الفصل 13||

92 11 9
                                    


استيقظت فزعه تلتفت حولها ، وكانها رأت كابوسا ..
: صباح الخير عزيزتي
: عمتي ساميه _ التفتت حولها لتجد نفسها في غرفتها القديمه في بيت عمها مدده على سريرها_ صباح الخير
: كيف حالك الان؟
: ماذا حدث لي ؟
: تعبتي قليلا
قبل ان ترد حسناء دخلت سميه بأطباق الفطور لتبسم : صباح الخير حسناء
حسناء بعدم فهم وذهن مشوش التفتت الى زوجه عمها : عمتي ماذا حدث؟
مسحت على رأسها : لقد تعبتي وذهبنا بك الى المستشفى وفقدتي الوعي ليومين
حسناء بصدمه : يومين؟!
سميه وهي تضع الطعام على الطاوله: لا تقلقي انت بخير
لتقول حسناء بعد جهد كبير من التفكير : لكن هناك اشياء لا اتذكرها ، اعني كيف مرضت و _ تنهدت_  لا اعرف
ساميه: لا تقلقي الطبيب قال هذا طبيعي وستتذكرين قريبا  _ قالت بمرح مغيره الموضوع_ : هيا تناولي طعامك_ وضعت  سميه صحنها بحضنها وبدأت تتناول في شرود ..._ هناك شيء ما ناقص تشعر وان نصف جسدها بارد ، وكان هناك شيئا ما ، ملامح احد  تشوش ذاكرتها ، صراخ ما يتخلخل في عقلها لكن غير واضح _ قطع شرودها صوت سميه عند الباب
: حسناء جسار يريد الدخول
تناولت الشال من يد عمتها ولفته جيدا على شعرها وعدلت من وضع الغطاء على قدميها لتهمس: فليتفضل

دخل بأبتسامه باهته: مرحبا حسناء ، كيف حالك
انزلت رأسها لاصابعها المتشابكه: بخير لكن لا اتذكر بعض الاشياء!
اقترب وجلس على طرف السرير البعيد : بعض الوقت وتتذكرين ، مجرد فقدان ذاكره جزئي !
رفعت رأسها له: قل لي ماذا حدث !
نظر لوالدته التي اشارت له بمعنى نحن لم نقل لها شيئا ...
اخذ نفس عميق ثم قال : كنتي في المطبخ مع سميه و فقدتي الوعي
: لماذا ؟
: لانك من يومين مهمله طعامك و لم تنامي جيدا!
: هل هذا يسبب فقدان ذاكره جزئي؟ _ لتقول بحده_ جسار هل انا طفله؟
ليقول بهدؤ وبعضا من الحقيقه: لقد مررتي بشيء لا نعرفه ضغط على اعصابك وسبب بأنهيار عصبي ، وسبب لك فقدان بعض الاحداث المؤلمه التي مررتي بها
هنا عقلك لم يتحمل وكي يحميك حذف تلك المشاهد ، هكذا قال الطبيب
لنتظر لعمتها وسميه بعينين دامعه: اين كنتما عني ؟ لما لم اشكي لكما ؟ واين حسان؟
لتقول سميه سريعا: حسناء عزيزتي ، انتي كتومه جدا ولم تفصحي لي رغم محاولاتي معك لكنك لم تقولي ، اما حسان فقد سافر لا تتذكرين هذا ايضا
وضعت يدها على رأسها : لا اعرف
وبعد ثواني من الصمت انزلت يدها وقالت بصوت مرتفع: مهلا جسار !
التفت لها _ الم نكن انا وحسان في مدينه اخرى ؟ ما جلبني لهنا؟ الم يقل لي حسان انك مت؟ _ وبدأت دموعها بالانهمار _ انت على قيد الحياه يا جسار
عض على شفتيه عندما رأى والدته تنتفض : هل قال لك قليل الاصل ان ابني مات ؟_ لتلفت لجسار _ حماك الله يا بني
جسار بهدؤ : امي ارجوك لنفهم حسناء ما حدث ! الانفعال ليس جيد لها
لتخرج ساميه غاضبه تلحقها سميه ..
ليقول جسار : لا تبكي ،انا وجدتكم واخذتك لمنزلنا وحسان سافر وعشتي معنا هنا ..

صمتت حسناء ، واحترم جسار صمتها وخرج ..
تشعر بفراغ روحي رهيب داخلها ، وكأنها اصبحت مجوفه من الداخل ، قررت ان تخرج لتستنشق بعض الهواء رغم تعبها الجسدي ، لكن الالم النفسي الذي بها اشد ، ارتدت اسدال الصلاه وخرجت لكن استوقفتها آخر جمله نطقت بها عمتها بغضب: يكفي انني اعاملها جيدا رغم انها فضلت الغريب على جسار... بترت جملتها عند لمحه حسناء المستنده على الحائط ،قالت: من هي؟ من رفضت جسار ؟
اقبلت سميه عليها لتمسك بها وتجلسها: اوه الم نخبرك لقد خطبنا لجسار
حسناء بشعور غريب _ حتى هي استغربته من نفسها_ ، شعور عادي جدا وكأن احدهم قال لها ان حسان سوف يتزوج ، قالت ببرود حقيقي : ورفضته؟
سميه: للاسف
ساميه وهي تنتظر ان ترى اي علامه انزعاج من حسناء لكن خاب املها وقفت بغضب واتجههت لغرفتها
لتقول حسناء ببراءه: ما بها عمتي
سميه: منزعجه من تلك الفتاه
انزلت رأسها وهي عن ذاتها مغتربه ، لم تفهم نفسها ابدا ، ومشاعرها التي تتخبط مع برودتها ، جسار يخطب وهي لا تبالي وكأنه شيء لا يخصها ، لم تفهم نفسها بعد تساؤلات تدور في رأسها ،
ماذا حدث لي في ذاك الاسبوع ؟
الذي انمحى من عقلي كليا وكأنني لم اعشه
توجهت للباب لتتمشى في الحديقه قليلا
اول ما فتحت الباب رأت سياره سوداء
لم تستطع ان تلمح من بداخلها لانها تحركت فورا
.
.
.
عينيها متورمه من كثره النوم ، انفها احمر وربما كانت تبكي ، هل حقا الان لا تتذكر؟ الطبيب قال يعتمد على نفسيتها بعد استيقاظها  لكن ولانني اعرفها جيدا ايقنت انها لن تتذكر هي اضعف من تعيش مع الم كهذا ، اردت ان اطمئن عليها لا اكثر لان الحاله التي هي بها بسببي طبعا وافعالي الان فقط من اجل اراحت ضميري _ هكذا كنت اظن بالبدايه_ تذكرت يوم الحادثه ركضت سريعا للبيت لأجدها ارضا مغمى عليها وعمتي وراويه عندها
كنت معروف بسرعه بديهتي لكن الان لا استوعب شيئا
وخصوصا عندما رأيت بعض الدماء تتقاطر من عند اقدامها ، حملتها بين ذراعي سريعا وشكرت الله لانها لازالت ترتدي عبائها التي قابلت بها عمها ، ايقنت ان لديها نزيف توجهت لمستشفى العائله او لنقل مستشفى جدي ، ساعدتني دكتوره نسائيه في ايقاف النزيف
وبسريه تامه طلبتها منها ، لكن الان يجب ان يفحصها دكتور آخر لمعرفه سبب اغمائها ولا زالت تتردد كلمته في اذناي : انهيار عصبي
تنفست الصعداء وضميري يؤنبني بشده ليتني ما عدت لها بعد رساله عاليه ، ياليتني ما لمستها وانتقمت منها وهي بريئه ، كيف اعاقب من لا ذنب له ؟ ما هي خطيئتها ، لازالت صغيره رغم عدم معرفتي بعمرها لكنني اقسم انها لم تتجاوز اثنين وعشرين عاما ، شابه في مقتبل العمر قتلتها ، كنت اظن انني شفيت لكن خلال اسبوع واحد ضاع تعب ثمان سنين وعدت لنقطه البدايه _ تنهد ثم خطر ببالي سؤال_ لماذا كل شيء تمسه يداي يذبل او يموت؟ ربما انا مرض مثل ما تصفني عاليه ، وربما معها حق _ الان سأطلق حسناء وأختفي من حياتها _ ابتسمت بالم _  اقصد من حياه الجميع واهلا بالغربه ، وهل تضر غربه الوطن ؟ بينما كل الغربه بداخلي ....

.
.

تمشيت في حديقه بيت عمتي التي تعبر صغيره نسبيا ، لحضه منذ متى اراها صغيره؟ هل رأيت اكبر منها ؟ لا يهم ما الذي اهذي به الان ... مشيت وحدي ما يقارب الساعه الجو كان جميلا ، غائم ورذاذ مطر خفيف ، رائحه التربه تجدد حبي للارض ، جذبت عيناي زهور صفراء اردت لمسها فقط لكن شوكها كان بالمرصاد لي
وخز اصبعي لارفعه بسرعه بألم ، وحين نظرت اليه كان الدم يخرج منه ليتقاطر على الارض ...
المشهد جعلني ارتجف واتنفس سريعا لتأتي ذاكرتي بمشهد سريع لدماء تسقط على ارضيه رخاميه بيضاء
كنت على وشك السقوط لولا يد امتدت حولي وثبتتني جيدا
.
.
.

الدخيلهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن