/3/

109 24 12
                                    

صوت المنبه بجوار الطبيب يشير الى الساعة السابعة و النصف فهو من بين جميع الناس يمتلك موهبة الاستعداد في نصف ساعة محتسب مسافة الطريق ، موهبة اتمناها انا و ميشيل ، ارميا ، ايمانويل ، ارجوس ، ارون الجميع باستثناء ڤرنام فهو يمتلكها سلفا

انزل قدمه على الارض بعد معركة صغيرة مع نفسه فوق السرير استغرقت عشر دقائق ، دخل ليغسل جسده من خمس الى سبع دقائق و يبدل ملابسه في دقيقتين ، خرج للسيارة... مسافة الطريق عشر دقائق و هكذا يكون في موقع عمله في نصف ساعة

جلس على مكتبه اخرج دفتره البني كتب عليه قليلا و ارجعه للدرج ، نظر لساعته و هي تدق على الثامنة و الربع يفترض أن يدخل ارميا له الان ، فتح الباب ببطئ ليدخل منه الصبي بمجموعة من الضمادات في وجهه و ذراعه اليمنى و احدى قدميه ، نهض ڤرنام من مكتبه منصدما من حالة الفتى ، تقدم نحوه و ساعده في الجلوس على الأريكة

-يا الهي ارميا كيف أصبت هكذا

ادار الهادئ عيناه بضيق ثم شعر بصداع ينهش جمجمته و جفونه تغلق كل فترة لتريح عقله ، ابتعد عن الطبيب قليلا فهو كان يجلس على مقربة منه

- نسيت ما حدث

قال كلماته و ادار وجهه ظنا منه ان الطبيب لن يسأل مجددا لكنه شعر بيد تمسكه من اكتافه و تديره للجهة الأخرى ، كان هذا ڤرنام الذي ادار ارميا ليصبح قبالته ، نظر فيه بعينين مفتوحة و نظرة استنكار كأن كلمة " نسيت " لم تعجبه لكن ما لم يكن يعلمه ان ارميا نسى حقا

- حاول التذكر اذا ما الذي اوصلك لهذه الحالة

اغمض ارميا عينيه كانه يحاول التذكر بجدية و بجهد ايضا ، فتح عيناه ببطئ بعد ان تمكن الصداع منه... يبدوا ان ڤرنام يجهده هنا ، وجه نظره للسقف كانه تذكر شيئا و الان باقي الأحداث تناسب في عقله كمياه النهر ، أطلق تنهيدة طويلة بعدها و عبث بشعره ، يبدوا أنها قصة طويلة و هو كسول جدا لقولها ، نظر ناحية طبيبه بعينين ملولة و نصف عبوس ليس جادا

" اسمع دكتور القصة طويلة و لا اتذكر بدايتها اذا اردت ان تسمع ستسمع من المنتصف  "

" تكلم فقط "

" لا اذكر ما جرى تحديدا لكني استيقظت في سيارة الإسعاف كنت عالق وسط مجموعة اطباء كل منهم يعبث بجسدي و يغرز ابرا فقدت الاحساس بها منذ زمن ، لا اعلم ما حدث تاليا اعتقد اغمى علي ، المهم اني استيقظت مجددا في المشفى و رائحة الأدوية عالقة بي حتى شعري كان ذو رائحة لاذعة "

" لا تذكر اذا كيف اصبت "

" كل ما أعلمه ان جسدي كان مغطى بالزجاج"

" ارميا اهتم بنفسك "

قالها سريعة و مباغته ربما ارميا لم يسمعها حتى ، هو شخصيا لا يعلم كيف اخرجها من بين اسنانه التي كانت تطبق على الجملة جيدا ، النبرة القلقة فيها لم تساعد الا على إثبات حقيقة الجملة

عش كمريض القلب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن