كيف ابدو ؟!
التفت حول نفسها امام المرآه بابتسامة تشق وجهها : ابدو جميلة بالفعل
اختفت ابتسامتها تدريجيا لتحمل قطعة منديل قماشي تمسح احمر الشفاه الذي ظنت انه جميل
لم يأتي ببالي هذه اللحظة سوى " أنيتشا " للفنان كروستيفر ريمرز !
لوحة عدم الدوام كما وصفها استاذي ذات يوم ... تصور لنا كل ماهو فانٍ و قابل للزوال .. في الحقيقة هي صورت كل شيء .. فحتى قطعة المنديل هذه ستفنى ..
بداية من اكبر شيء حتى الأصغر .. سيزول الأثر أيضا ..
كذلك البشر .. تزول مشاعرهم و احاسيسهم .. ذكرياتهم و ارواحهم .. مقتنياتهم وكل شيء ..
لا احد خالد .. ولا قلوب دائمة ..
فصل الشتاء أيضا قارب على الزوال .. لكنه سيعود اليس كذلك؟ في دورة الحياه هذه .. الا يعود كل شيء؟؟
اقتربت من لوحتها تلمسها بأناملها .. برقة و بحذر
هذا الرجل الذي استوطن عقلي ..
عيناه .. انفه الحاد .. شفتاه ... لم امل من رسم تعابيره و تفاصيله الجميلة ..
لكن ... السؤال هنا ! هل استطيع اكمالها؟
جلست على الأرض تضم ساقيها و لازالت تتأمل اللوحه ..
هل سأتذكر مشاعر معينه عندما اراها بعد سنين طويله ؟ لا أزال أعيش سعادة تلك اللحظة لكن ... هل سيستمر هذا؟
............
حملت حقيبة يدها لتمسك بهاتفها ..
هو حتى لم يرسل رساله...
ارتدت حذاءها بتثاقل لتسير متوجهة للخارج
عندما فتحت باب شقتها تفاجأت برؤية لويس يقف امام الباب ..
- لويس!؟
اطفئ سيجارته بينما ينظر اليها ..
شعرت بالغرابه من نظراته : لما انت هنا؟؟
- نتحدث ..
- ماذا؟
- دعينا نتحدث ...
تنهدت بقلة حيلة متقدمة للامام : ليس لدي شيء لقوله ..
ارادت ان تغلق الباب و تكمل طريقها لكنه حاصرها .. دفع الباب بخفة ليُفتح
- عودي للداخل كريس ... لدينا حديث لنجريه ..
أغلقت عيناها بتعب لتعود ادراجها للداخل بالفعل .. اغلق الباب خلفة بعد دخوله ..
عكفت يديها بضجر : تحدث ..
أراد ان يبدأ حديثه لولا ان لفتت انتباهه تلك اللوحه خلفها .. بقي ينظر اليها لفترة قصيره حتى استوعبت كريستي الامر ..
أنت تقرأ
كَهْرَمَان | عَنبَر
Romanceفي غاية الندره .. كأنها ياقوت بل ابهى .. آية من الحُسن صُورت لتغني لحنًا خافتًا مترنما ذات عيْنان تحمل غُبار نجم متوهجا .. عينا الكهرمان .. اقتحمت قصر قلبي المهجور لتضع يديها عليه .. تداعب احاسيسي بشيء من اللطف آسره اتخذت قلبي و عقلي سَبَى جنودً...