وأخبرته السكرتيرة بأن هناك آنسة تُدعى حياة تريد الدخول توجست مخيفة من أن يرفض لقائى بشدة لكنه وافق وفتحت المكتب لأجده ينظر بهدوء وبرود شديدين وكأن شئ عادى أن يقابلنى بعد كل تلك المدة بلعت غصة مريرة فى حلقى
غيث : أهلًا أهلًا آنسة حياة تشربى حاجة
صمت أنظر له فقط كانت عينه تتهرب منى حتى التقينا فى نظرة واحدة أذابت الجليد من على قلبى فقط كنت أود أن أخبره
" آآآه لو تضمنى إليك ، أفتقدك بشدة "
لانت نظراته تدريجيا وانسكب الدمع من عيناى لم أشعر بنفسى وأنا أخبره
حياة : وحشتنى
ارتعشت اوصالى مع نطق هذه الكلمة ولاحظت تشتته هو الآخر زاغت عينه تدور بين قسمات وجهى كأنه يستعيدنى بداخله إقترب قائلًا بنبرة حانقة
غيث : رجوعك مؤقت ولا دائم
ابتلعت غصة فأنا حقًا مترددة ومتوجسة من رد فعله
حياة : إجازة شهرين
نظر فى ساعة يده و تنهد تنهيدة بركانية
غيث : معلش مضطر استأذن وقت اجتماع
ارتعشت شفتاى ماذا أفعل ماذا أقول الأمور تذداد تعقيدًا هل أضمه إلى صدرى وأضرب بكل المبادئ عرض الحائط فأنا أفتقده حد اللعنة
كاد يتحرك وجدتنى أقول باندفاع
حياة : غيث
وقف كمن أصابته صاعقة كهربية ولكنى وجدته يسحب نفسًا ثقيلًا ومن ثم رحل دون أى كلمة شعرت بشئ يوغر قلبى ويخبرنى أنى لم أكن بمفردى قط حتى الآن لقد ذهب معينى الوحيد بعد الله ولكن لا لن أسمح له سأتمسك بيداى المجروحتين ناديته مجددًا واتبعته واحدثت جلبة نفرت عروقه ونظر إلى نظرة غاضبة جدا مضيقًا ما بين حاجبيه ولكن لا يهم المهم أنه أعارنى انتباهه
حياة : ايه تصرفات العيال دى بقى أنا عملت ايه
بكل برود نظر السكرتيرة واخبرها أن تخرجنى وتقدم لى مشروب يساعدنى على الاسترخاء ولكنى رفضت
حياة : غيث لا يعنى لا
أصبحت عيناه حمراوتان و يتطاير منهما الشرار وأصبح الوضع مخيف إقترب منى وضغط على زراعى بقوة وبنبرة ضبابية أخبر الجميع بإنتهاء الإجتماع دفعنى داخل السيارة لم يكن أبدًا عنيف معى كان لا يظهر لى سوا اللين يبدوا أنى خسرت الكثير بهذا القرار أكثر مما كنت أعتقد عرفت إلى أين يذهب غالبا إلى بيتى ولكنه استكمل طريقه إلى بيت توفيق بدأت ادفعه وأحاول إيقاف السيارة وأصيح ألا يفعل ولكنه لم يعرنى أى انتباه وأكمل القيادة حتى وصل حاولت مقاومته بكل قوتى لم أرغب فى مقابلة توفيق أبدًا فلا أعلم ماذا سيفعل بى بعد علمه بسفرى إذا لحظ غياب من الأساس فهو لم يهتم أبدًا بوجودى مسبقًا
ما غاية غيث إذًا ولكنه كان يجرنى خلفه دق الباب واستقبلته صابرين ونحن فى انتظار الوالد هأ لم يتغير الكثير فى هذا البيت لا زال كئيب نفس السفرة وبنفس ترتيب الكراسى ونفس الصالون الساعة الدائرية تتوسط الحائط كل شئ بالرصاصى الكئيب مناسب لحالة الشؤم التى تشغل كل زاوية هنا استعطفت غيث بنظراتى ولكن لا جدوى وسمعت حمحمات آخر شخص أريد رؤيته فى هذا العالم توفيق دقق فى ملامحى لوهلة حتى صُدمت به يضربى كف أجزم بأنه كاد يقتلع أسنانى من جذورها لم أشعر بوجنتى من الألم كنت فقط مصدومة وكان على إستعداد أن يكرر الكف لولا يد غيث اللذى منعته استكمل توفيق فعلته بقول
توفيق : بتسافرى من غير علمى ملكيش أهل اياك
لم أشعر بنفسى وأنا أنظر فى أم عينه وأخبره
حياة : لا مليش فين الأهل اللى رمونى فى أوضة ونسيوا ومشيوا حتى مسابوش أكل ولا اللى مسألوش عليا أربع سنين عايشة لوحدى فى بيت جدتى فين الأهل اللى بيهونونى أنا مليش أهل أنا يتيمة من زمان أوى يا توفيق زمان أوى أوى كمان أنا اتولدت يتيمة فين الأهل انت مثلا وانت بتبعنى كل يوم لواحد خايف اجبلك العار
كاد يضربى مجددًا وهو يقول
توفيق : مكان عندى حق مهو انتى جبتيه يا فاجرة فى بت تسافر وحدها يقولوا عنك ايه مين يرضى بيكى دلوقتى يا خلفة الشؤم كان يوم أسود
حياة : اليوم الأسود فعلًا اللى خلى واحد زيك يبقى أبويا
حاول الإفلات من قبضة غيث مصرًا على أنه لابد من قتلى
تلاقت أعيننا فى نظارات ملتهبة لم أشعر بنفسى وأنا أخبره
حياة : أنا حقيقى بكرهك بكرهك بكرهاااااااك
صمت قليلًا ومن ثم استكملت
حياة : يا ريتك ميت كنت هعرف أرسم واتخيل إنك لو معايا كانت حاجات هتتغير لكن بوجودك اللى مش فارق من عدمه أنا مكانش عندى حتى فرصة أحلم مش هسامحك عمرى على كسرتى ومتأكدة لولا جدتى مكانش هيفرق رفضى لأى كلب من اللى بتجيبهم ميتخيروش عنك
كاد يفلت من بين قبضتى غيث وهو يقسم بأنى لن يطلع عليا نهار وهنا فاجأنى غيث بقوله
غيث : عمى أنا هتجوز حياة
توفيق : تعمل بيها ايه خلفة الشؤم دى انت زينة شباب البلد خسارة فيها دى تتجتل وتتاوى ملهاش لزوم
غيث وهو يصر على أسنانه
_ وحياة متتخيرش عنى فى حاجة يا عمى دكتورة فى الجامعة ومحترمة غصب عن عين الكل وعيب لما الكلام دا يطلع منك أنا عكتب عليها دلوقيتى
توفيق : اللى تشوفه أنا كنت هتبرى منها
شعرت بمنتهى الرخص والإهانة أحدهم يشترى والآخر يبيع وأنا لا رأى لى وجود أعلن إستسلامى لقد هزمنى العالم وأنا لا أقوى على المقاومة أكثر من ذلك إنهار كل شئ لم يعد لى ما أحارب من أجله أصبحت الرؤية ضبابية ومن ثم انعدمت الغريب أنهم أفاقونى بعد حضور المأذون كأن إغمائى كان فى مصلحتهم لم يهمنى توفيق بأى شكل فهو هكذا منذ يومى الأول هنا ولكن ... غيث علقت نظراتى به أحاول أن أستجدى أى شئ بلا فائدة فقط البرود والتجاهل تم كتب الكتاب وغادرنا فى صمت قادنا مرة أخرى إلى شقة لم أرها من قبل ولكنها غاية فى الروعة والدقة فى التصميم ومجهزة بالكامل علمت أننا سنعيش هنا تنفست بقوة مردفة
حياة : شكرا لموقفك يا غيث وانا مش هتقل عليك أنا هسافر دلوقتى مكنتش أعرف إن أجازتى هتعمل كل المشاكل دى أنا آسفة بجد
غيث بصوت أشبه بفحيح الأفاعى
_ شايفة أنو الإجازة هى المشكلة برضو ... بس عامة مفيش سفر وانتى مراتى بجد من دلوقتى شئتى أم أبيتى
حياة : يعنى إيه الكلام دا انا مش موافقة احنا اخوات
غيث بغضب مكتوب : إخوات فى نظرك لكن أنا دا.ميخصنيش وسلام رايح الشركة أخلص شغل
حياة : وبالنسبة لشغلى
غيث : تنقلى مصر أو مفيش شغل خالص وأعتقد كلامى واضح
حياة بتحدى : ههرب يا غيث وهتشوف
أمعن النظر إلى لانت نظرته فجأة مما جعل قلبى يخفق حد اللعنة أكاد أشعر بنبضى يضرب قفص صدرى بلا هوادة يود الهرع إليه لم أعى هذا حتى الآن ولكنى فقط والآن تراودنى نفس الرغبة فى الإرتماء بين يديه ولكن لن أقبل أن أُهمش مجددًا لن أقبل بزواج شفقة لن أقبل هذا أبدًا أنا لا أستحق مثل هذا وإنه كأخى
هو فقط ابتسم ورحل لم أرى برود مثل هذا قط ماذا أفعل كنت متأكدة من غلقه للباب ولكن قلت لأجرب ولكن بلا هدف أخذت حمامًا دافئًا فأنا لم أنهم بالراحة منذ وصولى وبالطبع لا ثياب لى هنا فارتديت أحد قمصانه البيضاء الضخمة هذه وشورت أسود كان يصل لما بعد ركبتى بكثر أنا نضجت على يدى غيث أى خجل قد يراودنى فى وجوده ومن ثم نمت ولم اشعر كم من الوقت مضى استقظت كنت أنعم براحة ودفأ وطمأنينة لم أتذوقها طيلة حياتى كنت مرتاحة إلى أقصى درجة وكل شئ هادئ حتى شعرت بهذا الشئ الصلب
حياة : عااااااااااااااا ............. يتبع
أنت تقرأ
فقط ضمنى إليك
Romance_الحُبّ جميل لمن يُحبَ برجولته لا بشهوته الرجل ليس إلا أمان إمرأة واحتوائها وأنت كذلك يا سكنى _أمممم _أصمت فقط ضمنى إليك