/6/

74 21 19
                                    


ليلة هادئة و ايهم لن يتذكرها لاحقا - حتى هذه اللحظة على الاقل " تناول ارميا القليل جدا و ابعد الطعام إشارة لانه لن يأكل المزيد ، نهض لغرفته المظلمة و اغلق الباب بالمفتاح إشارة انه لن يخرج لفترة

- ايمانويل هل اخي بخير مع طبيبه الجديد
- هو لا يتحدث عن الامر اطلاقا لكن مع انه لم تراوده كوابيس ليومين فهذا مؤشر جيد
- انتبه له حسنا لا اريد ان يتأذى مجددا
- بالتأكيد

دخل ارميا غرفته المظلمة ثم أغلق الستائر تاركا النافذة خلفها مفتوحة ، استدار ببطئ ناحية المكتب ليرى شيئا شاهده كثيرا... لكن هذا لم يجعل حصانته اقوى حيال ذلك ، لا زال صدره ينقبض كل مرة يشاهد المراهق ذو السبعة عشر عاما يجلس على مكتبه

اقترب منه ببطئ جاعلا مسافة جيدة بينهما ، جلس على السرير بجوار المكتب و حرك قدميه في دوائر ، يحاول تجاهله ليرحل ككل ليلة ، لكن خططته فشلت في حين أن الصبي الصغير تكلم بصوت مرعب لا علاقه له بشكله اطلاقا

- اهلا كيف حالك هل تمتلك وقت فراغ ؟

صوته جعل ارميا يغطي أذنيه من فظاعته

- هل لديك ما تفعله ؟

هز ارميا رأسه للأعلى و الاسفل و هو يجلس على طرف السرير و رأسه بين ركبتيه

- اجل لدي ما أفعله لست متفرغا لك الان و لا لاحقا

النبرة المتحجرة في صوت ارميا لم تثبت شيئا غير السيطرة للاخر ، نهض الفتى من مكانه و اتجه للسرير حيث يجلس ارميا ، وضع يده على رأس الفتى و سحبه من بين قدميه ، رفع ارميا رأسه ناحية " ألين" الذي ابتسم بهدوء لكن اسنانه المنتظمة لم تساعد الا على جعل الأمر أكثر رعبا بالتالي دفع ارميا له

ضرب ألين رأسه بالحائط و هذا ما لم يسره و جعله يبدي عبوسا على وجهه ، اقترب من ارميا الذي كان قد اعاد رأسه بين ركبتيه مجددا ، امسك رأسه هذه المرة بقسوة جاعلا شعر ارميا الاسود يختنق بين اصابع المراهق

- كيف حالك هل تملك بعض الوقت ؟
- لا املك لك وقتا و لا حياة و لاشيء اغرب عن وجهي فقط
- هل لديك ما تفعله ؟
- اجل .. اجل املك الكثير لفعله
- كيف حالك هل تمتلك وقت فراغ ؟
- توقف عن تكرار هذه الاسئلة الغبية ، كيف تصمت انت يا راديو

اخذ ارميا يمسك الفتى في جميع أنحاء جسده ليصمت قليلا و يحظى المتعب ببعض النوم ، ابتعد ألين من ارميا عندما شعر بالانزعاج ، اتجه ناحية المرآة أمام ارميا و ابتسم برعب جعل ارميا يجفل قليلا ، كان يحرك يده بشكل مرعب شعر الاخر انه داخل فلم رعب امريكي حاصل على الاوسكار

امسك ارميا زجاجة العطر بجانبه و القاها على المرأة لتتحطم و تكسر انعكاسه عليها ، التفت ليجد ألين يجلس خلفه ، انتفض من مكانه ليسقط على زجاج المرأة المحطم ، ضرب رأسه بالارض بقوة ادت الى فقدان وعيه

عش كمريض القلب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن