الفصل 17||

52 9 14
                                    

دخلت حسناء وبعدما تأكدت من ان راويه لن تخبر جدي فهو يكره تقليل احترام الكبير وربما لو سمع نبره حسناء بالحديث مع عاليه لغضب ، دخلت ووجدها مرتبكه !
فعلا يا حسناء انك لا تزالين طفله ...
كأنها طفله فعلت خطأ وتنتظر ان تعاقب ..
جلست على الاريكه بجانبها لكن جعلت مسافه بيننا ..
: كنت اتوقع انك هادئه !
نظرت لي وكأنها تنتظر صفعه ، لم اتمالك نفسي وضحكت ....
مدت شفتيها بطفوله: ما المضحك !
حاولت ان اتوقف ضحك لكن خوفها الطفولي كان شيئا لطيفا ومضحكا وعفوي جدا جدا ، اي طفله انتي يا حسناء !
تنحنحت لاعدل صوتي بعد موجه الضحك : افعلي ما شئتِ بعاليه لكن دون ان يصل شيء لجدي _ وغمزت لها_ رأيت الصدمه باديه على وجهها لابعثر شعرها واقفا مبتعدا ... متجهها لهاتفي الذي وصلته رساله قبل قليل "
نظرت لها ولا استطيع تجاوز انها تفاعلت معي ، هل نسيت ما فعلته بها ! في كل لحظه اقضيها معها تثيت لي انها لازلت طفله ، تنسى بسرعه ، وتتصرف بعفويه ، هذا ما يجعلني نادما اكثر ..ضميري يؤنبني اكثثر ، ليتها كان انضج واقوى من هذا لما كنت اتألم هكذا ..
وفي لحظات صمتنا وانا اراقب حركاته العفويه وهي منشغله في الجهاز بين يديها ..ضربت يدها على جبينها لتنظر لي وبدوري شتت نظري سريعا لتقول: نسيت ان اذهب لجدي
قلت واقفا : لنذهب معا
رغم ان جدي عاملني بسؤ لكنني لا استطيع التفريط به
يبقى الشخص الوحيد الذي له فضل علي .. سحبت حسناء حجابها ولفته على عجل : هيا
خرجت وهي تتبعني ..
تباطأت كي تمشي بمحاذتي ..
طرقت باب غرفه جدي ليقول بصوته الثقيل : ادخل
وعندما دخلت ابتسم جدي : اهلا بني
دخلت حسناء : مرحبا جدي
ابتسم جدي بفرح: اهلا اهلا بالحسناء ، اجلسا
جلست مقابل جدي وجلست حسناء بجانبي
والابتسامه لا تفارق وجهه جدي
لتقول حسناء : كيف حالك ؟
: بخير وانتِ؟
: الحمد لله
لم تفتني كيف لفظت الحمد مع تنهيده صغيره خرجت معها ، لافاجئ بعصا جدي وسط صدري على الجرح بالتحديد : انتبه لها جيدا
ابتسمت والالم يزداد ولا استطيع اظهاره امام جدي ، لتمسك اصابع ناعمه بالعصا وتبعدها عن صدري بهدؤ التفتت لحسناء التي تقول لجدي بمزاح: لا ارضى على زوجي يا جدي ، ثم انه منتبه لي جيدا ، لا تقلق !
داهمتني صورتها وضحكتها ،، وكأن تريد حسناء لكلمه زوجي اثارت صورتها النائمه في عقلي ..اخخ يا جيداء ليتك هنا ..... خرجت من عند جدي لاسطبل الخيل بالتحديد الى الجيداء فرس جيداء الغاليه ،ام آدم
اين انتما ، بغيابكما عشت جميع انواع الالم
ليتكما خذتماني معكما ...

طرق الباب ودخلت الخادمه : سيد جسار
: تفضلي
وضعت صندوق امامي : انه من السيده ملاك
انحنت لي وخرجت ..
فتحت الصندوق بأستغراب ، واذا يوجد به معقم جروح وقطن ولاصقات طبيه بيضاء ربما لاحظت كتفي الداميه
الان كيف اضمد وانا فاشل بهذا وان ضمدته لن يدوم طويلا ، خرجت لاجد الطابق الاول فارغ نظرت من نافذته واذا بالشباب يلعبون كره ..!
ابتسمت على حماستهم ولم اشاء ان افسد عليهم وانادي احد ما يضمد جرحي ... تأففت وتركت الصندوق على الطاوله وعدت لمكتبي ..

طرقت الباب الخادمه ودخلت : سيده ملاك_ وضعت صندوق الاسعافات عند طرف السرير_
رفعت رأسي عن الكتاب الذي بيدي
: سيد جسار لم يضمد جرحه بعد!
: لماذا؟
: يبدو انه بحث عن احد زملائه ليساعده لكنهم يلعبون كره بالخارج وترك الصندوق على الطاوله وعاد ل مكتبه
ملاك بعد تفكير : هل يمكنك مناداته لي من فضلك، لا استطيع النزول للاسفل!
ابتسمت الخادمه : بالطبع
لم افهم ابتسامتها ومحلها من طلبي ، فأنا ممرضه وبطبيعه عملي لا استطيع ترك شخص هكذا .. وبعد دقائق طرق الباب دون ان يفتح : تفضل !
دخل ذوو القائمه الطويله: آنسه ملاك
وقفت ونظر على كتفي : هل يمكنني تضميد كتفك؟
نظر لكتفه بنظره خاطفه : لا شكرا ليس شيء سيء
قلت بإصرار : اي شي ينزف فهو سيء ، ارجوك سيد جسار دعني ارى
: سيضمدها احد الرفاق لا تقلقي!

لا اعرف هل شعرت انه خجل ام انني اتوهم ، لا لا انه خجول واضح
: لن يضمدوه افضل مني كممرضه !
انزل نظره يفكر : بما انك ممرضه ، حسنا
جلس على طرف الاريكه ويبدو ان خجله تحول لي ، رغم انني رأيت الكثير من الحالات الا انني الان توترت عندما فك ازرار قميصه لكنه لم يخلعه بل اظهر كتفه فقط _
اقتربت منه لارى كتفه النازف : يحتاج خياطه بسيطه ، هل افعلها لك ام تذهب للمشفى؟
: افعليها انتي سريعا رجاءا ، ودون مخدر
لابعد يداي بتفاجئ: بدون تخدير ؟
ابتسم ليرفع طرف سترته عن معدته لارى جرح طويل فيها : تمت خياطته دون مخدر لكن يؤثر بي جرح صغير هكذا ...!
ارتجفت يداي اي جرح هذا تمت خياطه هكذا ، اي الم تحمله هذا الرجل ، ارتجفت يداي قليلا لكنني اتمتت عملي وهو لازال ينظر امامه ... اعلم انن تألم لكنه لم يظهر : بالسلامه سيد جسار
اغلق سترته وقال وهو يتجهه للباب: شكرا لك ، سلمت يداك
دخلت بعده الخادمه تبتسم لارفع حاحبي : ماذا!
الخادمه : لا شيء ، هل تريدين عشاء ؟
: لا اريد شكرا لك
عدت لاكمل قرأه كتابي متجاهله رجفه يداي ، ربما لانني اول مره اخيط جرح دون مخدرر ...

الدخيلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن