الفصل التاسع عشر

91 6 0
                                    

فى صباح اليوم التانى جمعنا كل حاجياتنا وعدنا إلى منزلنا فى القاهرة مرت بضعة أيام وكل شئ هادئ وجميل ومنظم فى الصباح يستيقظ هو ويوقظنى ويذهب ليستحم بينما أحضر أنا الإفطار وأذهب لأستحم يضب هو المائدة ويغسل الصحون ومن ثم نرتدى الثياب ونذهب للعمل إكتشفت شخصية جادة وحازمة لغيثى فى العمل لا يتهاون حتى معى نعمل حتى ينتهى الدوام قد نقضى بعض الوقت الإضافى أو نذهب لنتعشى فى مكان راقى أو نتمشى ونأكل فى الشارع وبعدها نتبادل الأحاديث ليلًا حتى ننام حتى فاجأنى غيث بأنه حجز لى موعد مع طبيبة نفسية كنت أترك العمل وأذهب كل أسبوع مرتين عرفت أن سبب مشكلتى الإنفصال المبكر عاطفيًا وأن هذه الصدمة بدأت بموت والدتى وأنى لن أتعافى بمفردى بدأت أشاركها وأشارك غيث الكثير من مشاعرى وتشتتى وفوضاى الداخلية كان هدية القدر لى كان أجمل ما فى العمر حقًا هذا ما يستحق أن يكون العوض والسند إنه يتفهمنى ويستوعبنى ويتقبلنى ويرتب فوضاى كان صديق وأخ أحيانًا وزوجًا فى لحظات عبثية كل شئ تغير بدأت أقدر نفسى أشعر بإستحقاقى وبقوتى كيف تحملت كل هذا بدأت أرى غيث تعويض مناسب وإن كان يحمل من الصفات أجودها فأنا كذلك نحن متشابهين كلانا صادق ووفى ومجتهد نحن لا تتنافس فى شئ ومن الطبيعى أن أكون مدللته فهو القوام هو لا يتفضل علىّ فى شئ هو يقوم بدوره الطبيعى فى حياتى ومن رجولة الرجل أن يعرف كيف يحتوى إمرأته لا عيب أن أكون الأنعم فأنا الأنثى وأنا مصدر العطف والحنان لا شئ يتطلب منى الإحساس بالذنب فأنا لا أكلفه بغير دوره أنا قارورته ومن الطبيعى أن يرفق بى  حتى الأمان والسكينة التى يوفرهما لى إنهم كمال رجولته وغير ذلك فهو صاحب رجولة منقوصة بدأت أرى جمال وجهى جمال طبيعى بشكل غريب وأستشعر وجوده بشكل أقوى أختلط وأنصهر معه أخبره بكل شئ أشعر بأنى موجودة ولى صوت وحضور تعرفت على الكثير من الصديقات فى الشركة وهو ترك لى مساحة أن أُضيف من يحلو لى يمنحنى الثقة دومًا ويدعمنى كما أنا أفعل معه المثل بدأت يكون لى حياة بجواره العديد من الصديقات وحضرت العديد من المناسبات لم أعد منعزلة كما من قبل الإنسان غير مهئ للوحدة أبدًا فعلًا طبع الإنسان الضعف ومن الطبيعى أن يُخطأ فانتقى فى صديقك سوءًا تقبله لسنا ملائكة ولم يختر أحد أن يكون الشيطان أبدًا والجميع بداخله خير مع تفاوت النسب لذا خلق الله بنا الرحمة وعزز من قيمة التسامح وكرمه وأجل نعمة الصبر وبغض اليأس وكره الحزن ووضح أنه من الشيطان الرأسمالية تشجع الإنفراد لتبيع منتجاتها بدأت بالتلفاز بدل أن تختلط الأسرة فى أحاديثها نجلس سويا ولكن منصرفين فى شئ آخر ولكن لم يكن كافيًا فقط اتفقنا فى نفس نوع الإنصراف فسوقت الهاتف كنوع من التواصل واليوم هو أكبر أسباب إلانفصال ومحرك للإدمان ودوافعه ومن هنا قدمت العديد من التطبيقات المجانية ولكن إن لم تشترى السلعة فإعلم إنك السلعة فكانت هذه التطبيقات تجذبك لتبيع لك الإعلانات والتلوث الفكرى وغيره لوثت عقول الأجيال وروجت لأفكار مضللة أنجبت جيل مشتت ملئ بالعطب النفسى مدمن للدوبامين السريع كسول خامل غير مسيطر على نفسه على أفكاره أنجبت جيل من الشتات فبالتالى من الطبيعى اليوم الترويج للإنعزال والإنفراد كأنه نعمة وهو أشد النقم جيل فارغ داخليًا يملأ فراغه بعلاقات وهمية على مواقع التواصل الإجتماعى او علاقات سامة تمثل مخاوفه يملأ فراغه بإدمانات مهلكة ومقارنات مع شخصيات تدعى كل شئ وتسوق للأشياء وتكون هى البضاعة أحيانًا فارغ نفسيًا لمرحلة بشعة وهش وشخصيات مهزوزة فى التعامل نبكى أنفسنا حقًا هنا حطمت قيمة الأم والأب المتمثل فى الرجل لتحطم الأسرة الأم لا تعوض أبدًا حتى وإن كان الزوج صالحًا فالجنين يتصل بأمه عن طريق هرومون الاكسوتوسين فهو يعرفها حقًا عاطفيًا معتمد تمامًا على والدته فى أول عمره أنتى يا غالية لا تستبدلى دورك الأساسى هنا لا تحتاجين لقيم إضافية وكل باقى الإنجازات هى اكسسوارات لجوهر أصلك أنتى أغلى من كل شئ
هو يصرف عليكى لأنه حقك غير متفضل عليكِ
هم يروجون لفكرة العمل وتحقيق الذات وكأنك غير محققة من الأساس يدعوكى لتحمل تعنت مديرك ولكنهم فى نفس الوقت يدعونك للتمرد على زوجك وعلى حقوقه وعلى الفضل بينكم يا رقيقتى لا تدنسى نفسك بمثل هذا الفكر كل فتاة أم بالفطرة
والرجل إنسان فى نهاية الأمر به الخير وبه الشر وكذلك نحن لسنا ملائكة إن أساء إستخدام قوامته لسوء تربية أو لسوء خلق فهو يسئ لنفسه لا دخل لباقى الرجال وفى كل أذى تؤجرى والله لا يترك ظالم يمهل ولا يهمل فهدئى من روعك جميلتى
وعودى إلى أصل الأمور الشريعة الإسلامية والسنة 
رغبت فى مشاركة وتأكيد بعض أفكارى معكم
أنا اليوم أتقبل كل شئ وأتقبلنى جملةً وتفصيلًا
لم يكن سهل أبدًا الوصول إلى هنا بكيت كثيرًا شكوت كثيرًا ودعوت الله أكثر صليت أكثر ناجيته أكثر وأكثر واجهت الكثير من مخاوفى تعرفت على الكثير منى أنا كنت أجهل الكثير عنى لم يكن سهلًا أن أرى تشوهات النفسية ولكن تقبلى للأمر وتقبل من حولى لى كما أنا دون أقنعة هون الأمر كثيرًا
وإن لم تمنحنى الحياة فرصة لأكون وسط جماعة كنت سأحتضننى أيضًا ولن أكف عن المحاولة مرارًا وتكرارًا لسنا بحاجة رجل نحن بحاجة أنفسنا كان من حولى يساعد ولكن الأساس أنا فقط من استطعت أن أبنيه بتعرفى على كل ما يخصنى وتقبله بالبحث بالسعى بالأمل بالصبر بالله بالمواجهة 
تكلفت كثيرًا لإستعادة روحى ❤️
فلقد كان لدى روح قبل وفاة والدتى كنت سوية إلى حد كبير عن الآن وكنت أؤمن بنفسى جدًا تغير كل شئ من بعدها و كإثبات للعالم بأنى جديرة للثقة إنغمست فى الدراسة ولكن الواثق حقًا لا يسعى لإثبات شئ للآخرين والنجاح العملى ليس دليلًا أنك بخير أو أنك سعيد لما تضيع سنوات عمرك فى شتات ومن الممكن أن تستثمر بعض اشهر فى تنظيم نفسك أعلم أنه صعب ولكن الأمر يستحق أنا أستحق أن أنعم بكل النعم دون فكر وعاطفة مشوهين أن أرى فضل الله أن أرى جمال الحياة أن أحيا
أنا بطلة قصتى وكذلك جميعنا يجب أن تكتب قصة تليق بك كن رحيمًا بنفسك
أفكار منظمة لأول مرة داخل رأسى الجميل هذه المرة وكل مرة أنا جميلة دائمًا تعلمون أنا سعيدة إلى حد كبير
اليوم كانت آخر جلسة نفسية أخبرتنى طبيبتى أنى بأفضل حال وأن أذهب لزيارتها بين حين وحين لأنها ستشتاق لى وكذلك أنا كانت جزء من رحلتى للتعمق فى بحر ذاتى
قدمت على تحضير الدكتوراة شجعنى لها غيثى مرارًا ولكنى كنت فقدت الرغبة بكل شئ أصابتنى فترة من الخمول والكآبة فى رحلة العلاج واستسلمت لمشاعرى كان يسمح لصديقاتى بالتغيب لزيارتى حتى لا يتركنى لرأسى كثيرًا ولكنى اليوم أُقبل على الحياة مجددًا وكأننى لم أمت أبدًا و يبدو لى العالم ملون فلما كان الأسود يسيطر على كل شئ سابقًا الحمد لله .
الحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه
أشعر بأنى فراشة وكما تعلمون للفراشة أثرٌ لا يزول
سأخبر غيث بالقدوم مبكرًا للمنزل اليوم فلدى مفاجأة .................... يتبع

فقط ضمنى إليكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن