الفصل 12||

82 13 6
                                    

التفت لها ورأيتها تنظر لي وعينيها مليئه بالدموع كأنها تعتذر لي ، لاقول لها بعيني لا بأس المهم انك سعيده اغلقت عينها وبقصدها شكرا لك ابعدت نظري عنها للارض بعد حديث اعتذار ارسلته لي عينيها ، وهل بعد كلام العيون كلام؟
ثم قالت لجد ياسر لتكسر هذا الصمت: بششرط
لارى ذاك المسمى زوجها يرجع ظهر للامام مره اخرى ويتكيء على ركبتيه وعينيه مثبته عليها ولكن ما لاحظته انها لم تنظر اليه طوال تلك الجلسه
: اريد اكمال دراستي
لاستشيط غضبا بسبب هذا الموضوع لاقول بنبره حاده: هل منعك من الدراسه؟
تجاهلني ياسر ليرد بسرعه : موافق
لم ارتح معصمها الازرق وعينها الذابله و المتورمه التي لم تنظر بها لياسر لو نظره واحده وشرطها لو كانت سعيده معه لما اشترطت عليه في مجلس رجال ان تكمل تعليمها حتى تأخذ منه كلمه ولا يستطيع ان يتراجع عنها ..

ابو جسار: المهم يا ابنتي انك بخير وانك سعيده الحمد لله، نحن خلفك دائما ، ثم التفت على ذلك المدعو ياسر:  ابقيها بعينيك
ابتسم ونظر لها وقال: بالطبع انها بقلبي قبل عيني
لتنزل الحسناء رأسها ارضا الجميع فسره خجل الا انا عرفت انه انكسار ... لكن لن اتهور فهي نطقت واختارته لا اظن انها مجبره وهي تعرف انني خلفها احمل جبلا من اجلها اعرفها لا تخاف وانا معها لكن ماذا حصل ، هل احبته؟شعرت فجاءه ان شي ما اتقد داخلي غيره مع حزن مع غضب مع ندم  ،غريب كيف يعيش الانسان هذا الكم الهائل من المشاعر في الوقت ذاته ، استأذنت وغادرت من الجيد انني اتيت بسيارتي لو جئت مع والدي ويزن لنفجرت في الداخل  ، اشعر وان هناك جرحا في جوفي ، اي شيء ينكأه حتى الهواء
توقفت عند منزلنا ودخلته لتقابلني امي و سميه جالستان عند التلفاز لتقف امي واضعه يدها على صدرها ،وهي ترى عيني يالها من ام عظيمه تفهمني من عيني لتقول بصوت اقرب للحزن: فضلت زوجها عليك؟
ابتسمت لها : اسعدها الله يا امي
توجههت لغرفتي لكن اوقفني صوت سميه : اختارت المال ، هل يمكن ان تعود لك بعدما عاشت في قصر آل ياسر ؟
لم التفت لها والجرح ينزف بالداخل واكملت طريقي لغرفتي اغلقت الباب ارتميت على سريري على وجههي
صــمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت ....
ولا حتى صوت داخلي ولا صوت فكره حتى
هل جربتم ذلك الشعور؟
عندما يصمت كل شيء ،كل شيء، بداخلك وخارجك و عالمك لحظه سكون غريبه وانت فاتح عينيك وتنظر للاشيء ، ياله من شعور غريب ، بحسب اعتقادي ان هذا الصمت هو لحظه احترام  من الكون ليعتذر لك عما حدث ....
.
.
وفي نفس البيت بغرفه اخرى تبكي على ولدها وهي تعرف مدى تعلقه بحسناءه دخل زوجها " ايمن
لترفع عينها له وتقول بصوتها الباكي: لقد باعت ابننا ، لقد تركت جسار يا ايمن هل تعرف ما يعني هذا انها نهايه جسار نور عيني كيف لها ان تتركه الا تعرف مدى حبه لها الا تعرفف كيف جن وهو يبحث عنها؟ الا تعرف كيف عاش تلك الشهور وهو يهذي بها ! الا تعرف ..
_ اقترب منها وحضنها _ : لا بأس هي اختارت حياتها وجسار يكمل حياته وسيجد حب آخر ، الحياه امامه والخيارات كثيره
: لكن هي كانت امله وامانه وحبه وحياته داءه ودواءه يا ايمن
: عوضه الله يا ساميه عوضه الله

دخلت الغرفه التي لا زالت غرفه شاب اعزب لم يغير فيها اي شيء بعد زواجه بقيت كما هي ولم تهتم كثيرا، في عينيها بكاء لم تبكيه وحسرات لم تبح بها ، جلست على السرير ضامه قدميها لصدرها ووواضعه رأسها عليهما، دخل بعدها واغلق الباب بهدؤ جلس بالقرب منها على السرير ليقول بهدؤ: اسف حسناء كانت لحضه غضب
بقيت على حالها واغمضت  عينيها لا تريد تذكر ليله البارحه
ياسر:  ورغم ذلك اخترتي البقاء معي لماذا يا حسناء؟
انتظر ردها لكن لا رد تنهد وخرج من الغرفه
وذكرى ليله الامس تخدشه قبل خدشها
تقتل رجولته قبل قتل انوثتها
اتجهه للاسطبل وعقله يعيد اليه مشاهد البارحه ...

وصل لجيداء وحضنها وهي بدورها التفت برقبتها عليه : لقد اختارت البقاء معي رغم ما فعلته بها ليتها ذهبت يا جيداء من امام عيني حتى لا اؤذيها اكثر ... لقد جرحتها بأبشع الطرق لقد ارتكبت جريمه في حقها ...
قطع عليه خلوته رنين هاتفه تجاهله لكن اصرار الرنين جعله يخرج هاتفه من جيبه ليرى اسم المتصل " عمتي خديجه
قبل ان يرد عليها قالت: ياسر تعال بسرعه حسناء ، حسناء
لم يسمع باقي الكلام واتجهه راكضا للمنزل وهو متوقع ان يحصل معها شيء بعدما فعله يستحيل على فتاه مثلها تجاوز الامر وكأنه لم يحدث ...

الدخيلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن