقك بالزوجه الصالحه يابني ويرجعك لعقلك.

-برده يا ماما!!
رمقته والدته بنظرةٍ يائسة ثم غادرت وتركته يُحملق بالفراغ ويفكر في اعتراض والدته على زواجه من الفتاة التي طلما أحبها وتعلق بها...

وقفت والدته في غرفتها تُطالع صورة زوجها المتوفى بحزن، لأن ابنها الوحيد يعارضها بكل قوته
فهي لا تقبل بزواجه من «مروى» لأنها رأت رسائلها لمصطفى، فهي تخاطبه بكلامٍ لا يجوز بين الخاطب ومخطوبته فكيف بإثنين لا تربطهم أي علاقة رسميًا!
*****
الحلقة الأولى
رواية وما معنى الحب
بقلمي:آيه السيد شاكر

في إحدى الأبراج بمحافظة الأسكندريه وبالتحديد في شقة مصطفى، ذلك الشاب صاحب السبعة وعشرين عام والذي تخرج من كلية التجارة قبل عدة أعوام ويعمل محاسبًا بإحدى الشركات الخاصة.

وقف في غرفته متجهم الوجه ويغطي الحزن قسمات وجهه فهو يحب والدته كثيرًا ولا يريد معصيتها ومن ناحية أخرى لا يريد التخلي عن وعوده الكثيرة لمحبوبته «مروى»

أطلق تنهيدة طويلة عله يُهدئ ما يجيش به صدرة من حيرة وقلق ثم شرع في إرتداء ملابسه للذهاب لعمله.
********
وفي شقة مجاورة أزاحت الفتاه ستائر الغرفة، ثم توجهت لمخدع ملابسها كي تختار ثيابًا تناسبها للجامعة...
وقفت تفكر لبرهة حتى استقرت على اختيار، ارتدت فستانها اللبني وطرحتها البيضاء التي لا تُغيرها لأنها تناسب زي العملي وأخرجت حذائها الأبيض لانتعاله، وأخيرًا وضعت الحقيبة على ظهرها وخرجت من شقتها تزامنًا مع فتح باب الشقه المقابلة لخاصتها وخروج جارتها «أم مصطفى» التي بادرت بالإبتسام فور رؤيتها فافتر ثغر «منى» بابتسامة واسعه وهي تقول:
-صباح الخير يا طنط...
-صباح النور يا منى... رايحه فين يا حبيبتي؟
-عندي محاضرات طول اليوم ربنا يتوب عليا بقا...

هرولت تنزل الدرج وهي تردد:
-عايزه حاجه يا طنط؟
-سلامتك يا حببتي ربنا يوفقك يارب... طيب استني مصطفى يوصلك...

استدارت أم مصطفى خلفها تنادي:
-يــــا مـــصـــطفى! إنت مش كنت نازل؟

ارتبكت منى وقالت بتلعثم:
-أ... لا يا طنط شكرًا آ... أنا همشي عشان هُدى مستنياني تحت.

وهرولت قبل أن يخرج مصطفى من وكره فتضطر لرؤيته! فلا تريد رؤيته، هي تقاوم مشاعرها وتحاول جاهدةً ألا تفكر به...

وقفت أم مصطفى «رقية» تُطالع أثرها مرددة بشفقة:
-ربنا يكون في عونك يا بنتي... من ساعة ما والدتك مـاتت وإنتِ عايشه لوحدك... ربنا يقويكِ يارب.

رواية وما معنى الحب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن