البارت الثامن والعشرون

27 3 0
                                    

مرت ثلاثه أشهر علي ذلك الحال
ادم وبيلا يعيشان أجمل أيام حياتهما
بسمه تحاول تجنب محمد قدر استطاعتها بعد ما نطق به ذلك اليوم ساره لا تزال في غيبوبتها أمجد تدهورهت حياته للأسوأ

: وبعدين عدت سنه تفتكري لسه مكملين مع بعض !
-مش عارفه يارودينا بس انا متأكده انها لسه معاه
-انا لازم اروح ياطنت أعمل حاجه انا مش هسيبه يضيع مني
-خلاص انا عندي فكره .......اسمعي اللي هقولك عليه وتنفزيه بالحرف الواحد ..............

كانت تجلس في الحديقه علي تلك الأرجوحه تتمايل بها للامام والخلف بهدوء ونسمات الهواء تلفح بشرتها الناعمه
ليقترب هو من خلفها يمسك بالأرجوحه ليوقفها ويجلس بجوارها ينظر لها بصمت يتأملها بعينان فاحصه مما جعلها تشعر بالحرج والتوتر لتبعد انظارها عنه متسائله : مالك بتبصلي كده ليه !
اردف لها بصوت أجش هادء : مش مصدق انك معايا .....
ابتسمت بخجل: هروح فين يعني
نظر لها بجديه وقلق مردفاً : خايف افتح عيني فيوم ملاقكيش معايا .....خايف اصحي الاقيكي اختفيتي زي المره اللي فاتت .....خايف انك تضيعي مني .......
تلك الكلمات لمست قلب تلك المسكينه لتشعر بالاسي والحزن انه فقط يشعر بالقلق من فقدانها ماذا سيفعل اذا علم بما سيحدث بعد ثمانيه اشهر ! ماذا سيفعل اذا علم انها ستموت للابد لن يراها مجددا ! هل كان اختياراها هذا هو الصواب؟ هل هي ضحت بنفسها فقط أم هي تضحي به هو إيضاً في سبيل أن يظلا معاً
-بيلا سرحتي فإيه ؟
-ها ...لا ابداً انا بس تعبانه شويه
-انتي كويسه نروح للدكتور؟؟؟
ابتسمت له بيلا بخفه : متقلقش انا مش ضعيفه زيكم مفيش حاحه هتأثر فيا غير خبطه عربيه مثلاً
انهت جملتها بأبتسامه مستفزه لتشعل نار غيرته
-بجد واللهي.....خبطت عربيه اه عشان نلاقي واحد جديد لازقلك مش كده ؟ ......لا تعالي اخبطك انا بالعربيه اسهل لو عاوزه
ضحكت بشده علي ذلك الدخان الذي تكاد ان تقسم ستراه بعد قليل يخرج من رأسه من كثره الغيره
-انا بهزر يادومه
نظر لها بقله حيله : اه هو محمد عداكي ......بس تصدقي (اخفض ادم صوته وهو يهمس لها ) طالعه منك احلي من الواد الفقري ده
ليقفز امامهم محمد بوجه غاضب مضحك: بقي كده يادومه .....دانا اللي هشيل خشبتك
زفر ادم بملل محولاً عينيه للجهه الاخري : هنبدأ بقي .....فين بسمه !
-مش عارف فاوضتها تقريباً لسه مصحيتش
-مممم البت دي فيها حاجه بقالها فتره ....اطلع صحيها يامحمد
-طيب حاضر
صعد محمد على الدرج بتردد هو ايضاً يلاحظ ان بسمه ليست علي عادتها منذ فتره لكنه لا يعرف السبب هل ربنا وقعت في الحب ! هل يعقل ان يكون احدهم سرق قلبها!!! هل ستبتعد عنه!!!
صعد ليطرق الباب
فتحت بسمه معتقده انه ادم او عفاف او بيلا كالعاده
ولكن كانت الصدمه عندما وجدت محمد امامها فهو لم يصعد قط ليوقظها من قبل !
:م...م...محمد
:ايه يابسمه كل ده نوم
:ها لا انا بس سهرت شويه ....انزل وانا هاجي
لاحظ محمد التوتر في عيناها لما هذا التشتت ! ماذا بها وجهها لا يوحي انها نهضت تواً من نومها! هل كانت تتحدث مع احد!!! لا تريدهم ان يعلمون ؟؟؟
:مالك يابسمه
:ها ابداً مفيش
كادت بسمه ان تغلق الباب الا أن محمد وضع يده مبعداً الباب للخلف ليفتح
:ايه اللي بتعمله ده يامحمد انزل لو سمحت
:مش هنزل يابسمه
: يعني ايه يعني لا انزل يامحمك عيب كده انزل وانا هاجي
:كنتي بتكلمي حد يابسمه؟؟!
:ايييه اللي بتقوله ده انت اتجننت ولا ايه
:متعليش صوتك
: طب وسع يامحمد
كادت ان تغلقه الا ان محمد حاول ان يفتحه مما جعل بسمه تقع ارضاً ليدخل محمد الغرفه مثل المجنون ليمسك بهاتف بسمه التي فور دخوله نهضت بغضب مقتربه منه
: محمد اطلع بره بقولك والا هنادي ادم
انتهت جمله بسمه لتسمع صوت ادم الصاعد علي الدرج : محممممد.......بسممممه
عند سماع بسمه صوت ادم كادت ان تخرج من الغرفه لتناديه لكن كان محمد اسرع منها ليركض للباب مغلقاً اياه ويلقي ببسمه علي الحائط ليضع يده فوق فمها وبيده الاخري يشير لها باصبعه امام فمه بالسكوت
كانت بسمه في حاله يرثي لها فوجنتاها اصبجت كالطماطم وعيناها علي مصريعهما وانفاسها تتقطع من اقتراب ذلك الغبي منها
طرق ادم الباب : بسمه ...؟ بسمه اصحي ...؟؟؟ هدخل ؟!
همس محمد في اذن بسمه بهمس رجولي جعلها تتوتر اكثر : قوليله انك صحيتي
مبعداً يده عن فمها لكن لا يزال مقترب منها يمسك بقبضه الباب بيد ويده الاخري محاصراً بها بسمه
لتنطق من بين شفتاها بتوتر: ا...انا .... صحيت ياادم
: طب يلا حبيبتي عشان نفطر الواد محمد مجالكيش !
همس محمد مجددا في اذناها : قوليله اني قولتلك هاخد شاور واحصلكم
وبالفعل قالت ما قاله
: طيب ماشي انا هستناكي انا وبيلا تحت يلا
:ح...حاضر
ابتعد ادم عن الباب نازلاً الدرج مجدداً ليذهب لبيلا في غرفه الطعام
ليفتح محمد الباب بخفه ليري ان لا احد امام الباب ليغلقه زافراً انفاسه بارتياح لينظر لتلك التي بين يديه تستند علي الحائط وماتزال في تلك الصدمه تنظر لعيناه بتوتر وارتعاش
ليهمس لها بصوت خافت : بسمه انا ب....
ابتعد محمد فور استعابه لما كان سينطق ابتعد عنها واضعاً يده علي رأسه بتوتر : انا هروح اخد شاور واحصلكم .....سلام
ذهب محمد من الغرفه تاركاً تلك الصغيره تائهه تتسارع ضربات قلبها بشده تحاول ان تقف علي قدماها اللتان لا تحملاها بعد الان
.
.
.
: ايه فينها
:قالتلي هتنزل
:طيب ..... انا هروح التويلت وارجع
ذهبت بيلا الي الحمام بسبب ذلك الألم الرهيب الذي هاجمها فجأه ممسكه قلبها بشده
:سيدتي هل انتي بخير
:نع....نعم نعم ياميكيلا بخير
:سيدتي انتي تتألمين والألم يزداد
:لا يهم ..... المهم ان لا يعلم أحد بما يحدث ياميكيلا
:لا تخافي ياسيدتي روزيلا عندما سألتني قلت لها اننا مازلنا نبحث عن صاحب الرباط
: احسنتي

كادت تقطع انفاسها تطلب الرحمه من ذلك الشعور تشعر بذنب وألم كبير يجتاح كيانها
لكن فجأه ظهر ذلك الضوء الابيض من بعيد ليعيد لها كل الذكريات الماضيه تبكي بحرقه علي ما فقدته الجميع تركها لم يعد لها أحد لما تريد أن تكون في ذلك العالم الغبي فلا أحد هناك يريدها الجميع تخلي عنها وتركها وحيده بلا أب او اخ وحتي زوجها ..؟؟؟؟
لكن لكنها يجب ان تصلح ذلك أجل انها تشعر بلمسات احدهم هناك احد بجوارها! هناك اجد يتمسك بيدها كل يوم !
ركضت باقصي سرعتها نحو الضوء ليزداد مما جعلها تغلق عيناها بشده وتفتحها لتجد انها تنظر الي سقف ابيض ليركض الجميع نحوها لحظه؟ من هؤلاء ! كيف ! اين انا؟! ............لينادها احدهم بلهفه : ساره انتي كويسه لتنظر له بتمعن منصدمه مما تري امامها لتنطق بصعوبه بصوت هامس : م...م..مر....مروان؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

من عالم أخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن