(١٠)

2.7K 143 19
                                    

مقدمه
في حياة كل إنسان شخصٌ يُنغصها، لا تجزع إن مر عليك مثل هؤلاء، ولن يُفيدك أن تشتكي لهذا وذاك، اصبر على مُر صنيعه عسى الله أن يرد أذاه عليه ويرزقك خيرًا في الدنيا والأخرة، فعلى قدر نواياكُم تُرزقون.
********
يأبى فؤادي أن يميل إلى الأذى
حبّ الأذية من طباع العقرب
"إيليا أبو ماضي"
🌸🌸🌸🌸🌸🌸
(١٠)
#وما_معنى_الحب
بقلم آيه شاكر
لم تكن تعلم ماذا الذي حل بها بعد أن خدرها أحد الشابين الذي تجهل هويته حتى الآن، ربما كان هو نفسه معاذ الذي ينزوي على نفسه أعلى الفراش ويبكي أو ربنا يتظاهر بالبكاء.

وثبت هدير واقتربت منه وصفعته على وجهه والدموع تفر من عينيها، امسكته من تلابيبه وصرخت في وجهه:
-إنت عملت فيا إيه؟... عملت إيه؟

كان صامتًا لم يقاوم بل كان يهتز معها بلا حول ولا قوة وتفيض الدموع من عينيه، تركها محدثًا حاله أنه يستحق القـ ـتل...

بكى معاذ على تلك الحاله التي وصل إليها فقد أخطأ عندما رافق هؤلاء الشباب، حاول إصلاحهم ووعظهم مراتٍ عديده فلم يرجعوا، توجب عليه أن يبتعد عنهم، فالصاحب ساحب وقد حاولوا سحبه لضلالهم وعندما يأسوا منه أحاكوا له تلك المكيدة، لينتقموا منه لأنه أخبر أهلهم عما يشربون من المـسكرات والمخدرات، فها قد أجبروه على التجرع من كأسهم وذاق مكرهم، فأخر شيء يذكره عندما شرب كأس من العصير وهم يلعبون البلاستيشن.

اضطرمت النار بقلبه، يكاد داخله يحترق مما حدث، فما ذنب تلك التي تصرخ أمامه، فقد كان هو السكين الذي ذبحها، فكلما طالع تلك المنكمشه التي تتكور على نفسها في ركن بعيد، وسمع صوت بكائها الذي يزلزل الغرفه؛ لعن حاله تمنى لو تنشق الأرض وتبتلعه الآن وينتهي كل شيء، حاول معاذ أن يتذكر أي شيء لكنه لم يستطع، مرت عليهما فترة ثقيله يختلط فيها صوت نحيبهما، ولم يُحرك أحدهما ساكنًا فقد شُل تفكيرهما كُليًا.

تمنت هدير أن يكون كابوسًا وتستيقظ منه الآن! لم تفكر في أي شيء إلا أسرتها فكيف ستذهب لأسرتها بتلك الحاله!

طفقت تضـ ـرب رأسها بالجدار وهي تردد بانهيار:
-عملت فيا إيه!! حرام عليك!!

ولم ينطق هو بأحرف جديده إلا جملة كانت على لسانه وتحول برأسه:
-أنا مش فاكر حاجه! مش فاكر... مش فاكر حاجه.

هوت هدير جالسة وهي تبكي وتنوح...
___________________
وبعد كثير من الجهد، ما يقرُب من خمس ساعات من البحث المتواصل صفع التوتر باب قلبه وبلغ منه الخوف مبلغه.

وقف «مجدي» مكانه حائرًا لا يدري أين اختفت ابنته؟ فقد كانت بطريق العودة للبيت، توترت هدى وحضر في ذهنها سيف ضابط الشرطه، طلبت رقم منى فرد عليها أم مصطفى وبعد السلام قالت أم مصطفى:
-معلش يا هدى أنا مصدقت منى نامت قولت أسيبها تريح شويه.

ازدردت هدى ريقها بتوتر وقالت:
-أنا كنت عايزه رقم الظابط اللي كان بيتكلم مع منى الصبح ضروري.

رواية وما معنى الحب (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن