الطالبة والأستاذ (٦)

1K 10 0
                                    


الجزء السادس

وعندما وصلت إلى منزلها سمعت صوت والدتها ينهرها على تأخرها ولكنها لم تبدي لها أي اهتماما وادركت أن أي نقاش سييقظها من الحالة التي تعيشها، دخلت إلى غرفتها وأخذت نفسا عميقا وتمنت لو أن الليلة لم تنتهي. وبعدها غيرت ملابسها واستلقت على السرير، انغمست في أحلامها التي كانت تدور حول الأستاذ عمر وليلة الرقص الرومانسية.

تستيقظ ريهام صباحًا على صوت صراخ وبكاء أمها، وهي تجلس على فراشها وتستمع بترقّب. تدرك ريهام أنها تأخرت الليلة الماضية عن موعد عودتها المحدد، وأن أمها غاضبة جدًا منها. تسمع ريهام أمها وهي تصرخ: "لقد تأخرتِ الليلة الماضية، لماذا فعلتِ ذلك؟ لقد اتفقنا على موعد محدد، ولم تحترميه!"

تحاول ريهام أن تعتذر وتشرح لأمها أسباب تأخرها، ولكنها تشعر بالحزن والألم عندما تسمع والدتها تعترض بغضب، وتقول: " أنني لا أستطيع تقويمكِ، أنتِ كنتِ بتأخذي درس الموسيقى، ولم تحترمي موعد العودة المحدد، أنا تعبت من كل هذا الانفلات والتفريط في المواعيد، أنتِ تحتاجين إلى أن تتقيّدِ بالمواعيد وتحترمي الاتفاقات التي نتفق عليها!"

تشعر ريهام بالتعاسة حين تسمع كلام والدتها، وتقول بحزن: "أنا آسفة" تنظر إليها والدتها بغضب وحزن، وتقول بصوت مرتفع: "لا يمكنكِ أن تفهمي كل هذا، أنتِ والدَكِ قد توفى وانتي في سن صغير، وأنا كنتُ وحيدةً في تربيتِكِ،وأعطيتك الحرية ووثقت فيكي، أنا أعرف أن الأمر صعب بالنسبة لكِ، لكنكِ تحتاجين إلى أن تفهمي أنني أحتاج إلى الحفاظ على النظام في هذا المنزل، لأنني لا أستطيع القيام بكل شيء بمفردي. أنا أحبكِ ولكن يجب علينا الحفاظ على النظام."

تشعر ريهام بالأسف لأنها سبب الألم الذي تشعر به والدتها، وتعد بالالتزام بالمواعيد المحددة في المستقبل، وتحاول أن تعبر عن مشاعرها وأن تشعر والدتها بأنها تفهمها وتحبها.

تنهض ريهام من على سريرها، وتذهب إلى المطبخ لتحضر الفطور. فتسمع همسًا في الصالة، توجهت بعدها وتفاجأت بابن خالتها حسام جالسًا على طاولة الفطور، وهو يتحدث مع خالته بصوت واطئ، حتى ابتلت عروقها خوفًا وخجلاً من أن تكون والدتها قد أخبرته عن علاقتها بالأستاذ عمر، ورجوعها متأخر ليلة أمس خصوصًا أن حسام يعرف عنها أن أخلاقها عالية وتصنف ضمن البنات المحترمات.

حسام هو شاب يبلغ من العمر ٢١ عام، يتميز بطبيعته المرحة والمشاكسة، ولكنه ليس لديه هدف واضح في الحياة. يعيش حياة غير مستقرة، على الرغم من ذلك، يمكن الاعتماد عليه في المواقف الصعبة، حيث يتحلى بشجاعة وصبر في التعامل مع المشاكل. يحاول دائماً إيجاد الحلول المناسبة للمشاكل ومساعدة الآخرين، ويتمتع بشخصية جذابة ومؤثرة.

تجلس ريهام على الطاولة صامتة وتاهت في بحر الاسئلة وهي لا تستطيع ان تواجه حسام أو تنظر في عينه و سألت نفسها "كيف ستكون نظراته لي بعد ان تحكي له ماما عن تصرفاتي وسلوكي؟! كيف سيتخيلني لو علم اني اذهب إلي منزل رجل عازب يومان في كل أسبوع ويغلق عليا الباب وينفرد بيا".

يتبع...

الطالبة والأستاذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن