فتحت عيناها لتجد نفسها في غرفه نصف مظلمه بدأت بالبحث بعيناها يميناً ويساراً تحاول التعرف على المكان الغريب لكن كانت الغرفه شبهه خاليه لا يوجد بها سوي سرير مهترء وطاوله في زاويه من زوايا الغرفه ومرآه منكسره.........
لم تمضي سوا بعض الدقائق علي دخول ذلك الشخص المغطي بالقناع الي الغرفه متجهاً بهدوء نحو السرير ليجلس على طرفه بسكوت ......
ابتلعت بيلا لعابها ناظره لذلك الادمي امامها مردفه بخوف : انت مين وانا فين ؟
لكن لم تجد اي اجابه منه فقط ينظر لها من خلف ذلك القناع الملئ بالدماء ببرود تام....مرت دقيقتين على ذلك الحال
ليتحدث اخيرا ( so! its u ) (اذاً انها انتِ)
كانت بيلا لا تفهم اي كلمه ينطقها لقد تعلمت اللغه العربيه العاميه بصعوبه لتجد ذلك الشخص يتحدث بلغه غريبه لا تفهم معناها قط
ابتسم من اسفل ذلك القناع المخيف نهض من امامها بهدوء تام متجهاً خارج الغرفه ...ليتركها وحدها علي ذلك السرير القديم المهترء
كانت بيلا لا تزال على ذلك السرير بفستان زفافها الثقيل تنظر الي المرآه المقابله للسرير او بالاحري تنظر الي شذايا الزجاج المتبقي من تلك المرآه المكسوره بدأت عيناها تطلع العنان لدموعها لتسقط بهدوء علي وجنتاها متألمه على ما هي فيه الا يكفي ان موتها كان قريب ليقرر القدر عدم جمعها بحبيبها ادم بمن احبت وعشقت بذلك الرجل الذي اقتحمت حياته بلا مقدمات لنكون دقيقين اقتحمت منزله بالاخص مطبخه بدون اي مقدمات تسلل لقلبها ليجعلها تعرف ما هو الحب ما معني تلك النبضات ما معني تلك الحياه ما معني لمسه اليد التي تجعلها في قمه سعادتها تلك الضلوع التي تضمها وقت خوفها من العالم التي تغرق فيها لتحتمي من ذلك العالم المخيف لماذا ايها القدر الا تريدني ان اكون سعيده ولو للحظه الا يكفي ما حدث لي حتي الان الا يكفي موتي الذي علي المشارف امنيتي الوحيده كانت الزواج منه قبل ان اموت لكن لك رئي اخر ايها القدر اقتربت نهايتي اكثر مما كنت اظن ...
ظلت بيلا علي تلك الحال لربما ساعه او اثنين او اكتر من يدري فلا توجد ساعه في تلك الغرفه الموحشه .....
مر يومين على وجود بيلا في تلك الغرفه بدون طعام بدون ماء فقط انهيار فالبكاء
شعرت بيلا بصوت اقدام احدهم يقترب للغرفه ليدخل رجل طويل القامه وعريض البنيه يرتدي بذله سوداء واقترب منها ليمسك بيدها بقوه ساحباً اياها للباب بدأ الرعب يدب في اوصال بيلا لتصرخ وتحاول مقاومته : انت موديني فين سيبني ارجوووك سيبني
وبدأت فالانهيار ومحاولات منها فاشله لمقاومه ذلك الوحش الممسك بمعصمها بقوه تألمها بدأت تنهمر الدموع منها وهي تصرخ بشده وبدأ يتجه بها ذلك الشخص في ممر مظلم جزئياً تملأ جدرانه الدماء والصدئ تذكرت بيلا ولوهله تلك الغرفه الحديديه اسفل مكتب ادم...تلك الغرفه الموحشه التي تملأها الدماء علي جدرانها غرفه بلا اي منفذ للاكسجين تذكرت كيف كانت ترتجف وقتها هي وميكيلا تذكرت كيف كانت تعابير وجهه في ذلك اليوم تلك النظره التي ارمقها بها وعنفه عليها بلا اي سبب تذكرت كيف وضعها بالاسفل بكل برود اعصاب لم يشفق علي حالها ولو للحظه ايعقل .....؟؟؟
بدأت الشكوك تتلاعب بعقل بيلا بخوف ورعب شديد من ذلك الممر الطويل وتلك الذكريات التي تهاجم عقلها بشده لا لا يمكن مستحيل بالتأكيد هذا فقط من وحي خيالها من خوفها من بشاعه المنظر بالتأكيد تفكيرها مخطئ
انتهي الممر الطويل اخيراً ليقف ذلك الضخم امام غرفه يقف امامها شخصين اخريين طويلين القامه بنفس تلك البذله السوداء
فتح الرجل الباب ليلقي بيلا في الارض مغلقاً الباب خلفها نظرت بيلا للباب متألمه اثر سقوطها لتنهض بتعب من علي الارض تنظر حولها لحظه ماذا ؟؟؟؟؟؟؟
ادم ..... انها لا تتخيل بالتأكيد انه هو امامها بشجمه ولحمه نهضت بسرعه متجهه نحوه لترتمي في حضنه ببكاء وصرخات تقطع قلب من يسمعها : ادم انت هنا انا مش بتخيل صح
رفعت نظرها لوجهه لتري ذلك الوجه المتحجر الذي كان على ذاكرتها منذ قليل اجل تلك النظرات ذلك الشرار الذي يخرج من عيناه كأن ذلك اليوم يعيد نفسه رفع ادم يده بكل برود مبعداً بيلا من بين حضنه نظرت له بيلا بصدمه ودموعها تنهمر علي وجهها صامته تنظر له تنتظر اي تبرير لذلك البرود تبرير لتلك النظرات تبرير لابتعاده عنها تبرير لعدم خوفه ولهفته عليها ......تبرير؟ تبرير لوجوده هنا من الاساس......
اتجه ادم لكرسي في منتصف الغرفه بكل برود ليجلس عليه ينظر لها بكل ما تحمله الكلمه من نظرات كالنيران تأكلها
ركضت نحوه : ادم مالك؟ انت .. انت جيت هنا ازاي و واحنا فين وليه احنا هنا انا كنت خايفه اوي
كان الصمت اجابته الوحيده لها مع تلك النظرات الجامده
-ادم رد عليا انت ساكت ليه ... رد
نظر لها ببرود : ارد اقول ايه ؟
-رد قولي احنا فين قولي ليه احنا هنا قولي انت جيت ازاي قولي اي حاجه ياادم
-انا مستنيكي انتي اللي تقولي
-اقول؟ اقول ايه ( كانت نظراته البارده تقابلها نظرات بيلا المتحيره ممتلئه بدموعها )
- تقوليلي ليه ؟
-ليه ايه ياادم انا مش فاهمه حاجه
-ليه عملتي كده؟
-عملت ايه ياادم بطل الغاز
نهض ادم من علي الكرسي واقترب منها ليرفع يده بكل قوه صافعاً اياها لتقع علي الارض في صدمه تفتح عيناها علي مصريعها تنظر للارض وشهقاتها تسبقها لتسمع صراخه الذي هز اوصالها : انتي هتستعبطييييي يابت انتي
رفعت عيناها له وهي تملأها دموع الصدمه وشهقاتها لم تفارقها وقلبها بتلك النبضات السريعه : انت بتقول ايه
جلس امامها علي ركبتيه ممسكاً بشعرها بقوه لتتألم وتصرخ بين يداه التي اطبقت علي شعرها : بقووووول انك واحده خاينه وزباله واني كنت غبي لما اديتلك الامان
كانت تسمك يده بيداها متألمه تحاول ان تبعد يده عن شعرها وتنهمر الدموع علي وجهها : حرام عليك ياادم ااااه سيبني انت بتوجعني
نظر لها صارخاً بغضب : وجععع هو انتي شوفتي وجع .... هدوقك وجع قلبي وكسرته اضعااااااف يا ( نظر لها باستهزاء ) بيترونيلا ده لو هو اسمك الحقيقي اصلا .... وتركها ترتضم بالارض سانده علي يدها بتألم لازالت في حاله صدمتها تنظر له غير مصدقه لما تراه اجل هذا هو ادم الكيلاني وليس ادم الذي عشقته ايعقل اكان يضحك عليها تلك العروق البارزه في رقبته اجل هذا هو الوحش الذي تعرفت عليه في تلك الليله التي اعتقدت انها اجمل ليله في حياتها لكن لقد اخطأت فمعرفت هذا الوحش هي تعاسه لها
اين حبيبها الذي عشقته اين حبيبها الذي من اجله ضحت بحياتها التي اقتربت من الانتهاء هل هذا هو الشخص الذي اختارته علي حياتها ؟
اتجه ادم مجدداً لذلك الكرسي ليجلس عليه مجدداً
نهضت بيلا بتألم لتنطق بتألم جسدي مصاحب لتلك النغزه فى قلبها لتردف ناظره له بتعجب : انت مين ؟ انت مستحيل تكون ادم اللي انا اعرفه مستحيل تكون الشخص اللي كان معايا من يومين مستحيل تكون الشخص اللي قال انه بيحبني وميقدرش يعيش من غيري ( لتصرخ بوجهه باكيه ) انت مييييييييييين ؟
رفع حاجبه ناظراً لها : واللهي انا اللي عاوز اسأل انتي اللي مين متبطلى لف ودوران
-لف وايه...؟ انت بتقول ايه بجد انا مش فاهمه حاجه منك
-اعملى عبيطه وانا عبيط وهصدقك زى مصدقتك قبل كده
-لا انت بجد مش طبيييعي
-متجيبي من الاخر ادوكي كام
-هما مييييين دووول
-اه رجعنا للاستعباط بقي .....عارفه لولا اني دخلت العالم بتاعك بنفسي وانى طلعت ليا اسم فالحوار كنت قلت انك بتألفي عليا بس عادى عرفوا يلعبوها صح ويجيبوا الشخص الصح
-لا بجد انا مش فهماااااك في ايه ياادم
-انتي تسكتي خالص
نطق بتلك الجمله صارخاً بها ناهضاً عن الكرسي لينهال عليها بالصفعات المتتاليه
حاولت بيلا النهوض وابعاده عنها ولكن بائت محاولاتها بالفشل فقط تحاول صد صفعاته لم تكن تشعر بشئ فتلك اللحظه سوي ألم قلبها الذي انفطر لأشلاء ليت ميكيلا هنا ليتها هنا لتتحول لاي حيوان ضخم تحمها منه بدأت تتذكر تلك الايام والسنين التي عاشتها في فالينسيا تنهمر الدموع من عينيها وهي تتذكر كل ذكري مع ميكيلا في ذلك المنزل الصغير بدأت تتذكر اعتراف ادم لها بحبه وانه لا يستطيع العيش بدونها وكم كان يتألم من البعد عنها تذكرت ضحكاته تذكرت كلامه لها تذكرت كل شئ جميل لقد كان كذبه فقط مجرد كذبه وبين تلك الذكريات لفت نظرها مسدس ادم خلفه وبحركه منها اخذت المسدس لوهله توقف ادم ناظراً لها بحذر ولكن ما كان يتوقعه خاب
بدأت بترونيلا بالنهوض وهي تراه ينظر لها بحذر لتنظر له بكسره ويعناها تتساقط منها الدموع لتنطبق بصوت مبحوح من بين شهقاتها : متخافش مش هموتك ولا عمري هعرف اذيك
وبدأت بوضع المسدس عند رأسها تنظر له تنتظر منه اي رده فعل ولكنه كان يقف كالصنم ينظر لها بجمود نطقت وهي تبكي بحرقه : يااااه للدرجادي للدرجادي انا مش فارقه معاك للدرجادي مش هامك لو انتحرت دلوقتي كان كله كدب صح انت محبتنيش انت استغلتني كنت بتمثل عليا؟ طب ازاي دانا كنت شايفه كل نظره فعينك نحيتي مليانه حب طب ليه ؟ ليه تعمل كده ؟ تخطفني وتبهدلني من غير اي سبب دانا اخترتك انا اخترتك علي حياتي انا قربت اموت عشان بس افضل معاك انت ليه كده
نظر لها ادم ببعض التعجب ليردف ببرود : نزلي السلاح يابيلا
ضحكت من بين بكاءها باستهزاء : هاهاها فارقه معاك ولا لسه مشفتش غليلك وعايز تكمل ضرب حاسس انه مش كفايه بس انا هخيب املك
وضغطت بسرعه علي المسدس امام رأسها
أنت تقرأ
من عالم أخر
Mystery / Thrillerهل هي صدفة أم قدر وهل لتلك المقابلة أي تأثير فحياتهما ..! هل يمكن للحديد ان يلين بدون حراره ام سيظل كما هو ....؟! روايه خياليه عن عالمين مختلفين ولكن عندما تجد البطله البوابه الزمنيه لعبور العالم الأخر سيبدأ كل شئ بالتغيير .......