١٨| داءٌ ام دواء ! ..

480 27 1
                                    

ليست اول مرة استيقظ لوحدي ..

الى اين ذهب مجددا؟ لست مستغربة لكنني ... اشعر ان هنالك خطب ما

لم يكن على طبيعته بالأمس .. 

تذكرت للتو عمل فني من خشب اللايم ! للفنان ايد اليوت .. اشتهرت اعماله ومنحوتاته الفنية بطبيعتها الحزينه ..

منحوتات لأناس اغرقتهم الجروح .. لم يقم بمعالجة تلك الاضرار في القطع الخشبيه بل استعملها لتضفي جمالا طبيعيا لتكون محور عمله ..  في رقصة بين الحياة و الموت .. الولاده و الفناء ..

كانت تلك المنحوته في وضعية من الانزواء و الانغلاق على الذات لتصور لنا محاولة إخفاء مشاعر معقدة مشربكة من الألم ، الغضب ، العجز و الحزن  ..

بعد دراستي عنه ايقنت ان جروحنا و مصاعبنا هي ما تشكل شخصياتنا هذه .. عامل بارز و عنصر فعال لإكتمال مواقفنا .. ورسم ملامحنا و صنع تعابيرنا ..

لا اعلم ما الذي عاشه لويس في حياته لينغلق على ذاته هكذا ..

هو لا يطلعني على أي شيء وكأنه يخشى ان اتدخل بنمط سير حياته .. اشعر انه يعاملني كشيء زائد في حاضره .. لست جزء من مستقبله او خططه ..

مع ذلك .. صمته هذا يجبرني على التشبث به اكثر ...

مع عنادي المثالي  ... اريد ان اجد ماضيه .. ان اعرف كل شيء عنه .. لن اتوقف عن البحث لويس ..

................

قام بإشعال سيجارته بينما يقف على سقف مبنى شركته ينظر للشوارع و المباني .. لهذه الحياة التي تضج صخبا ..

سمع صوت احدهم يسير خلفة ..

- والاس ..

- سيدي ..!

استدار لويس : ما الامر؟

- كنت ابحث عنك فحسب .. هل كل شيء على مايرام؟

- اجل .. هل كنت تريد شيء ؟

تقدم والاس ليقف بجانبه ينظر للامام : انت تعلم انني لست هنا لطلب شيء .. هل حدثت مشكلة؟

تنهد لويس : الامر معقد جدا والاس ..

عقد الأخر حاجباه : لما؟

- انها كريستي ...

- هل هي بخير؟

امسك لويس بسيجارته لينظر لوالاس : توقف عن طرح الأسئلة .. دعني انهي حديثي

- امرك..

- لنعد لموضوعنا .. كريستي ابنة اخ ديميس ..

صُعق والاس من ذلك لينظر بريبة لسيدة الذي يبدو انه ليس مهتما بذلك .. ملامحة بالكاد تحمل تعابير انزعاج او ايًا كان ما يشعر به ..

- كريستي كاميلان؟؟

- اجل ..

- لما لم نعلم بالامر مسبقا؟؟

كَهْرَمَان | عَنبَر حيث تعيش القصص. اكتشف الآن