مننساش الفوت والمتابعة وكومنت
بقلمى : بسمة عنان
صلى على النبى واقرأ
(حياة )
إممم مبدئيا اليوم أنا فى قممممممممة الحماس نظراً أننى سأنتقل إلى مدرسة جديدة وأخيرًا سأغادر تلك المدرسة البغيضة التى لم يكن لدى بها أى أصدقاء والجميع لا يطيقنى لا أعلم ما السبب من المفترض أن يكون العكس فلطالما نعتونى بالقبيحة والمخيفة لكن أمى دومًا تؤكد لى عكس ذلك وأمى أبدًا أبدًا أبدًاااااااااا لا تكذب كما ينعتونى بالغبية ولم أكن كذلك يوماً نظراً لتفوقى الدراسى الدائم فلم أحذ يومًا على أقل من المركز الاول دراسياً أو فى أى مسابقة للمعلومات الثقافية أو الرسم أو للتصميم كما كما ( تنهيدة) ما العيب الذى بى حين أكون أممممم أكون بعين واحدة أليس هذا خلق الله ما ذنبى إذًا كما أننى لا أرى عيبًا فى هذا أبدا فعينى الوحيدة تلك تؤدى وظيفتها على أكمل وجه بل أرى أنها تقوم بعمل أفضل من أعينهم جميعًا ولا أرى أننى أنقص شيئًا ابدًا كما أن الطبيب أكد لى أننى سأتمكن من الرؤية بها من جديد بعد إجراء العملية وهذا حين أتم عامى الثمانية عشر حيث قبل ذلك قد يكون هناك خطورة علىّ وماذا إذًا إن كنت يتيمة فأمى تعوضنى عن العالم بأسره ويلقبونى بغريبة الأطوار ذات العين الواحدة أخبرتنى أمى حينما أعلمتها بهذا الأمر أننى مميزة ومختلفة عنهم لا أكثر ولكن لا بأس فكل هذا ليس إلا ماضى واليوم بداية لحياة جديدة كاسمى حياة لن أتحرك من سريرى لأبدأها بصوت أمى العذب ووجهها البشوش الساعة الآن السادسة صباحاً تمامًا لابد أن يصدح صوت منبه أمى الآن وها قد كان صدح صوت المنبه جيد الآن هى ستنهض وتتوجه مباشرة إلىٓ لتوقظنى لنفتعل النوم إذًا ها هى قد إقتربت أكثر فأكثر فأكثر ها هى تفتح باب الغرفة متوجهة إلىّ ثم مربتة على ظهرى بحنان مردفة
نادية : حياة حبيبتى قومى يلا
حياة بصوت ناعس مفتعل : صباح الخير يا أحلى ماما
نادية : صباح النور يا أجمل بنت فى الكون
احتضنتنى بحنية مماثلة لصوتها الرقيق كأفضل بداية لكل يوم استطرت أمى مردفة
نادية : يلا يا حبيبتى اتوضى وصلى وبدلى هدومك وتعالى افطرى علشان ألحق أوصلك من غير متأخر على شغلى
حياة بحماس : وهو كذلك
نهضت مسرعة وسط ضحكات أمى لأذهب إلى الحمام الملحق بغرفتى الرائعة عالمى الصغير الذى يحتوى على كل ما أحب مكتبة صغيرة على أحد الجدران تحتوى على قصص وكتب من عوالم مختلفة ومكتب أبيض لطيف تترصص عليه مستلزمات الدراسة بالأضافة إلى دفتر رسوماتى فأنا بالإضافة إلى القراءة أعشق الرسم وعلى الجانب الآخر خزانة ملابسى الخاصة الذى صممت معظمها بنفسى فأنا بارعة فى مجال التصميم وأخذت دورة تدريبية وأشارك فى مسابقات عدة للأطفال وأخيراً صندوق العابى بجوار سريرى كل الأثاث يصطبغ باللون الأبيض والجدران باللون الزهرى الفاتح والصقف باللون الأبيض أيضًا أحب غرفتى بشدة أمم سرعان ما توضأت وأديت فرضى وارتديت بدلتى الدراسية الجديدة وخرجت لأمى كى تمشط لى شعرى فهو غزير وطويل للغاية يصل إلى ركبتى تقريبًا كما أن لونه أسود قاتم بشدة لكن أمى لا تسمح لى بتركه منساب أبدًا حتى لا يتسخ أو يعيقنى خرجت لأمى أحمل المشط حتى تتولى هذه المهمة وقد كان مشطته ثم عكصته على شكل كعكة وفى هذه الأثناء تناقشت مع أمى فى بعض الموضوعات الثقافية التى قرأتها بالأمس خلال تمشيطها لشعرى وكذلك أثناء تناول الإفطار والطريق حتى وصلنا الى المدرسة نسيت أن أخبركم أننى تلميذة فى الصف الرابع الابتدائي أهديت أمى قبلة الوداع ثم ركضت للداخل كان الأطفال ملتفون فى حلقات تضم مجموعات من الأصدقاء شعرت بنفس الشعور الذى يتخلل إلىّ فى كل مكان لا تتواجد فيه أمى انطفأت بداخلى الحماسة ورغم هذا اقتربت بخطوات هادئة نحو إحدى الفتايات ولكنها نفرت منى وعلى محياها علامات الخوف والاشمئزاز التى أحفظها جيداً أعتقد أن لا أحد سيتقبل اختلافى فالجميع يخاف من عينى لمَّ لا يتعاملون مع الأمر وكأنها مغلقة وحسب طأطأت رأسى بيأس فلا فائدة إذًا من هذا التنقل ولكن فالنقلل إذا من التشابكات نظراً أن جميع محاولاتى ستؤدى إلى الفشل قلبت بصرى بين الجميع وتنهدت بخيبة أمل وحينها فلتت من عينى دمعة سرعان ما أذلتها و توجهت إلى الداخل أبحث عن مقر فصل الصف الرابع الإبتدائي وها قد وجدته مر بعض الوقت ودق جرس بداية الحصة وبدأت وفود الطلاب تتفرق كل إلى فصله بدأت المقاعد تُشغل من حولى ماعدا المقعد الذى بجوارى تنهدت بأسى على حالى ولكن لفت نظرى دخول آخر طالب بعكاز الذى لم يبالي بالجلوس بجانبى نظرة له بعين مغرورقة بالدموع فقد يكون هذه أول مرة فى حياتى يجلس أحد بجوارى كما لم يلقى علىّ تلك النظرة المشؤومة كان وجهه متجمد تمامًا لا حياة فيه ابتسمت ابتسامة بشوشة مردفة
حياة : أنا حياة وأنت
أردف بلا مبالاة
أحمد : أحمد
كنت سأستأنف التعارف لولا دخول المدرس إلى الفصل والذى علمت أنه جديد مثلى وأنه عم أحمد والذى أوصانا بالاهتمام به فهو لديه شلل فى إحدى ساقيه كدت أشفق عليه لولا أنى لا احب الشفقة غير أنه غير مبالى بأى شئ وحينها تمت المعادلة داخل عقلى انا بعين واحدة وكذلك هو بساق واحدة اممم كما أننا نحن الإثنان مستجدان إذا من المحتمل أن يكون بيننا صداقة موفقة توالت علينا الحصص الدراسية التى ركزت فيها وتركت هذا الأمر جانبًا حتى أتى وقت الراحة بدأ الطلاب بالخروج فيما عدانا وحينها إقتربت بمقعدى من مقعده وأخرجت صندوق غدائى والذى لا يكفى بموجب الأمر لأكثر من شخص واحد وعزمت عليه فاعترض ولكنى أصريت لا أعلم ما الذى خطر ببالي حتى أردف
حياة : انا مبشفقش عليك فلو انت برجل واحدة فأنا بعين واحدة ولو انت جديد ومش عندك صحاب فأنا زيك فاحنا الاتنين متساويين
شعرت بأنه بدأ يتجاوب معى حينها فأردفت بإبتسامة
حياة : تحب سندوتشات الجبنة ولا البطاطس
أحمد : معايا سندوتشات شاورما وكفتة أعتقد كدا أحلى
حياة بإبتسامة بسيطة : يمى متقول كدا من بدرى نحطهم على بعض وناكل
تشاركنا الطعام سويا وثرثرنا عن مدرسة كل منا القديمة وهكذا عقدنا عقدًا لصداقتنا قدم الطلاب حين انتهت الإستراحة ولم نكف عن الثرثرة حتى بدأت المدرسة الشرح وهكذا مر أول يوم حين دلفت إلى المنزل لم أنفك عن الثرثرة عن أحمد ثم ذاكرت دروسى ونمت متمنية أن يأتى غدا بأسرع وقت ممكن وبالفعل مر روتينى الصباحى ككل يوم حتى وصلت المدرسة بحثت عنه فلم أجده فانتظرت قدومه فوجدت عمه الأستاذ يجره بكرسى حتى البوابة ثم نهض أحمد حاملاً عكازه مودعًا عمه كنت أراقبه حتى التقت عيناه بعينى وحينها ابتسم ليقرع ناقوس قلبى له فهو أول من يبتسم لى بينما ينظر إلى عينى ياله من شعور لا يوصف اتسعت ابتسامتى تدريجيًا تلقائياً ثم اقتربت منه مسرعة وظللنا نثرثر لنجمع نقاطنا المشتركة وهكذا كل يوم حتى مر عام وعام وعام وبيننا أقوى صداقة ممكنة لا ندع شئ لا نتشارك فيه فقد كان هو من يحظى بالمركز الأول هذه المرة وانا بالمركز الثانى كما نتشارك موهبة الرسم وأتفوق عليه أنا بالتصميم ولكن هو يحب ألعاب الفيديو وانا أحب القراءة هذه النقطة الوحيدة الذى لم نلتقى بها كما قويت علاقتى بعمه فكنت استلمه منه عند البوابة وأسلمه له عندها أيضًا كان أحمد قليل الكلام ولكنه لطيف وماهر وذكى قررنا سويًا مستقبلاً أن نصير مهندسى معمار حتى لا نفترق حتى فى الجامعة جاءت الإجازة الطويلة الذى لم أتحمس لها أبد ًا منذ لقاء أحمد فى حين من قبل كنت أطوق إليها وانتقلنا للمرحلة الإعدادية لتزداد علاقتى به أكثر وأكثر وزاد تعلقى به حد الجنون فبعد المدرسة يبدأ الإتصال الفيديو والإلتزام معًا بكل شئ ومشاركة بعض بكل شئ كل شئ حرفيًا حتى أدق التفاصيل وكنا مكتفيين ببعضنا البعض حتى انتهت المرحلة الإعدادية وفى إجازة هذا العام حدث ما لا يحمد عقباه فقد مرضت أمى مرض شديد أدى إلى نقلها للمستشفى ولم يكن لدى كثير من الوقت للتّحدث معه فكل تركيزى منصب على والدتى وأحمد ليس هنا فهو أسرته تقيم فى الصعيد ولكنه يتيم الأب والأم وعمه حسن المدرس هو من يرعاه وجدته ولديه كثير من الأعمام والعمات وكذلك الأخوال والخالات فى الصعيد والذى طالما حدثنى عن جلساتهم واحاديثهم الممتعة والمثيرة رغم أنه غالبًا ما يكون منطوى ومنزوى على نفسه ولحسن الحظ كانت مدرستنا الإعدادية قريبة من المدرسة الإبتدائية الخاصة بنا فلم يكن صعب على عمه حسن أن يقله معه وهكذا المهم مرت الأيام ومرض أمى يزداد سوءًا يومًا بعد يوم فقد كان سرطان فى الدم فى مرحلته الأخيرة ومعلوم أن هذا المرض ليس له نهاية أخرى غير الموت وفى يوم ما كنت أرعى امى كعادة كل يوم أردفت أمى بأنفاس متقطعة
نادية : حياة أنا خلاص كدا كدا هموت
كدت أقاطعها بإعتراض حزين لولا ضغطها على كف يدى لأصمت حتى تستكمل قائلة
نادية : حياة انتى أبوكى لسا عايش والعنوان وكل حاجة هتلاقيها فى جرد الكوميدينو اللى جنب سريرى روحيله يا بنتى بالله عليكى وخدى معاكى شهادة الميلاد وكل حاجة هتلاقينى مجهزهاهملك
ثعلت قليلًا ومن ثم استكملت
نادية : أبوكى راجل كويس هو ميعرفش بوجودك من الأساس هو صعيدى من قنا وانا مستحملتش العيشة معاه هناك وأهله مكنوش موافقين بيا والمشاكل بنا كترت لغايت مطلقنا وانا جيت هنا وعرفت إنى حامل فيكى عدت كام شهر وقررت أقوله بس سمعت انه اتجوز فقررت أخبى عليه وأربيكى لوحدى وانا وانتى كدا كدا ملناش غير بعض آسفة يا بنتى والله آسفة مكنش ينفع اقولك أكيد كانوا هياخدوكى منى
بدأت فى البكاء وانا كذلك فحضنتها برفق لتهدأها حتى لا تتعب ولكن شعرت بأنفاسها تثقل حتى سكنت تماما فاستوعبت حينها ما حدث وبدأ صراخى يعم أرجاء المكان
حياة : ماااااااااامااااااااااااااااااااااااااااااااا متسبنيش لوحدى أرجوكى احنا ملناش غير بعض يا مامااااااااااااااا ارجوكى انا مش عايزة أب مش عايزة ولا حاجة فى الدنيا غيرك مامااااااااااااااا
ظلت تتوالى صرخاتى فى المكان حتى جاءت الممرضات وأخرجونى من هناك حينها أصبحت الرؤية ضبابية وأغشى علىّ فلم أستفق لمدة يومان من شدة الصدمة وحين استيقظت كنت وحدى..... وحدى تماماً فى هذه الحياة فقد ذهب نسيم الدنيا وألوانها قد رحلت الدنيا فما الدنيا بدون أمى وما الدنيا سوى أمى ذهب السند الوحيد
حينها فقط تذوقت طعم اليتم
.................................................يتبع
بقلمى : بسمة عنان
أنت تقرأ
فقط ضمنى إليك
Romans_الحُبّ جميل لمن يُحبَ برجولته لا بشهوته الرجل ليس إلا أمان إمرأة واحتوائها وأنت كذلك يا سكنى _أمممم _أصمت فقط ضمنى إليك