(١٩)

2.4K 145 17
                                    

الحلقة ١٩

التفت سيف أثر صوتها، تأملها لبرهة، ثم هرع إليها، وقف قبالتها وطالعها بنظرة واحدة من أعلى لأسفل، وسأل بلهفة مغلفة بالقلق:
-إيه الحاله إلي إنتِ فيها دي!؟ مين عمل فيكِ كدا؟

لم ترد عليه سوى بتلك العبرات الساخنه التي تساقطت على وجنتيها، وشهقات حلقها، مدت مروى يدها المرتعشه لتستند عليه، فضمها...

أخرجها من بين ذراعيه وحدق بها يتفقد وجهها الذي تعلوه بعض الخدوش والرضوض، وأخذ يتفحصها مرة أخرى ثم ضمها مجددًا وسالت الدموع من عينيه فقد خُيل له مشهدًا بشعًا لما حدث معها...

سألها سيف مجددًا:
-مين عمل فيكِ كدا؟

قالت بحشرجة:
-حمدي حاول يتهجم عليا، بـ... بس معمليش حاجه ربنا نجدني منه.

كانت شرارة الغضب تطل من عينيه وهو يقول بانفعال:
-كل دا ومعملكيش حاجه، والله ما هسيبه.

ضم وجهها بين كفيه ليلمس تلك الخدوش الظاهرة على وجهها وقال بحسرة:
-أنا آسف مقدرتش أحميكِ منه... كان لازم أسمع كلام بباكي ومسيبكيش ولا لحظه.

مسح دموعها بأنامله وهو يتأملها بشفقة، شهقت باكية وفجأة انتبهت لد**ماء تتساقط على ساقيها حتى لونت ملابسها بالأحمر فكانت تنزف بغزارة ولم تلحظ إلا حين ظهرت قطرات السائل الأحمر على  الأرض أسفلها، فقالت بوهن شديد وصدمة:
-ايه ده!!! الحفني يا سيف...

-حمدي عملك إيه؟!
قال بهلع، لم تعقب وخانتها قواها، ارتخت أعصابها بغتة، واستسلمت لتلك الغمامة التي حطت عليها، فأغلقت ستار جفونها وقبل أن تسقط أرضًا حملها سيف بين ذراعيه...

دلف للمستشفى وهو ينادي على التمريض والأطباء، علا صوته حتى اخترق جدران المستشفى ووصل لناهد وسعد اللذان ركضا أثر صوته الباكي...

وضعها على الترولي، نظر الطبيبه وقال:
-لو سمحتِ وقفي الد**م ده.

وصلت ناهد حيث أختها ركضًا وحين رأت حالتها اضطربت وصرخت وهي تنادي:
-مروى ردي عليا... إيه اللي حصل؟ مين عمل فيها كدا يا سيف! رياض اللي اتهجم عليها صح؟

عندما رأت السائل الأحمر يتدفق كنها، ظنت أنه تم الإعتداء عليها، مسكت يد أختها وطفقت تصرخ بهسترية...

دخلت مروى لغرفة الفحص ومنعوا ناهد من مرافقتها بحالتها تلك، وقبل أن يدخل سيف نظر لناهد وقال:
-اهدي مفيش حاجه أختك كويسه محدش عملها حاجه.

تركها سيف وتبع مروى، أما ناهد فجلست أرضًا تبكي على كل تلك الأحداث التي نشبت مؤخرًا وأخر ما حدث لأختها الذي أحرق نياط قلبها...

انحنى سعد لمستواها وقال:
-عشان خاطري اهدي.

صرخت متأوهة، عل تلك الصرخه تُخرج معها دخان الحزن الذي ملأ جسدها حتى كاد يخنقها.
دقائق أخرى مرت وهي تستند على سعد حتى وصلت نبيلة ورقيه...
استغفروا ♥️
بقلم آيه شاكر
                       ******
وعلى الصعيد الأخر
وقف مصطفى أمام سيارته...

رواية وما معنى الحب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن