ميونخ / برلين .. قبل العديد من السنوات
- ارميا للنوم حالا
ابتعد الصغير عن والده ناحية السرير ، نهض ارمان من الكرسي و اتجه خلف الفتى ثم سحبه ناحيته و هو يخبره ان الساعة بالفعل التاسعة الان ، تجهم الصغير ثم قال بقلة حيلة " اذا سأنام معكم.." لم يعترض الاكبر سنا على هذا
حمله إلى الغرفة حيث كانت تلك المرأة تجلس على السرير تقرأ كتابا بينما تتحسس حركة الطفل في بطنها ، انزل ارمان الصغير ارضا ليركض ناحية والدته و يستلقي جوارها لينام
- روزان الى النوم ، السهر ليس جيدا لكي انتي ايضا
تجهمت الام على كون الاخر يلقي بالأوامر كانه أكثر خبرة منها ، انصتت له لانها كانت تشعر بالنعاس حقا ، اخذت ابنها الصغير الذي يبلغ الثالثة من العمر و وضعته ناحيتها بينما تبقى هي في الوسط ، ادار ارمان عينيه على تصرفها الاناني من وجهة نظره لذا حاول سحبه من بين ذراعيها و هو يقول بغضب مصطنع " لديك ابن داخل بطنك و تريدين اخذ هذا ايضا "
ضحكت روزان على المصطلح الغبي الخاص بزوجها فأعادت الطفل للمنتصف بينما تمسك معدتها لتتقلب بحكم كونها في اخر شهور الحمل ، كانت تربت على ابنها الصغير النائم بينما يتجهم وجهها ، التفت ارمان ناحيتها ليسأل عن سبب العبوس المفاجئ " انه .. سيصبح لدينا ابن جديد و هو ابنك الحقيقي لذا ان لم تكن على استعداد لتربية ارميا و انت اصلا غير ملزم به بحكم كونه ليس ابنك فيمكننا التوقف عند هذا الحد "
ابتسم ارمان بهدوء على هذا القول المبالغ فيه و رد " عليك ان تخشي اني لن احب الابن الثاني بقدر ارميا " و هو كان يعنيها ، لقد كان يحب ارميا اكثر من اي شيء اخر ، كان كالملاك بعينه و لم يكن ليفرط بملاكه و كون روزان تسأل هذا السؤال الان و في اخر اللحظات من حملها يثير غضب ارمان حقا
امسك ارميا بأصبع يد ارمان بينما لا يزال نائما ، ابتسم الاخر بهدوء و اعاد نظره لزوجته التي بدأت تصل لاولى مراحل النوم ، قلب ارمان ناظريه على مجموعة الكتب المجاورة لعطره و الذي كان شبه فارغ ، اراد ان يسأل لاين ذهب عطره و لكنه يعلم ان روزان الان في مرحلة الشهية غير المنتظمة بسبب الحمل
" انا من انهيت عطرك و لست اسفة " كان هذا طفوليا بعض الشيء منها و لكن ارمان لم يعترض مع ان ذلك العطر غالي حقا ، تذكر قبل ان ينام امر فاتورة الكهرباء التي لم يدفعها بعد و غدا الموعد الاخير لذا اخرج هاتفه و سددها فورا
رغم كونه حقا يمتلك الكثير من الأموال التي لا نستطيع عدها الا انه كان ينسى كثيرا تسديد فواتيره التي لم تكن لتنقص من أمواله شيئا في الغالب
في صباح اليوم التالي خرج هو لعمله تاركا باقي عائلته في المنزل حتى يعود هو في المساء ، تأملت الام تساقط الثلوج عبر النافذة الكبيرة بينما يجلس ابنها بجانبها يلعب بخصلات شعرها السوداء ، اقترب ارميا و قبل خد والدته بسرعة
أنت تقرأ
عش كمريض القلب
Mystery / Thrillerانت لا تصنع المعجزات .. انت في حد ذاتك معجزة | | برزخية الاحوال و الميتافيزيقيا أشياء مستحيلة الوصول و الادراك ، و ان اخترت الاعتياد على حقيقة التغيرات فانت الان تدرك كونك يا ڤرنام خارج مثلث حياتك و انت الان في طريقك لمكان بعيد خارج موطنك مجددا لكن...