الفصل الخامس

114 6 0
                                    

إنقضى الليل بعد انسدال جفون عيناى  التى احتفظت بقطرات دمعة وحيدة عالقة حائرة مثلى ... مثلى تمامًا لم يحدث جديد توالت الأيام بين جفا أبى وحنان جدتى حسنية الغير مبرر وتقربت قليلًا من غيث وأحمد آآه من أحمد ياله من ذكرى تنغص القلب حاولت أن أعرف سبب أفكاره الغريبة ولكنه أهاننى حينها علمت معنى المقولة التى تقول "زعلنى الف مرة ولا تخذلنى مرة " انكسر شئ بداخلى لا يمكن جبره مرة أخرى أصبحت إقامتى فى بيت جدى إقامة رسمية لم يتدخل المدعو أبى أيضًا فى شؤنى وهكذا انقضى عام وعام ونحن ننتظر نتيجة الثانوية العامة على أحر من الجمر حيث وعدتنى جدتى إن حصلت مجموع عالى ستكون العملية هدية نجاحى كنت فى غرفتى  أقرأ حين طرق الباب طرقات بسيطة فتحته لأجد غيث وعلى محياه معالم الحزن فقط كل ما قاله
غيث: انزلى تحت أبوكى وأحمد والعيلة علشان نتايج باقى أولاد عمومك تحت
كدت أن أستفسر لولا مغادرته السريعة بدلت ملابسى ومن ثم لحقته وجدت بعض الوجوه مبشرة وبعضها متشائمة خفت قليلًا ففتحت الموقع بنفسى ما هذا الغباء لمَّ لم استطلعها فى غرفتى وهنا تهللت اسارير وجهى فقد كنت حاصلة على معدل ٩٩.٨ كدت أحلق من السعادة وكان أحمد ٩٩ وهذه أول مرة أتفوق عليه فيها لم تكن شماتة ولكنى سعدت لذلك كدت أن أبارك له لولا تجهم وجهه كما أنه أشاح بنظره عنى بمجرد أن نظرت إليه احتضنتى حسنية بحنان تمنيت لو بارك لى أبى ولكنه كان يباركلك لفاطمة لاجتيازها المرحلة الإعدادية ولم يلتفت لى قلبت بصرى بينهم لم يكن أحد يهتم لوجودى نغزات قلبى لا تتوقف إلى متى ألن أعتاد لقد مر عامين هنا كدت أنصرف إلى غرفتى فى هدوء لولا أن حسنية استوقفتنى
حسنية : جهزى نفسك تروحى مع اخواتك وعيال عمامك تتفسحوا
حياة: مفيش داعى يا تيته أنا تمام كدا
حسنية : كلام ايه دا يا بتى دانتى مش بتشمى نفسك واصل اخرجى معاهم المرادى علشان خاطرى
حياة : معلش يا تيته مرة تانى
وبعد كثيرًا من المهاترات خرجت معهم وياليتنى ما خرجت لم يعيرنى توفيق أى اهتمام وكأننى لست ابنته البته كان يسأل كل منهم على ما يرغب إلا أنا لم يسألنى ولو لمرة كنت فقط أسير خلفهم وفى لحظة لم تعد قدماى تستطع حملى فجلست مجهشة بالبكاء ولكن هل ممن يسمعنى تركونى وتناسونى تمامًا وكأننى لست معهم سرت خلفهم بلا روح فروحى فارقتنى يوم ممات والدتى وبينما أنا غارقة فى شجونى كان المدعو أبى يستفسر عن مطلب كل منهم للغداء إلا أنا طلب لى دون سؤال فلم آكل حتى انتهوا وأخيرًا انتبه إلَّى مردفًا
توفيق : مكلتيش وكلك ليه
نظرة إليه نظرة تانيب نظرة كلها عتاب وتأبى دموعى السيل فى أنفه
حياة : هو انت سألتنى أنا عايزة ايه زيهم
تلعثم قليلًا ثم أردف فى تعنت
توفيق : عنك مطفحتى
هنا لم أستطيع الصمود أكثر من هذا فانفجرت فى وجهه
حياة : أنت أب  أنت ازاى بتعاملنى كدا مش خايف من ربنا يوم ميسألك عنى مفيش فى قلبك عاطفة ورحمة أنا بنتك زيى زيهم بتعاملنى كدا ليه قدامك سنتين ولا مرة سألت عنى ولا مرة حتى النهاردة مباركتليش كان كل همك فاطمة هو انت ايه بجد من أول مخرجنا وانت ولا كإنك شايفنى
قاطعنى بصفعة دوت فى أرجاء المكان وشلت كل مابى من الصدمة لم استطع الحراك وكل ما بدر منه
توفيق : انتى قليلة رباية دى تربية الست هانم هاتكونى ايه يعنى
لم يهمنى شي غير إساءته لأمى فرددت
حياة : متجبش سيرة أمى على لسانك  وربتنى أحسن من تربيتك مليون مرة
جرنى من شعرى ودفعنى إلى السيارة بقوة لم أهتم لألمى ولكنى لن اصمت بعد الآن استوقفنى نظرت له فى أم عينيه بمنتهى الجرأة حتى اجلفته وليدارى هذا صفعنى مرة أخرى ولكنى لم أهتم البته فتح باب السيارة وكاد أن يدفعنى ولكنى دخلت بعزة وشموخ وكأن شيئًا لم يكن دخل من بعدى الباقيين كادت تفلت من عينيا دمعة ولكنى منعتها بكل ما أملك من قوة لن أُريه ضعفى أبدا وصلنا إلى بيت جدتى نظرت فى المرآة عدلت وضعى وشعرى ومن ثم لحقتهم كانت آثار الصفعات بادية ولكن لم يتكلم أحد ولكن قبل أن أنصرف سمعت جدتى تعنفه بصوت باهت وهو يرد بمنتهى البرود لا أعلم مالذى فعلته له ولكن قدر ونصيب وقبل أن أصعد الدرج استوقفنى مردفًا
توفيق : هو السنيورة مش ناوية تتحجب ولا ايه
وكإنى لم اسمع أكملت السير شعرت به سيلحقنى ولكن جدتى شدت على زراعه وما أن أغلقت باب غرفتى حتى تركت العنان لدموعى حتى نمت فى الصباح الباكر وعلى صوت الضجيج الذى عم الإرجاء استيقظت وعلمت من الخدم أنها حفلة لنا لم أكن أعلم أن هذا اليوم الذى سيتغير فيه قدرى بالكامل لم أكن أعلم أننى سأقابل من يغير حياتى فقط استعددت وبالطبع وضعت العدسات اللاصقة فعامة عدة أيام وستجرى عملية عينى لن أطيل عليكم وكما هى العادة فى الصعيد الرجال تنفصل تمامًا عن النساء فجلت بينهن وأنا الحظ نظراتهن المتسائلة فأنا طوال السنتين لم أختلط بأناس الصعيد البته قدمت إلىّْ امرأة وسألتنى عن كثير من التفاصيل التى تخصنى وكنت أجيب على استحياء فابتسمت ومن ثم ربتت على شعرى فى حنو افتقدته حتى  أغرورقت عيناي  بالدموع ثم احتضنتنى بدفأ ابكانى فقد افتقدت بداخله أمى غادرت ولكن لا أعلم مالذى أشعرنى بأنها المرة الأولى وليست الأخيرة انتهى الاحتفال وعلمت أن هناك ضيوف ستبيت الليلة وهم أقارب لنا يمكثون فى القاهرة لم أُعر الموضوع أى اهتمام وذهبت لغرفتى اعددت حاجياتى ومن ثم جال بخاطرى أن أقضى بعض الوقت فى الحديقة بينما أحتسى الشاى بالبن ههههه لم أخبركم قبلًا هذا هو مشروبى المفضل كانت الساعة قد تجاوزت منتصف الليل وكان الهدوء مسيطر حين سمعت حمحمات أحدهم لا أعلم سبب تلك الرعشة التى اعترتنى ولا التوتر غير المسبق ولا سبب معدل نبضات قلبى غير الطبيعى فقط نظرت لأرى من وكان شاب طويل أمممم طويل كثيرًا وشعره ليس طويل بل قصير جدا اممم اسمر غالبا هذا كل ماستطعت تحديده قبل أن أشيح نظرى وكأنى لم أره بينما أنا من الداخل مهتزة بالكامل قطع الصمت بقوله
مجهول : ممكن أقعد معاكى شوية لو كان دا مش هيدايقك
حياة : انت مين
مجهول : انتى! ......
عمومًا خير
حياة : فى ايه
مجهول : مفيش
حياة : ههههه دى مش كانت بتاعتنا
مجهول بحدة : هعمل نفسى مفهمتش
حياة: ولا تفهم أنا سيبهالك مخضرة 

كنت مضطربة تمامًا وشعور غريب يعترينى  ولكن حسنًا كان شعور جميل ولكننى حينما دلفت إلى غرفتى  نفضت عنى الأفكار ولم أعر الأمر كثيرا.ًا من الاهتمام وفقط  نمت كان اليوم التالى خالى من أى أحداث كان روتينى جدًا حتى جاءت إلى جدتى تخبرنى بخبر عاصفى بالنسبة إلى 

حسنية : أنا عارفة إنك صغيرة يا بتى وحاولت اليوم كله  مع أبوكى ومفهش فايدة

حياة : مش فاهمة فى ايه 

حسينة : فى عريس متقدملك وأبوكى موافق 

................................................................يتبع 

فقط ضمنى إليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن