الفصل الرابع عشر

81 4 0
                                    

إستقظت و كنت أنعم براحة ودفأ وطمأنينة لم أتذوقها طيلة حياتى كنت مرتاحة إلى أقصى درجة وكل شئ هادئ حتى شعرت بهذا الشئ الصلب
حياة : عااااااااااااااا
غيث مفزوع : خير فى ايه
حياة : انت نايم جنبى على السرير بتعمل ايه
غيث : جوزك مثلا
حياة : وهو انت مصدقت ولا ايه مفيش الكلام دا
غيث : لا فيه يا حياة فيه
حياة : مش عايزاك هو عافية
ابتلع غصة مريرة وقال فى نفسه
" بس أنا عايزك يا حياة "
حياة : مالك ساكت متنح كدا ليه
غيث : دا الأمر الواقع تقبليه من سكات
حياة : بتكلمنى صعيدة ليه
غيث : علشان دا أنا وتعرفى أنو أنا دمى حامى واللى بيحصل دا مش هيستمر كتير وإلا هتجوز تانى
شعرت بنغزة قوية أصابتنى فى مقتل عند تفكيرى لوهلة أن يتزوج غيث ولكنى ابتلعت تلك الغصة مردفة
حياة : متتجوز ولا تغور فى داهية طلقنااااااى 
نهض ببرود انتقى ملابسه ودخل الحمام وخرج بصمت متجاهلًا صراخى خرج متوجهًا للعمل غالبًا جلست أتقلب هنا وهنا أبكى بصمت ماذا أنتظر فأنا طوال عمرى لا صوت لى هامش على حدود الحياة ظللت أبكى طفولتى التى قضيتها بين التنمر ومراهقتى بين جفاء أهلى وموت أمى وشبابى اللذى أقضيه أتخبط بين اللاشئ وبينما أنا هكذا قررت النهوض وجدت بجانبى ورقة مسجل عليها
" أنا شايفك وسامعك وانتى مش لوحدك "
قرأتها إلى عدد لا نهائى أحاول استشعار كل حرف كُتِب بها هو غيث بالتأكيد بجوار الفراش وجدت حقيبة مليئة بكل ما كنت أُحِب وكان يشتريه لى فى السابق ابتسمت تلقائيًا ومن ثم فتحت الدولاب لأجد كثيرًا من الملابس المنزلية لى انتقيت أحد البجامات الفضفاضة القطنية وإغتسلت فتحت التلفاز وحاولت أفكر بعمق أمر أبى محزن ولكن غيث ماذا هل له أى دافع دون الشفقة لا يعقل إنه كأخى تمامًا ماذا أفعل حقًا وجدت الباب يُفتح بالتأكيد هو ولكن لا كانت السكرتيرة البلهاء
حياة : ايه اللى جايبك هنا
السكرتيرة ( نور ) : غيث بيه قالى أشوف البيت ناقص ايه وانا جبت الحاجات دى
لم أعرها إهتمام ملأت التلاجة الفارغة ووضعت لى بعض الثياب الرسمية وخرجت إنتظرته طويلًا ولم يأتى حتى غفوت مر الليل لأجد نفس حالة الأمس أنا مكبلة بزراعيه الصلبتين وصدره الدافئ تكرر هذا الأمر ليالٍ متعددة يأتى إلى المنزل بعد أن أنام ويرحل قبل أن أستيقظ ويشترى لى أشياء أحبها ويترك ملحوظة تطمئنى ولكننى سأمت أنا أريد حل وسط لمناوشتنا فى هذا اليوم انتظرته وعازمة على ألَّا أنام وبالفعل سمعت خربشت الباب فإستقمت
حياة : غيث
صمت قليلًا
غيث : معاكى
صوته الرخيم كم إشتقته
حياة : وبعدين
غيث : أنا جاى من الشغل تعبان وعايز أنام
حياة : غيث
غمغم كأنه مستمتع بإسمه أردف
غيث : أنا مش مسؤل عن تصرفاتى
حياة : تقصد ايه ..  غيث هو أنا موحشتكش
غيث : إنتى قولتى إنك وحدك وإنها مش فارقة
حياة : عمرى مكنت وحدى وانت موجود مكنتش حسباها وبقول أى كلام
إنفجر فى وجهى بغضب
غيث : بس مشيتى من غير أى إعتبار ولا تفكير فيا

أحكم قبضته وضربها فى الحائط بقوة
غيث : مشيتى وراميتى رأيى
ضرب قبضته مرة أُخرى
غيث : مشيتى ولا اهتميتى
ضرب كفه مرات متلاحقة حتى شعرت كأن قلبى سينفجر تمسكت بكفه وأنا أبكى وأرتجف وأردد بشكل هستيرى
حياة : أنا آسفة أنا بجد آسفة
قال بنبرة محملة بالهم
غيث : لسا عايزة تسافرى يا حياة
رددت بشكل هستيرى
حياة : لا لا مش عايزة تعالى نشوف إيدك طيب
إهتممت بكفه و ضمدت الجرح وعقمته ذهب فى صمت وتحرك أخذ أحد مناماته الخفيفة وإغتسل وخرج يا إلهى لما هو وسيم إلى هذا الحد القاتل لما نبضات قلبى تتراقص بهذا الشكل والجو يصبح حار رغم وجود المكيف إقترب على حافة السرير وأنا كذلك على الحافة الأُخرى وساد الصمت لبعض دقائق ومن ثم وجدته يسحبنى لأرتمى بين أحضانه نعم هذا الشعور الرائع الدافئ هو أكثر ما أحتاجه الآن ظن أنى سأقاوم فقال
غيث : متتحركيش
ولكنى بمنتهى الصمت وضعت يدى على كفه أُحكم قبضته علىّْ شعرت بإنقباض جسده ولكنه فقط ابتسم بعدها ووضع رأسه بين كتفى ورأسى و تنفس بعمق كنت أشعر بالخجل والسعادة فى آنٍ واحد والفراشات تداعب معدتى تنفست بعمق أنا الأُخرى وتركت نفسى للنعاس  فى صباح اليوم التالى كان وجهى مقابل وجهه لم أتحرك بل ابتسمت وأخذت أتأمله لكننى فزعت حينما قال
غيث : عارف انى حلو
حياة : ها أه قصدى لا قصدى انت صاحى من امتى
إكتفى بالإبتسام والعبث بشعرى بصمت كم هذا الرجل هادئ ودافئ والأهم إنه آمن
حياة : غيث
غمغم بهدوء
حياة : هنروح أمريكا أمتى .
كشر قليلًا فاستكملت سريعًا
حياة : علشان أحول لمصر يعنى
غيث : هشوف لو لازم نسافر ولا ممكن نخلصها من هنا عادى
حياة : ماشى اممممم ، غيث إنت اتجوزتنى ليه وانت زى أخويا
ضيق ما بين حاجباه وقول بنبرة ممتعضة
غيث : أنا مش أخوكى ولا زيه أنا جوزك
حياة : يعنى ايه
ابتسم ونظر لى نظرة ذات مغزى وبنبرة لعوبة أردف
غيث : يعنى أنا معنديش مانع أكون جوزك فعلًا حاليًا بس سايبك لما تكونى جاهزة
كست الحمرة وجنتاى لكنى أردفت بتلعثم
حياة : بس إنت مبتحبنيش ومتجوزنى شفقة
ابتسم بهدوء ونظر نظرات ذات مغزى ومن ثم أردف
غيث : أنا مقولتش حاجة زى كدا ومحصلش
لم يمهلنى الوقت لأستفسر ونهض مسرعًا لأنه تأخر عن العمل
حياة : غيث يعنى ايه
غيث : مش وقته يا حياة بعدين بعدين
خرج سريعًا لم أستطع إيقافه حضنت الوسادة وأخذت أفكر هل معنى هذا أنه يحبنى وتزوجنى لهذا أم ماذا أخذت أبتسم وأعبث فى شعرى وأفكر فى كل الإحتمالات أعبث أحيانًا وأضحك خجلة أحيانًا أُخرى حتى باغتنى سؤال ماذا عنى هل أُحب غيث كزوج وحبيب قلبي أجاب نعم عقلى لا ونشبت حرب بينهما 
أكثر ما يزعجنى أن عقلى يخبرنى أنه زواج بالإجبار وأنى إذا قبلت سأكون مهانة وأن علىَّ ألا أستسلم له شئ آخر يخبرنى بأنه سيكون مختلف
وغيره يخبرنى بأنه سيكون كأبى فى النهاية أنا لا أريد لا أريييييد أريده كأخٍ لى لا أكثر من قراءاتى أنا مدركة أنها صدمات نفسية مدركة لهذا ولكنى لا أستطيع منع خوفى لا أريد تكرار المأساة ماذا إذا أصُبت أنا أيضًا بمرض خبيث ماذا وماذا إذا كان أبنائى مشوهين أنا أخاف وهل أنا مناسبة لرجل كغيث إنه وسيم للغاية رئيس شركة ناجح وغيره هل يأتى اليوم ويعايرنى بأنى دون أهل ويسيئ معاملتى حينما يسأم منى كادت رأسى تنفجر إنزويت فى أحد أركان الغرفة أضيع بين أفكارى لم أكن إختيار أحد الأول أبدًا لابد أنه أحب غيرى طيلة هذه السنوات لقد كان أخى خُطِبت ثلاث مرات أمام عينيه ماذا تغير الآن لابد وأن لديه أغراض أُخرى لن أقع له أبدًا أبدًاااا لن يختلف عن غيره لابد أن أجد طريقة لأهرب من هنا لقد رأيته وهو بأفضل حال لا داعى لكركبة حياته أكثر من هذا علىَّ المغادرة والآن
وجدته نسىَ أن يُغلق الباب فاغتسلت سريعًا وارتديت نفس الثياب التى أتيت بها وكانت حقيبتى فيها من المال ما يكفى واستعددت للمغادرة تركت رسالة أودعه بها وخرجت ........ يتبع

فقط ضمنى إليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن