/24/

64 19 2
                                    

اثناء تساقط الثلوج في الخارج و رياح صارخة تجعل الخروج في هذا الوقت تفكيرا انتحاريا ، قلب ارميا رأسه على الوسادة بينما يضع يده تحتها يبحث عن هاتفه الذي يرن " ما بسبب اتصالك الرابعة فجرا " سأل ارميا بينما يعدل من جلوسه " لقد قلت ان نأتي و نأخذك في اي وقت الان ..انزل "

تجهم ارميا بعد سماع صوت ارون يخبره انهم في الاسفل و هو يجب عليه النزول ، نهض من السرير بينما يشعر بالبرد يضرب نصفه العلوي العاري لذا اخذ السترة من جواره و ارتداها غير ابه بأغلاق السحاب

نزل الدرج ليجد ادولف متكأ على طاولة المطبخ بينما يمسك كوب قهوة في يده و يحاول استيعاب و جود ضيوف في منزله في الرابعة فجرا ، تقدم ادولف و هو يستقيم ، ارتشف من كوب القهوة بيده ثم قال " انتم يا رجال الاسوء في المواعيد "

اعتذر ايمانويل بسرعة و هو يراقب عيني ادولف شبه المغلقة لانه لم يعتد على الضوء بعد ، أشار لارميا ان يقترب و يجلس ، فعل الاخر و هو يقول " امهلوني ساعة كي اجمع اغراضي " ادار ارجوس عينيه و رد " كنت هنا من أربعة أيام و لم تفكر في جمعها"

قلب ناظريه بين والده و الخمسة البقية ثم نهض بتكاسل ناحية غرفته ، تبعه ادولف بينما ينهض ڤرنام يتفقد المطبخ و ماذا يمكن أن يعد لهم قبل أن يخرجوا لانه بالنظر لمن كانوا عليه فرنانديز فمن المحال ان يكونوا قد اعدوا شيئا و ربما هم لم يتناولوا شيئا من أربعة أيام
.
.
.
وضع ارميا الحقيبة شبه الفارغة على السرير و جلس جوارها و هو حقا كسول لجمع اي شيئ داخلها ، فتح ادولف الباب و تقدم ، مسح على رأس ابنه بينما يقول " انت تود انهاء الامر بسرعة قبل مجيئ إلمر اذا " اومأ ارميا و مسح عينيه ليعاود جمع حقيبته

انزل الحقيبة ارضا بينما يناوله ادولف مجموعة كتبه التي نسيها " لا اعتقد اني امتلك مكان لها .. احتفظ بها " اومأ ادولف بينما يتحسس أغلفة الكتب التي زخرف تحتها اسم الكاتب " اسمع يا بني ، انت كاتب ، أنت تحول الكذب لحقيقة " امال ارميا برأسه ليشرح الاخر

- كل ردة فعل هي كلمة داخل صفحة و مجلد و عند تراكم الصفحات بفلسفة لا منطقية سيصدقك الاخرون دون البحث عن اتفه المصادر البحتة ، و اتباعك لاسلوب تجريد الحقيقة من الكذب و الكذب من كل ما هو صحيح يعطيك أفضلية ابعاد النظر عن ما هو ملوث في جدول مياهك ، عندها لن تكون هناك حقيقة الا التي امنت انت بيها .. الكاتب لا يوصل رسالته الخاصة بل يصنع واقع خاص لجميع قراءه

- هل فكرت ان تصبح كاتبا يوما

ضحك ادولف بهدوء على رد ابنه الذي كان لا زال يحلل ابعاد الامر في عقله

قاطع تفكير ارميا صوت ادولف و هو يقول " ستذهب بهذه البساطة " ابتسم ارميا دون أن يعلق ، اقترب ناحيته و ادولف طوق يديه بين جسد ارميا و سترته ، سحبه في عناق طويل لبضع دقائق ، اقترب ارميا اكثر و وقف على اطراف قدميه ليقبل رأس والده " مهلا احساس يخبرني انها ليست اخر مرة نلتقي بها "

عش كمريض القلب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن