١١| اميال من النسيان ...

658 33 9
                                    



انه آخر كأس بالفعل .. زجاجة النبيذ فارغه .. القى بها بعيدا بعد خيبة امله منها لينهض من على مقعده متوجه للوقوف امام نافذة مكتبه

كان يفكر كثيرا بأشياء عديدة.. مواقف من ماضيه و حاضره .. أشياء يرفض نسيانها رغم عدم تحمله لتذكرها ..

ليت بمقدورنا التحكم بعقولنا .. لننسى كل تلك الذكريات المؤلمه

ذلك الماضي الذي حولنا لوحوش بشريه دون احاسيس .. أجساد تتحرك دون أرواح تتحكم بها .. ضمير منعدم ووجدان ميت ..

صمتنا العميق هذا في حضرة هذه الذكريات ليس سوا خوف منها ..

خشية من ان نعيدها في حاضرنا الذي نجاهد فيه ..

نحن نعيش فقط لشي واحد .. الألم .. من هم من انواعنا لم يُخلقوا سوا ليتعذبوا

قاطع تفكيره دخول والاس

استدار لويس ينظر اليه بعينان راجية رغم موت تعابيرها

ابتسم والاس بخفة : سيدي .. لقد تمت المهمه ..

تنهد لويس براحة بعد ضيق اعتصر قلبه

هذه الشركة .. لم يتبقى سواها من ذكرى والدته .. انها تعب حياة والدته و مشقتها .. دماؤها قد وضعتها في هذه البناية ..

انصرف والاس تاركا لويس لوحدة ..

ابتسم الاخر باتساع ليغطي وجهه وكأنه عاد من حرب استمر لسنين .. خوفة الذي اجتاحه من خسران ذكراها الوحيده ..

يقسم انه لن يمنحها لشخص آخر سوا على جثته .. ان ارادوها .. فليقوموا بقتله أولا

..............

الساعه التاسعة صباحا

دخل لويس لشركته كعادته يسير بهيبته بين موظفيه متوجه لمكتبه

جلس على مقعده ناظرا للارجاء ليتنهد ..

دخل والاس : صباح الخير سيدي ..

هز الاخر رأسه بالإيجاب ليمسك بالملف من يد والاس

بينما يتصفحه بيده : ماذا عن ايسابيل ..

-    لا يوجد أي خبر عنه.. يبدو انه غادر

اغلق لويس الملف : لا اعتقد انه اتى لأجل الشركة ..

-    ماذا تقصد ؟

-    لست اعلم .. انه يخطط لشيء ..

-    هل تعتقد ان الرئيس له يد بذلك ؟

-    اجل .. ايسابيل لن يتجرأ على شيء دون دعم من العجوز ذاك ..

-    سأراقب تحركاته

-    احذر ..

ابدى والاس احترامه لينصرف ..

امسك لويس بهاتفه ما ان تلقى رساله .. انه ديميس

كَهْرَمَان | عَنبَر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن