الفصل 1||

578 21 9
                                    


تلطخت الجدران بدمائها .. تركض هاربه في المنزل تريد الاحتماء في غرفتها من بطش اخيها لكنه كان اسرع منها امسكها من شعرها بقوه ثم رمى برأسها للجدار في اي حاله عاديه يجب ان يغمى عليها لكنها استجمعت نفسها والدماء تقطر من رأسها و عندما احست انه ابتعد عنها ولمحته يضحك على الهاتف سحبت حجابها وركضت للباب مترنحه تأكد انها لازلت ترتدي عبائتها .. وعندما فتح الباب واجهها الظلام الذي ترتعب منه اين تذهب حاصرتها غشاوه على عينيها عندما سمعت صوته : حسناء!
لم تلتفت له بل ركضت بكل ما تبقى لها من قوه وقلبها يرتجف من قساوه الاهل خلفها وقساوه الظلام امامها
" لكن يبقى الظلام ظلاما ،، والاهل لا يبقوا اهلا

ركضت كثيرا لدرجه انها لم تعرف اين هي ، نال منها التعب اخذ نفس لتدرك اين هي لتنزل الصاعقه انها في غابه كثيفه جدا وقع قلبها لكن كان هناك صوت اخر اخترق قلبها ليطمئنها ان هناك احد
: وانا احبكِ ايضا ، الى اللقاء
تقززت منه كثيرا لكنها كانت مجبوره ان تتبعه بهدؤ عله يخرجها من هذه الغابه ..
تتبعت الصوت والخطوات الى ان اقتحمت الاضواء عينيها ورأت مجلس كبير وفخم والكثير من السيارات
ترددت بالدخول هل جميعهم رجال! والرجل الذي يغازل بالهاتف لازال صوته يرن بأذنها .. تساؤلات كثيره وهل كلهم شباب وحدهم ؟ ماذا تفعلين يا حسناء ؟ قررت الرجوع لكن خيال اخيها يقترب وهو يقول: سأقتلك هذه المره خافت رغم انها كانت عائده للموت لكن ضربت كل الاحتمالات في الحائط واستجمعت قوتها وركضت بأتجاه باب المجلس ...

دخلت ورأت بما تبقى لها من نظر والدماء تتسايل من وجهها ورأسها  رجال كثيره بحثت عن شالها واذا به قد سقط من على كتفيها تفحصت الموجوديين ووقعت عينيها على من يتوسط المجلس رجل كبير في السن ووقور اقتربت منه وهي ترتجف : " انا داخله على الله ثم عليك "

فز الشيخ بكل شهامه : " وصلتي يا ابنتي
وعندما احست بالامان سقط مغشي عليها
نظر الشيخ ل حفيده الكبير واشار له برأسه ان يأخذها الى مجلس النساء .. وقف ياسر واقترب منها احرج بحملها لكنه مجبور لا يمكنه تركها هنا تنهشها نظرات باقي الرجال وهي بدون حجاب نزع منديله من رأسه وغطى بها شعرها الاسود الطويل المتناثر على الارضيه البيضاء وشده عليها .. استجمع قوته وحملها بين ذراعه
تأكد من لا شي يظهر منها ثم خرج من المجلس يمشي بهدؤ انزل نظره هذه المره ليرى دمعات متوقفه على رمشها الكثيف والدماء من انفها وحتى ان منديله تبلل بالدماء من رأسها ابعد نظره عنها وهو يلوم نفسه كيف استغل اغماء هذه الفتاه ليتأملها رفع رأسه للسماء وهو يمشي فيها لكنه انزل رأسه بسرعه عندما احس برأسها يندفن في صدره بقوه وتأن بتألم ، اسرع خطواته لتنتهي هذه اللحظه الثقيله بالنسبه له لم يكن قريبا من انثى لهذه الدرجه طول حياته ، فتح باب البيت بقدمه ونادى بصوته الجهوري : عمتي ، عمتي خديجه
جاءت عمته خديجه وفزعت عندما رأت الدماء ملطخه ثوبه الابيض والفتاه التي بحضنه : يا ويلي ماذا حدث !
ومن هذه؟ فزع الجميع على صوت العمه خديجه
ياسر : بسرعه عمتي حقيبتي الاسعافات في المطبخ
راويه بغيره: ياسر من هذه ؟؟
تنفس بقوه وتجاهلهم اتجهه الى غرفته لانها الاقرب_ لأن باقي الغرف في الطابق الثاني_  وضع حسناء على سريره بهدؤ وغطى جسدها بلحافه دخلت العمه خديجه ومعها حقيبه ياسر فتحها بسرعه واخرج قطنه لينظف وجهها ليرى مصدر الدماء وكان انفها ولم يكن هناك اي جرح ارتجفت يداه عندما ازاح منديله عن رأسها وتناثر الحرير الاسود على وسادته البيضاء
اقترب منها بهدوء وفرق شعرها الغزير بصعوبه
ليرى الجرح العميق في رأسها .. نظفه بسرعه وخيطه لها بدقه امسك رأسها بالقرب من صدره ليلف الشاش عليه لتجتاحه رأحه عطر غريبه تفوح من شعرها ابعد رأسها بسرعه عنه  : عمتي اني خارج اجلبي لها من ملابس راويه وحضري لها بعض الطعام رجاءا
خديجه : حسنا بني لكن عليك تبديل ثيابك
نظر لنفسه : لا بأس سأرى جدي واعود ابدل ملابسي وأطمئن على الضيفه
خديجه: من هذه ياسر؟
ياسر بهمس : ليتي اعرف
خرج من الغرفه لتقابله راويه مكتفه اليدين وتهز بقدمها : انا وانا راويه لم استطع يوما احتضانك تأتي هذه بيوم وليله وتكون بين ذراعيك وحاملها؟
ياسر : راويه لو سمحت ليس وقتك؟
راويه: ياسر انا خطيبتك إن لم يكن وقتي وقت من اذا ؟
اراد الرد عليها لكن قطع حديثهما الصوت الذي تعالى بالمجلس ركض تاركا خلفه راويه تتذمر

دخل ووجد اخوانه واعمامه وجده واقفين ورجل غريب يصرخ بهم لم يتحمل واقترب منه وامسك بياقه قميصه بغضب :من انت لتصرخ على جدي !
حسان: انا اخو الفتاه التي تطلخ ثوبك بدمائها !
ضربه على وجهه: انت من فعلت بها؟
حسان بحقد و مكر : اجل واريد ان اقتلها
ضرب الجد بعصاته على الارض : انت يا هذا ! تلك المسكينه في حمايه عائله الياسري
حسان من هيبه اسم العائله المعروفه والعريقه ومن احد اثرى اثرياء الدوله: انت لم تعرف اي فاسقه ادخلتها لبيتك يا عمي !
ياسر والصدمه باديه على وجهه وفي خياله وجهها ذاك الوجهه الملائكي تكون صاحبته فاسقه ؟ بالطبع يا ياسر هل نسيت !! قطع تفكيره صوت جده : عندما تستيقظ نسمع منها ايضا ولذلك الوقت لا اريد رؤيه وجههك !
حسان بأستسلام واحترام غريب عليه: بالطبع يا عمي
انا خائف على سمعه عائلتك لا اكثر ، انا حسان ال ... تواصل معي عندما تعرف من ادخلت لبيتك

غادر وترك الجميع في حيره.. ياسر يمشي بعشوائيه
تلاطم الافكار في رأسه لا يعقل ان يدخلوا مثل هذه الفتاه عندهم لانهم عائله ذات سمعه ومنصب لكنه عندما يتذكر كيف دخلت وعينيها ترتجف وتبحث عن حجابها على كتفيها تشوش فكره كثيرا
قاطعه صوت رأفت: جدي لنعيدها لاهلها !
جلس الجد بهدؤ وهو يفكر ومع خبرته بالناس يدرك ان حسان كذاب ومخادع مر عليه الكثير والكثير ويستطيع تمييز نوع الرجال من النظره .. قاطع ضجيجهم العشوائي صوت هاتف الجد : نعم
خديجه: استيقظت الضيفه
الجد : استيقطت
ركض ياسر فورا بأتجاه الغرفه وفتحه على مصرعيه دون اذن ... ليتبعه باقي افراد العائله
لترتطم  عينيه الغاضبه بعينها التائهه ..

الدخيلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن