(١٨)بعدما انتهت «هدى» من أداء الصلاة، نظر إليه فقد كان هو إمامها، رنى إليها مبتسمًا، لكنها زحفت مبتعدة عنه، فاتسعت ابتسامته على اضطرابها ونظراتها التي تتذبذب وتشي بمدى ارتباكها، قالت بنبرة مرتعشة:
-هو... هو احنا مش هنخرج!؟اقترب منها مرة أخرى ونظر بعينيها قائلًا:
-هو إنتِ هتفضلي تتكسفي مني لحد امته، المفروض إن أنا جوزك.-آآ... أنا مش بتكسف منك...
-واضح جدًا...
قالها وضحك، وأنقذها من ذلك الحوار رنين هاتفها برقم «منى» فهرولت لترد عليها، أجابت:
-ألو، ألو... منى سمعاني.سمعت هدى صوت أنفاس، ثم همهمات مكتومة قبل أن يُغلق الخط، تعجبت وحاولت أن تطلبها مجددًا لكن هاتفها أصبح خارج نطاق الخدمة، طالعها أحمد وهي شاردة وقلقه، قال:
-مالك؟!هزت رأسها نافية ألا شيء، فقال:
-طيب البسي يا حببتي يلا عشان نتعشى بره.أومأت رأسها بالإيجاب وشرعت بارتداء ملابسها وهي شاردة في مكالمة منى تلك!
صلوا على خير الأنام ❤️
___________________________
وفي الحديقة أمام المستشفى حيث ناهد وسعد يجلسان جوار بعضهما، شعرت ناهد بانقباصة مباغتة في صدرها، فوضعت يدها عليه وطالعت سعد الذي أطل الإستفهام من عينه، فقالت:
-هو مش تشاؤم بس أنا قلبي مقبوض حاسه إن فيه حاجه كبيره هتحصل... مش عارفه أوصفلك الإحساس ده بس أنا خايفه أوي.أرسلت تنهيدة طويلة، فلمس سعد يدها، وهو يطالع ملامحها المضطربة، قال بابتسامة:
-أنا جنبك، دا ميطمنكيش؟وفي صمت نظرت ليده التي تحاوط يدها لبرهة، ودت لو أخبرته بأنه لم يكن بمقدورها تجاوز ما هي فيه الآن دونه لكنها لم تنطق وسحبت يدها، ثم ابتعدت عنه مسافة، وأطرقت وأخذت تفرك يدها بارتباك، فابتسم وطالع الأفق أمامه قائلًا:
-قريت في عنيكِ الإجابه مش محتاج أسمعها يا ناهد.ولتتهرب من خوض أي حوار، نهضت واقفة، والتفتت يمنة ويسرة، قالت:
-آآ... هي مروى راحت فين مش شيفاها؟أجاب وهو يشير للخارج:
-كنت شايفها ماشيه مع زوجه مصطفى من شويه.-طيب أنا هروح أشوفها جوه كدا.
قالتها وفرت من أمامه، فقال:
-استني جاي معاكِ.
لم تلتفت لها وهرولت تتعثر في خطواتها فابتسم وتبعها لداخل المستشفى...وبعد فترة من البحث عن مروى جلست ناهد تنتظرها وبداخلها احساس مريب أن هناك أمر ما قد طرأ!
كان سعد جوارها، وانتبهت له حين بدأ يسعل أثر شرقةٍ انتابته، مدت يدها بزجاجة المياه التي بيدها فلمس يدها بمكر قبل أن يأخذها منها، سحبت يدها في سرعه وهي تُحذره بنظراتها مما دفعه أن يبتسم، ارتشف الماء وهو يرشقها بنظرات ماكرة، وبعدما انتهى قال:
-تسلمي.
أنت تقرأ
رواية وما معنى الحب (مكتملة)
Mystery / Thrillerعزيزي القارئ ‼️🔴أرى أن هذه الرواية تناسب ما فوق ١٤ عام، ليس لاحتوائها على مشاهد تُنافي أخلاقي وديني ولكن اسمع مني إن كنت أقل من ١٤ عام فلا تقرأ... إن كنت ستقرأ لتستمتع، لتقضي وقتًا ممتعًا وأنت تغوص في بحر كلماتي، وتدفع بك الأمواج حيث أهوى أنا، لا...