/1/

467 34 8
                                    

اسبانيا / مدريد

لدرجة ما الحياة كانت روتينية و رغم ذلك هو يجلس خلف مكتبه الابيض يهمهم بهدوء يستمع الى شكوى المريض امامه ، عمل الطبيب النفسي ليس سهلا لكن مهلا راتبه جيد ، انتهت جلسة اليوم و أشار الطبيب له بالخروج لكنه هز راسه بالرفض ، اخذ نفسا عميقا فوق سعة رأته و اعاد عليه طلب الخروج ، كان المريض يتمعن في كل تفاصيل وجه طبيبه و لما لا فالطبيب ڤرنام ساور يمتلك شكلا حسن و قامة طويلة مناسب ليعجب به اي شخص ، كان هذا الحال مع مرضاه دائما تمنى لمرة واحدة مريض لا يهتم و يصبح الوضع مثل طبيب و مريضه عندها قد يعجب ڤرنام شخصيا به

اخرج الطبيب دفتر بني و كتب عليه شيئا و اعاده بسرعة للدرج

بعد نهاية جلسات اليوم و جلست تفكيك المفاصل خاصته وصل للباب و عظامه تطقطق ، عمل من الساعة الثامنة للثامنة مرهق لكن هو يعلم لاين سيذهب تالياً ، اوقف سيارته قرب نهر او بركة هو لا يعلم لكنها كانت تمتد للافق البعيد ، أتى لمقابلة صديقه الشخص الوحيد الذي تشرف بمعرفته على الاقل

اخذا يتأملان البحيرة لفترة ، قرر الليل الصمت هذا اليوم و الهواء يحرك العشب جاعلاً رائحته تنتشر ، رائحة مطرية تعيد ذكريات الشتاء الماضي ، كسر ڤرنام الصمت يتمتم

"ارون"
"ڤرنام"

كان هذا اقصى حد لهذه المحادثة ، يبدوا انهم لم يحظوا اليوم بحديث مشوق كما العادة ، تساءل الرجل هل صديقه الطبيب يفكر بالعودة إلى موطنه يوما ؟ سؤال لا ينتظر إجابته لانه ان فعل فسيتبعه ، ڤرنام بدوره لم يخلوا رأسه من الشكوك حول عمل الاخر لكنهم بشكل ما فضلوا الصمت الليلة ، تجرأ ارون على إطلاق العنان لفضوله

"هل تفكر في مغادرة اسبانيا يوما ؟ "

ابتسم ڤرنام لما ألقى به ارون ، ادار عينيه ناحية البحيرة التي تعكس ضوء القمر على سطحها ، بعد فترة اجاب السؤال الذي تجمد لدقيقتين

" لا "

إجابة سريعة و مختصرة لكنها اكثر من كافية لارون ، ادار راسه ناحية ڤرنام يراقب عينيه التي تعكس البحيرة و اللون الأحمر الذي تركز على وجنتيه ، الان نسيم الهواء يحرك خصلاته بتبعثر قهقهة خفيفة من بين شفتي الطبيب اعادت ارون للواقع و يكف عن تأمل الجمال الألماني المميز

"ارون هل تفكر في ترك وظيفتك ؟ "

" لا ، ليس في الوقت الراهن والدي يريدني جواره بمركز الشرطة في القطاعات الخاصة "

حديث الليلة يخلوا من اي شجارات او نقاشات مثيرة للاهتمام ، يعم الصمت كل فترة جاعل من الحديث اشد مللا لو كان فلما يعرض على التلفاز لكن بالنسبة لهما كان كافيا

الفائض من وقتهما انتهى لذا كان عليهما مغادرة محطة الاستراحة الأخيرة لهذا اليوم ، صعد ڤرنام لكرسي السائق و أرون جواره ... لا يعلم لما لا يزال اعزب للان ، نظر لصديقه ارون النائم بجواره ... هل سيأخذه معه للمنزل ؟ كان هذا السؤال الذي يطرح عليه كل مرة يذهب لمقابلة ارون و ينتهي بهم المطاف تحت سقف واحد

عش كمريض القلب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن