/17/

56 21 14
                                    


Vernam POV:

فتحت عيناي و انا اشعر بالصداع ينهش جمجمتي و رائحة الأدوية اخترقت انفي ، رفعت جسدي لظهر السرير ، كان الغثيان يحرك كل ما في معدتي و يجعلني ارغب في اخراج محتوياتها .. انا في المشفى

نظرت للنوافذ المفتوحة و الغرفة الهادئة ، فجاة شعرت بكل ما في معدتي يخرج ، دخل الطبيب بسرعة و سحب الغطاء الذي اتسخ من جسدي ، لبرهة لم اكن اعلم سبب تواجدي في المشفى لكن بعدها تذكرت كل شيئ و هذا ما جعلني اهلع و اقول بصوت عالي " تبا البقية .."

نظر لي الطبيب مطولا ثم استدار و سألني " عن من تبحث تحديدا " بادلته النظر قبل أن أقول " في الواقع فتى بشعر اسود و فضي " فكر الطبيب لوقت قليل ثم قال بأبهام " لقد تعرفت على مريضين لهما نفس المواصفات .. هل يمكن ان تصفه اكثر ، اذكر حالته الصحية " لم احتج ان افكر مطلقا " في اسوء ما يكون ، هزيل و يعاني عيب خلقي في القلب يجعله لا يشعر بثقله "

نظر الطبيب كانه لا يفهم الشرح الغريب ، أشار لي ان اتبعه و اراهما بنفسي ، نهضت من السرير بسرعة لكن سرعان ما اختل توازني بسبب الصداع الحاد و انقباض معدتي علي ، امسكني الطبيب و قام بدعمي ، ثواني و كنا امام غرفة المريضين

اتجهت لارى وجيههم و اللعنة لم يكن اي منهم ارميا .. ليس حتى قريبا

التفت للطبيب و نفيت برأسي ، اعادني الطبيب للغرفة و كنت مستسلما ، جلست لوحدي افكر في كل ما حدث و كيف انتهى بي المطاف في المشفى ، جعدت ملامح وجهي من الذكرى السيئة التي جالت عقلي .. علميا لم يكن قلقي يتركز حول ارميا وحده بأي شكل
.
.
.

انزل قدمه على الارض و سار ناحية النافذة ، تنشق بعض الهواء و هو يدع الشمس تداعب وجهه ، ابتعد عن النافذة و اتجه لهاتفه الذي يشحن جوار السرير ، تملكه و اتصل على ارقام الخمسة جميعهم و لكن اي منهم لم يرد حتى " بالتأكيد ، ربما لان هواتفهم رماد الان "

استدعى ڤرنام الطبيب و سأله عن امكانيه الخروج ، و كان جوابه ، ان حالة ڤرنام لا بأس بها لكن يفضل ان يمكث في المشفى اكثر ، بالنسبة له كان هذا أكثر من كافي ليرتدي سترته و يوقع على ورقة الخروج

خارج المشفى صعد اول سيارة مفتوحة رأتها عيناه و قاد بسرعة متوجها إلى مجموعة المخازن اقصى شمال ميونخ ، اوقف السيارة و نزل ، كان يصلي و يدعوا الاله ان يكون الوضع بخير لكن لا .. كان كل ما تبقى من المكان هو الرماد

بحث ڤرنام لما يقارب الساعة عن اي شيئ قد يفيد ، هاتف غير محطم او جسد احد يتحرك ، لم يجد شيئا .. بعد ثواني رأى في الافق شيئا يلمع لحد ما ، ركض ڤرنام بسرعة رغم تعثره بأغلب القطع المحطمة ، كان هاتف ارون محطما بالكامل

" ارجوك لا .. يا الهي"

نهض ڤرنام و هو يشعر برأسه يدور و معدته تواصل التقلب مع تفكيره بالأسوء ، التف ليفحص المكان اخر مرة قبل أن يغادر و هو يحمل املا اخيرا انه لم يرى جثة اي منهم و في نظره هذا أكثر من كافي ليتيقن انهم احياء
.
.
.

عش كمريض القلب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن