الفصل الثالث

119 4 0
                                    

بقبل النقد لو فيه ملاحظة سيبوهالى فى الكومنتات ومتنسوش الفوت
_________________________

كدت أعود إلى أدراجى بهدوء ولكن استوقفنى من هو من المفترض أن يكون أبى مردفًا
توفيق : على فين العزم
قاطعته زوجته مردفة
" خليها تغور فى ستين داهية "
نهرها بشدة مردفًا
توفيق : غادة حطى لسانك فى خشمك واقعدى ساكتة لإما انتى عارفة
صمتت بقهر واستطرد أبى مشيرًا إلى أخوتى 
توفيق : محمد إبراهيم وفاطمة دى أختكم حياة
لم أجد منهم نفور ًا أو ترحيبًا فقط صمت قطعه إبراهيم مردفًا
إبراهيم : العفريتة أم عين واحدة طلعت أختى
نهره محمد تلك المرة الذى يبدو أنه أكبرهم وقريب منى بالعمر
محمد : عيب يا إبراهيم تجول على أختك إكدِه
غضبت غادة زوجة أبى لدفاعه عنى ومن ثم نهضت نافرة من الطاولة ونادتهم للذهاب خلفها كادوا يلحقوها لولا منع أبى لهم هنا أنا شعرت بأنى أهدم أسرة بأكملها فحاولت إصلاح الموقف فإستأذنت للذهاب بهدوء وأعطانى أبى الإذن دون حتى أن يدعونى لتناول الطعام ولو لمرة واحدة شعرت بغصة فى حلقى ورغبة شديدة فى البكاء بدأت تهاجمنى ولكنى لم أفعل وفقدت شهيتى فى تناول الطعام ذهبت إلى الشرفة لأشم الهواء النقى الذى يتمتع به ريف الصعيد فلاح لى أنى أرى أحمد يقترب من المنزل لفت نظره لوجودى فى الشرفة فلاحظ هو وابتسم لى وأردف
أحمد : صبا الخير
حياة بإبتسامة  : صباح النور أخبارك يا أحمد
أحمد بإبتسامة مشتاقة : أنا الحمد لله بخير وانتى يا بت عمى
حياة بإبتسامة مريرة : الحمد لله كويسة جاى ليه
بدى عليه الإرتباك بعض الشئ ثم أردف
أحمد : جيت أممم علشان أطمن عليكى وعلى أحوالك
أبتسمت وجزء من قلبى ابتسم هو الآخر وخجلت بعض الشئ دون أن أعلم السبب ولكنى أردفت
حياة بإبتسامة خجلة ممتنة : شكرًا
أحمد بحنان : متشكرنيش دا الواجب .....فطرتى ولا لسى
حياة بإبتسامة : متدخل احنا هنقعد نتكلم من البلكونة كدا كتير
إرتبك أكثر يبدو أنه إذا دخل قد لا يتمكن من لقائى طبقًا للتقاليد الصعيدية فأردف
أحمد : عمى مهيرضاش يخلينى أجابلك واقعد اتحدت معاكى مع انك ..... امممم..... المهم انا اطمنت عليكى على كدِه عايزة حاجة
حياة بإبتسامة خجلة وتلبك : تسلم
إبتسم إبتسامة عذبة نقية مثله ومن ثم غادر وقبل أن يبتعد كثيرًا توقف لينظر إلى مطولًا بعض الشئ ومن ثم غادر شعرت بالكثير فى تلك اللحظة ولكنها مشاعر دافئة مطمئنة ونسيت أمر الصباح ومر اليوم بسلام توالت الأيام وكان أحمد يعاود زيارتى بين الحين والآخر ومن ثم اتفقنا أن يأتي كل يوم أخبرته عن كل ما ممرت به وبعدها صرنا نتناقش ويقص على تفاصيل شخصية كل عم وابن عم لدى ويُرينى صور لهم كى أتعرف عليهم حين ألقاهم ويعلمنى  عن كل شئ من تقاليد وعادات وطريقة التعامل وهكذا كل يوم كان يأتى لى ويذهب مع ذهاب الشمس فشرفتى خلفية فلم يره أحد إلا بضع مرات وفى كل مرة يتحجج بأمر ما وكنت أضحك على حججه وعلى أحاديثه الطريفة وأصبح مجئ أحمد جزء لا يتجزأ من يومى وهكذا توالت الأيام حتى
أتى شهر رمضان المجيد علمت من أحمد أن على جميع أفراد العائلة التجمع فى السرايا اليوم هو ما يعرف بالوقفة سمعت صوت أبى المرتفع بقراءة القرءان وهو يأم زوجته وإخوتى فى صلاة التراويح لم يدعونى حتى فى هذه الحالة لم يدعونى مكثت هنا قرابة شهرين ولم يطمئن علىّ ولو لمرة واحدة أهذا أب توضأت وصليت التراويح وحاولت التهدأة من روعى ولكنى لم أقوى على الصمود أكثر من ذلك فانهرت باكية بقوة سمعت أصواتهم وهم يجمعون حاجياتهم يبدو أنهم على استعداد للذهاب ولكن لم حتى الآن لم يستدعينى أحد أسيتركونى بمفردى أم ماذا أخذت أترقب الوقت حتى هدأت جميع الأصوات وعلا صوت السيارة حينها علمت أننى لا أنتمى إلى هنا ولكن إلى أين أنتمى ؟؟؟؟
تركت لى أمى ما يكفيني ويفيض من المال ليؤمن مستقبلى يبدو أننى يجب أن أغادر  هنا
خرجت من غرفتى المؤقتة والمنزل كان فارغ تمامًا حتى من الخدم أيعقل أنهم قد نسوا وجودى من الأساس حتى.... حتى توفيق!  من اليوم ليس لى أب فلطالما كنت أحسبه ميت يبدو أنه هكذا فعلا أو لنقل ميت فى حياتى جُبت أنحاء المنزل الكبير هذا لأول مرة لأحفظ كل مكان فيه ومن ثم ذهبت إلى الحديقة لم أجد أحد فقط الفراغ المميت أنا قد أتيت إلى هنا من الخوف من البقاء بمفردى فأتيت هنا وبقيت بمفردى والأدهى أننى فى مكان غريب إنه الهروب من قضاء الله إلى قضاء الله اللهم أنى لا أسألك رد القضاء ولكنى أسألك الطف فيه انهالت دمعاتى الواحدة تلو الأخرى فى صمت جلست فى الحديقة لم أشعر بنفسى متى قد نمت فى اليوم التالى والأول من بداية رمضان ولم أكن قد تسحرت فلم أتناول شئ بشكل عام  حتى فى  العشاء ولكنى سأصيم قضيت اليوم فى قراءة القرءان قرأت ثلاثة أجزاء حتى أختمه ثلاثة مرات كما علمتنى أمى وبينما أقرأ شعرت براحة وطمأنينة وسكينة كبيرة وهكذا مر أول يوم بين قراءة القرءان والصلاة حتى صدح صوت أذان المغرب فى الإرجاء توجهت إلى المطبخ أبحث عن بلح فلم أجد فقط شربت الماء واكتفيت فلم أكن أشعر بالجوع بل الوحدة ومع ذلك كان لدى أمل فى عودته وفى أن يتذكرنى ولكن لا يبدو لى أن هذا سيحدث فهم لا يعتبرونى فردًا من الأسرة أو حتى أنتمى لهم هكذا مر شهر رمضان المبارك بأكمله لم أتوقع هذا أبدًا فلم يتذكرنى أحد البته حتى .... حتى أحمد أشتد  أشتياقى لأمى وأشتد شعورى باليتم
.... أمى لما لم تأخذينى معك يا أمى آآآآآآآآآه لا أنتمى إلى أحد سواكى أمى أنا وحيدة تمامًا بدونك أمى أننى احتضر يا أمى أمييييييييييييييييييى أتشعرين بى أدعى لى ربنا وانتى فى الجنة بأن يعفو عنى رجاءا فالألم لم يعد يطاق ...........
قضيت الليل بطوله فى الإنتحاب وهذه كانت الليلة السابقة لعيد الفطر وحتى ملابس العيد لم يكن لى فيها نصيب نمت ودُميعاتى لم تجف فى الصباح أستيقظت على صوت الناس وازدحامها خرجت من الغرفة وشعرت برغبة عارمة فى الخروج فقلت لأتمشى قليلًا وبالفعل خرجت كان الطريق ملئ بالأطفال وأنا قصيرة بعض الشئ فلم يلاحظنى أحد  تمشيت كثيرًا ولكن لا أعلم ماذا حدث حتى أجد نفسى فى منتصف حلقة من الناس ولم استفق إلا على صوت توفيق وهو يقول
توفيق : مخلاص يماى يعنى دى بتى
حسنية : بت الشؤم
استوقفها أحد أعمامى على الأغلب مردفا
_" دى عرضنا نرميها فى الشارع يعنى خلاص بقيت مننا وعلينا "
تحركت قليلًا معلنة استيقاظى تأملنى الجميع بصمت حتى رأوا عينى فبدأت ألفاظ الشفقة من البعض والسخط من البعض الآخر تنهدت بأسى وحاولت النهوض ولكنى شعرت بالإعياء فجلست مرة أخرى تفرق الجمع من حولى وبقى توفيق وحسنية التى ما إن رأت حالتى رقت إلى قليلًا فأردفت
حسنية : قومى يا بتى تعالى كوليلك لقمة
صوتها الحنون وقتها جعلنى أنفجر باكية اقتربت منى تربت على كتفى فاحتضنتها صدمت هى بعض الشئ ومن ثم بادلتنى الإحتضان مردفة
حسنية : تعالى يا بتى تعالى
شعرت برغبة أكبر فى البكاء فاجهشيت بالبكاء الشديد لم يفعل توفيق أى شئ بل ذهب فى صمت أسفًا عليه أنه لعار على الأبوة أطعمتنى ومن ثم استفسرت عن عينى فأردفت
حياة : هعملها عملية بعد سنتين
حسنية : طيب يا بنيتى يرضى عليكى انتى فى سنة كام فى العلام
حياة : أنا مع أحمد فى المدرسة
حسنية : أيوة يا حبيبتى وعلى كده شاطرة زيه
حياة بإبتسامة فخر : أنا كنت الاولى دايما وبعد كدا بقيت التانية من بعد أحمد
حسنية بأسى : يشفيكم أنتو الاتنين بإذن الله كملى وكلك وتعالى نامى فوق قبل مالبيت يزدحم وهجيبلك هدمتين من هدير بت عمك جسمها من جسمك
لأول مرة بعد وفاة أمى أحد يهتم بى لذا احتضنتها بقوة فربتت بحنان على ظهرى قادتنى إلى أحد الغرف وغابت بعض الوقت ومن ثم قدمت وبيدها فستان جميل طلبت منها أنى أريد الذهاب لشراء شئ ما وافقت وبعثت لنداء محمد وهذا ما كان بدلت ملابسها وطلبت منه أن يقودنة  إلى متجر لمستحضرات التجميل واشتريت أكثر من عدسة لاصقة باللون العسلى الفاتح كعينى الأخرى ومن ثم عدت واستحممت ووضعت العدسات لأرى تغييرًا جذريًا فى وجهى ومن ثم صففت شعرى بطريقة جميلة ولم أتركه مفرودًا رأيت نفسى فى المرآة وقد كنت جميلة للغاية بشكل غريب كان الجميع متجمع بالأسفل فذهبت حيث يتواجد الجمع لم ألفت انتباه أحد فالجميع مشغول بالحديث والتعييد وأجواء العيد المعروفة فتحمحمت ومن ثم أردفت
حياة : السلام عليكم
تأخر الرد بعض الشئ ولكن أردفت جدتى بحنان لم أتوقعه منها بعد ما سمعته من أمى عنها
حسنية : صباح الخير يا جدتى تعالى أقعدى جنمبى يا جمر
أخذ الجميع بتهمز ويتلمز عليّ فى الغالب أردفت على الأغلب فاطمة التى من المفترض أختى بخبث
فاطمة : أمال فين عينك العورة
صدمت بعض الشئ ولكنى أردفت
حياة : حاطة لنسز يا حبيبتى
فاطمة : حبك برص وعشرة خرص
لم أعرف ماذا أقول فصمت مر وقت الجميع يتبادل أطراف الحديث وكأنى غير موجودة شعرت بغصة فى قلبى ودمعت عينى فكفكفت دموعى سريعًا قبل أن يلاحظها أحد ولكنى لم ألاحظ انتزاع العدسة اللاصقة حتى يأتى صوت أحداهن بسخرية
_ " والله لو طلعتيلى باليل انخلع دانتى زى العفريت "
كانت سخرية بشعة ولكن الجميع أخذ يضحك انسابت الدموع بغزارة وقمت راكضة سريعًا ممنية نفسى بأن الدراسة أوشكت على البدأ وسينتهى هذا العذاب ركضت إلى الحديقة وبينما أبكى لم ألاحظ الطريق حتى أصطدمت بأحدهم
_" متاخدى بالك أيه عمية "
وبمجرد أن رفعت عينى تحمحم معتذرًا مردفًا
_ " آسف مكنتش أقصد بس انتى مين "
حياة : أنا ..... أنا حياة توفيق
_ " بت عمى المصراويه اها أنا ابن عمك يوسف أسمى غيث بس انتى عمتبكى ليه "
تلبكت قليلًا ولم أعرف بما أجيبه فاستكمل
غيث: علعموم لو احتجتى حاجة قوليلى متتكسفيش ولو حد دايقك من العيال قوليلى وانا هأدبهولك
ابتسمت شبح ابتسامة بادلنى إيها بجدية ومن ثم غادر دون أى إضافة شغل بالى قليلًا وأنسانى ما حدث فدخلت مجددًا وغسلت وجهى وعدت لغرفة جدتى لأنام حتى تنتهى هذه المأساة نمت كثيرا ولم يوقظنى أحد حتى أستيقظت بمفردى فزعت من مكوثى هنا حتى هذا الوقت أسرعت فى النزول إلى أسفل كان الجو هادئ كثيرًا حتى وصلت إلى الصالون وجدت مجتمع من الشباب عرفت من بينهم غيث وأحمد فألقيت التحية بهدوء ردوا على بمثلها فإبتسمت لهم حتى أردف غيث

غيث : دى حياة بنت عمنا توفيق يا شباب ودول بقى أحمد سليمان وخالد ويوسف ورائد ومحمود ومصطفى والباقيين روحوا على بيوتهم دول عيال عمك برضك

ابتسمت بهدوء ثم نظرت لأحمد ببعض اللوم ولكنه أزاغ بصره بعيدًا عنى وجهت كلامى لغيث مردفة

حياة : هو فين أحم عمك توفيق

غيث : مشيو من زمان وسابوكى ترتاحى

ها تركونى  كى أرتاح أى تراهة هذه  بلا هم تخلصوا منى تحمحم غيث مردفًا

غيث : روحى كملى نوم الليل متأخر وميصحش أروحك أو تقعدى معانا

فهمت ما يرمى إليه فغادرت بهدوء ولكن شغل بالى تغير أحمد المفاجئ وشعرت بغصة شديدة فى قلبى حين رميت نظرى تجاهه مرة أخرى قبل مغادرة المكان لكنه تجنبنى  لم أستطع النوم وقررت المغادرة غدًا إلى بيت توفيق وفى الصباح المبكر توجهت إلى الصالون لم أجد أحد فذهبت إلى الحديقة فوجدت أحمد بمفرده وما إن رآنى حتى هب واقفًا بعكازه مستعدًا للرحيل ولكنى استوقفته مسرعة

حياة : أحمد ثوانى

أحمد بتلبك : ها حياة

حياة مقاطعًا : طيب الحمد لله لسا فاكرنى

أحمد : ااا مش القصد عايزة حاجة

حياة : ممكن ترجعنى بيت توفيق

أحمد بتلبك شديد : هندهلك حد غيرى دقيقة

حياة مقاطعة بعصبية : هو فى ايه مالك

أحمد : ولا حاجة بس اللى عم يحصل بينا دا ميصحش يابت عمى

حياة بعدم استيعاب : هو ايه اللى بيحصل بينا انت مجنون

أحمد : مقابلات فى السر و حكاوى وغيره كل دا من ورا أبوكى دى كلها حركات البنات الشمال ومتصحش

وهنا لم أشعر بنفسى حين صفعته صفعة مدوية ومن ثم ...................................يتبع

فقط ضمنى إليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن