الفصل الثانى عشر

90 6 0
                                    

ولكل شئ بداية نهاية أمر ما يعنى بداية شئ آخر.

(حياة )

مر عام وعام وعام أتخبط هنا وهناك أتعلمون خُطِبت مرتان وكل مرة أتعرض للخيانة بأبشع صورها وأنفصل حتى هذا اليوم الذى قررت فيه التركيز على نفسى وحبها لأقصى درجة أيًا كانت اليوم أستكفى بنفسى لا حاجة لى لأى أحد وقررت الوقوف أمام كل من يوجه لى أى أذى

الحدث المؤسف موت جدتى حسنية والذى انتكست بسببه عدت مرات فتشت كثيرًا عن شخص أجد فيه أمان الأب الذى افتقدته أتدرون لم يسأل عنى طوال هذه الفترة يُرسل لى نفقاتى الدراسية وفقط هكذا

لا يهمه أى شئ آخر أنا متأقلمة كانت أمى محقة حينما أخبرتنى انت ميت على الأقل هو ميت فى حياتى

وكل ما يهمه أن أتزوج والسلام مخيفة من جلب العار يومًا ما أنا فى عامى الجامعى الأخير والأولى على دفعتى طوال هذه الخمس سنوات والعون الوحيد بعد الله طيلة هذه المدة هو ابن عمى غيث وهو غيث لى فعلا

يدرس لى هو يعيش فى نفس المكان ويأتى لزيارتى معظم الايام والخدم فى المكان كما هم

كل شئ روتينى

الخطبتين لم يستمرا طويلًا ولم يكن لهما داعٍ من الأساس كل شي كان تتفيذًا لرغبات هذا الأب بالاسم الوظيفى لا أكثر تحت مشورة زوجته

تقلبت كثيرًا فى رحلة حب ذاتى لم يكن الأمر سهلًا بأن أقدم لها حب غير مشروط ولكن المهم أنه كان فى نهاية المطاف انهيت الإمتحانات وباقى حفل التخرج لا أعلم أأدعو توفيق أم لا فقط كتبت هذا فى يومياتى وخلدت إلى النوم .

فى صباح يوم جديد تشرق شمس أمنياتنا وكأننا لم نزق مر كأس الخيبات ليلًا أستيقظت  وركضت إلى فناء الدار كعادة كل يوم أسقى زهور حديقتى التى زرعتها مع غيث واحتسى فنجان قهوتى فى إنتظار الإفطار تناولته وأنا ممسكة بكتاب أقرأه و غير منتهبهة للعالم حتى أتانى صوت أحفظه عن ظهر قلب
غيث : صباحوا فل
حياة : ايه دا انت لسا مرحتش الشغل
غيث : رايح اهو بس بصبح عليكى يسطا
حياة : أيوة صبح عليا جدع ، معاك مشوار ولا ايه
غيث : لا ليه
حياة : أصلك لابس ومتشيك كدا
غيث : من يوم يومى
حياة : أومال ايه
غيث : يلا هتحرك أنا بقى عايزة حاجة
حياة : اممممم
غيث : انتى بتفكرى وكدا لا سلام احنا آخر الشهر والمصروف مقشفر
حياة : غيث .... أقوله
غيث : إعملى اللى عليكى وخلاص وهو حر
حياة : تمام
تنهدت وتحرك لعمله وأنا ذهبت لأخطط لبعض الأشياء ارتديت فضفاض إلى حد ما ممسكة بالدعوة وفى داخلى شبح أمل أن يلعب دوره ولو لثوانٍ ذهبت و استقبلتنى زوجته على مضض و جلست أنتظر حتى أتى لدخوله شعور مهيب قلبى يرتجف فى وجوده إبتلعت غصة بعدما قال
توفيق : خير يا حياة
حياة : خير إن شاء الله جاية اديلك دعوة حفل تخرجى وتكريمى الأولى على الدفعة وكدا
توفيق : امتى دا
حياة : يوم الخميس الجاى إن شاء الله
توفيق : ربنا يقدم اللى فيه الخير إن شاء الله
حياة : إن شاء الله
ساد الصمت واستأذنت لأغادر لم يتمسك بى أحد ولو من باب المجاملة ولم يباركا أيضًا غادرت والألم يوغر صدرى لمَّ ذهبت من الأساس بالتأكيد لن يأتى
جلست انتظر قدوم غيث وبالفعل أتى
غيث : مالك وشك أصفر كدا ليه
قصصت عليه ما حدث
غيث : مش مهم مش فارق أصلا ميهمكش اهو عملتى اللى عليكى وخلاص
حياة : كان نفسى يحتوينى بعد موت أمى مش عارفة أتجاوز دا
غيث : إنتى طول عمرك عايشة كإنه ميت كملى على كدا
حياة : بس هو عايش
أخذت دموعى فى الإسترسال
غيث : لا أنا مبحبش اشوف دموعك بقى خلاص علشان خاطرى شوفى أنا جايبلك ايه
كان يحمل حقيبة مليئة بالشكولاتات والتسالى الأخرى شكرته ونظرت له ببسمة خفيفة وانا أحمل له بقلبى كل امتنان العالم أتساءل كيف يكون بكل هذا اللطف معى رغم أنه شخصية جادة وصلبة جدًا بالخارج كيف يكون بكل ها اللين معى حمدت الله على وجود أخ بكل هذا الطف
( غيث )
تأملت نظراتها الممتنة كنت أتمنى أن تكون نظرات من نوع آخر لم أحاول خطبتها ولو لمرة لأنى أعلم أنها ترانى بشكل أخوى وأنا لا أود خسارتها أبدًا الغضب يأكلنى حين تحدثنى عن رجل آخر ولكن ماذا أفعل لا استطيع إجبارها على وجودى بأى شكل
( حياة)
مر اليوم وباقى الأيام بشكل روتينى مرة أخرى حتى يوم حفل تخرجى ارتديت فستان أنيق جدا أخترته أنا وغيث سويًا وكذلك غيث ارتدى بدلة فى غاية الأناقة كان وسيم جدًا لا صديقة تشاركنى اليوم لا أهل وهنا توجه نظرى بشكل تلقائى إلى غيث ولكن هناك هو وهو حقًا يكفى
كنت أنتظر من حين لآخر وجود توفيق ولكن لا أمل وانتهت تكرمت وكنت فى غاية السعادة شجع غيث الباقيين للتصفيق لى جعله يومًا مميزًا عنوة عن رغبة الجميع تخرج أحمد أيضًا ولكن لم يكن له ترتيب لا أعرف ما الذى يحدث فى حياته وما سبب إهماله الدراسى ولا يعنينى الأمر وهكذا انقضى اليوم على خير تخليت عن فكرة وجود أى أشخاص آخرين فى حياتى تم تعيينى فى الجامعة وكل الأمور تسير على ما يرام حتى اليوم اللذى استلمت فيه ورقة ترشيحى لبعثة إلى أمريكا وقد وافقت وذهبت لإخبار غيث وانا فى منتهى السعادة ولم أتوقع ردة فعله
غيث : يعنى ايه وافقتى
حياة : دى فرصة لأى حد وانا عايزاها
غيث : وتروحى تعيشى برة لوحدك إزاى
حياة : فيها ايه هو أنا أول واحدة يعنى مفيه كتير غيرى وكدا كدا أنا وحدى ايه الفرق
غيث : انتى شايفة إنك لوحدك وإن مفيش فرق كمان

تاهت نظراتنا كانت أول مرة يحتد الغضب بيننا هكذا لكنه قطع الإتصال وغادر انتظرته يعود ولم يفعل مرت أيام كثيرة حتى جاء موعد سفرى لا أفهم ماذا هناك حقًا لما كل هذا الغضب ماذا فعلت أنا حضرت حقائبى وانتظرت قدومه بلا هدف ذهبت إلى منزله وأخبرونى أنه فى العمل وكاد يفوت وقت طائرتى فاضطررت أتحرك إلى المطار وأنا أشعر بأنى أترك جزءًا منى لم أعلم ماهية هذا الشعور ولكنه كان أكبر بكثير من مجرد توديع كان شعور أكبر من أن يوجه لمجرد صديق كنت أتمنى بقوة أن يأتى لآخر لحظة ولكن سمعت صوت نداء الطائرة كل خطوة كنت أنظر للخلف ولكن لا فائدة علمت بأنه لن يأتى و بالفعل سافرت ومر عامين كانا بالفعل مليئين بالصعاب عانيت كثيرًا ولكنى تأقلمت وحضرت الماجستير وفى طريقى لتحضير الدكتوراة والصعوبة فى الوحدة المفرطة حتى فى الوجدانيات فى بلد أجنبى انت غريب تمامًا عن كل شئ لا يوجد تضامن مجتمعى أنت غريب ووافد تحمل عبأ الحياة بمفردك لم يكن الأمر كما تصورت صنع صداقات كان شبه مستحيل والعالم هنا مادى وتنافسى إلى أقصى درجة وخلال تلك المدة حاولت الوصول لغيث بكل الأشكال ولكنه رفض كان هناك إجازة شهرين قررت العودة إلى مصر استطلع أحواله وكيف يتركنى هكذا دون أن يسأل أو يهتم وبالفعل حجزت واليوم يوم سفرى كنت متلهفة بشدة للقائه مجددًا  كانت ساعات الطائرة مميتة بالنسبة لى ولم أكن أعرف ما ينتظرنى لم أبحث عن أحد فى المطار فقد خسرت بيتى الوحيد غيث توجهت لمنزله ولم أجده وأخبرتنى أمه أنه فى شركة اسمها مغاير عن اسم الشركة التى كان يعمل بها من قبل وذهبت للعنوان
وسألت عنه موظفة الإستقبال التى أرشدتنى إلى مكتب رئيس الشركة توقعت أن يكون مكتبه يتشارك نفس الطابق ليس إلا ولكن لم أتخيل أن يكون هو بنفسه الرئيس  تفاجأت بشدة وأخبرته السكرتيرة بأن هناك آنسة تُدعى حياة تريد الدخول خوفت أن يرفض بشدة لكنه وافق وفتحت المكتب لأجده ينظر بهدوء ....... يتبع

فقط ضمنى إليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن