11

501 35 80
                                    

يستيقظ ذلك الصغير على ذاك الفراش ... يفرك عيناه بنعس و بتثائب ... نظر بجانبه ليصادفه ذاك الوجه الملائكي ...
ابتسم بخفة و هو يرى خطوط الشمس تتسلل الى ذاك الوجه ...
مد يده و سمح لها بتلمس ذاك الوجه ...
هو ما زال غير مصدق لما يراه ...
في العادة هو يستيقظ و حوله سحابة من دخان السجائر ... و صوت التلفاز العالي ...
و الآن يقابله هذا الوجه  ...
استيقظت الاخرى و نظرت اليه و هو يتلمس وجهها بيده الصغيرة

__________________

ابتسمت له ...
-هل نمت جيدا ؟
-اوه ... اجل ...
-اين كنت تنام في منزل والدك ؟
-اه ... كان لدي فراش و وسادة بجانب النافذة ...
-على سرير ؟
هو اعتدل بجلسته على السرير ثم نفى برأسه مع ابتسامة ...
-هذه ... المرة الاولى ... التي انام بها ... على سرير ... لا انكر ... انني كنت استلقي على السرير و لكن ليضربني ابي ليس الا ...
هي استقامت بدورها و ضمته الى صدرها ...
-لا باس صغيري ... انت معي الان و لن اسمح لاحد بفعل شيء بك ... ستكون في حمايتي صغيري ...

__________________

هو عاد بذاكرته الى يوم البارحة حيث تم اخراجه من المشفى و كيس المحلول متصل في يده بانبوب رفيع
و كان والده يقود السيارة التي تحمله و تحمل والدته الى منزلها كما وعد ...
و هو رغم المه كان سعيدا ... و رغم علمه ان سعادته لن تكون دائمة ...
و لكنه كان يشعر بالسرور ...
و كان قد اطرب مسامع والدته و ازعج خاصة والده بغنائه
-انا سعيد انا فرح ... اشعر بالسرور ... اشعر بالسعادة ...
-يكفي يونغي ... لقد اصبتني بالصداع ...
-دعه يغني كما يحلو له   ...

__________________

هو نزل برفقة والدته و تمشى معها عبر الممر في الحديقة غير ابه لكلمات والده التي القاها قبل ان يغادر 
-شهر واحد فقط ...
هو دخل مع والدته الى المنزل و دخل معها الى المطبخ و جلس على كرسي بجانب والدته التي بدأت باعداد قالب حلوى
-اتعلمين انا سعيد جدا ... بهذا القدر ... لا لا ... بهذا القدر ... لا بل اكثر
تكلم و هو يباعد بين يديه محاولا ان يشرح لها كم هو سعيد ... و الاخرى قهقهت عليه
-و انا سعيدة لاجلك صغيري

__________________

هي انتهت من اعداد قال الحلوى و قطعته بشكل مرتب و وزعته بينها و بين طفلها ...
و الاخرى عادت لتضحك عليه و هو ياكل بشراهة
-يونغي ... لن ياكلها احد سواك على مهلك ...
-انه لذيذ ( تكلم و فمه مملوء بالطعام )
-ياه يونغي ستختنق ...
هو للحظة صمت و بدء ياكل بهدوء ...
و لكن لم تكن ملامحه سعيدة ...
لقد تبدلت الى اخرى حزينة

__________________

والدته تظن انه سيختنق بالطعام و لا تعرف بانه في الاساس لا ياكل جيدا ... بل انه ياكل ما تبقى من الطعام ...
و ماذا لو علمت بانه كان يختنق بسبب الحبال التي لفت على رقبته فقط لاثارة الرعب في نفسه ...
و كم عدد المرات التي غمس بها وجهه بالماء حتى تكاد روحه ان تخرج من جسده ...
« يونغي ... انت ستموت ... »
هو سمع ذلك و وقف ... ثم ابتعد عن طاولة الطعام و اتجه نحو حقيبته متناولا الدواء بسرعة ...
رغم توصيات الطبيب بان الادوية لن تعود لتنفعه و لكنه مصر على اخذها
ليس لانه يخاف الحقن و لكن ... والده نسي او ربما تناسى وضعها في حقيبته ...

__________________

والدته تبعته بقلق و لكنه اخبرها انه بخير ثم قضى فترة المساء مع والدته جالسين في الحديقة و هو يضحك كيف ان قدماه تلامس العشب و تدغدغ باطن قدميه
و والدته التي قدمت له قدحا من الشاي تكلمت
-و ماذا ايضا ... همم ... كيف هي المدرسة ...
هو عاد لصمته و تمسكت يداه بقدح الشاي و ناظره بحزن
-انا ... لا اذهب كثيرا ...
-لما يونغي ؟؟؟
-انا  ... انا اذهب للمدرسة ثلاثة ايام في الاسبوع ... فقط
-لما ... ماذا حدث ... و باقي الايام يون ؟
هو اعاد نظراته الحزينة  لتلتقي مع خاصة والدته لينطق
-اكون في ... في العمل ...

__________________

يتبع ...
.
.
.
صدمة صح ؟ ... يونغي يعمل ؟؟؟
.
.
.
توقعاتكممم ...
.
.
.

قيود وهمية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن