الطالبة والأستاذ (٩)

789 7 0
                                    

الجزء التاسع

عندما عادت ريهام إلى غرفتها، أغلقت الباب وأخذت تفكر في وضعها الحالي. كانت تشعر وكأن شيئًا ما يعيقها من تحقيق أهدافها. كانت تعمل بجد وتسعى لتحسين نفسها، ولكنها كانت تشعر بعدم الاكتفاء وكأن الناس حولها لا يقدرونها بالقدر الذي تستحقه.

في ذلك الوقت، قررت ريهام الاسترخاء قليلاً وقرأت بعض الصفحات من كتاب مفضل لها. كان ذلك يساعدها على تهدئة أعصابها والتفكير بوضعها بشكل أكثر وضوح، حتى ذهبت في نوم عميق.

في اليوم التالي، استيقظت ريهام في الصباح الباكر وذهبت إلى المدرسة. كانت تشعر بالحماس لليوم الدراسي الجديد، وكانت تتطلع إلى تحقيق أهدافها الأكاديمية والشخصية.

وبمجرد وصولها إلى المدرسة، التقت بأصدقائها وتحدثوا عن سبب تغيبها لمدة اسبوعين، وعن الأشياء الجديدة التي حدثت في حياتهم. وكانت ريهام تستمتع بالوقت الذي قضته مع زملائها وكانت تشعر بالسعادة والراحة.

وفي الفصل، بدأ الطلاب يتلقون الدروس والحصص ، وبمجرد أن تم الإعلان عن انتهاء الحصة،وحان موعد حصة الموسيقى، خرج جميع الطلاب من الفصل وتوجهوا نحو غرفة الموسيقى. وكانت ريهام تشعر بالحماس والفرح لأنها سترى عمر من جديد.

وعندما وصلت إلى غرفة الموسيقى، رأت ريهام عمر يقوم بترتيب الآلات الموسيقية على المنصة، وكان يبدو مرتاحًا وسعيدًا. ولدى ريهام رؤية عمر، شعرت بقلبها ينبض بشدة ووجهها يتحول إلى اللون الوردي.

عندما بدأ عمر في تدريس حصة الموسيقي، كان يشرح بشكل ممتع وشيق، وكانت ريهام تتابع بشغف وانبهار. الحان البيانو التي كانت تخرج من أصابع عمر كانت تبعث الحماس والشغف في قلوب الجميع. ومع كل نوتة يعزفها، ينبض الفرح والحيوية في الأجواء.

ريهام كانت تشعر بالفخر لأنها تحب شخصًا موهوب ومتميز مثل عمر، وكانت ترى نظرات البنات كلها تتابعه باعجاب. ولكن عمر كان مركز اهتمامه على تعليم الطلاب وعلى إدخال السعادة في قلوبهم، فلم يكن يهتم بأي شيء آخر.

وعندما بدأ الحان البيانو الرومانسية، شعرت ريهام بحب عمر يتزايد داخل قلبها، وكأن اللحن يعزف خصيصًا لها. ولكنها لم تستطع إظهار هذا الحب، فقد كانت تريد أن تحتفظ به لنفسها.

بعد انتهاء حصة الموسيقى خرجت الطالبات متبعثرات في كل اتجاه، امتلأت الغرفة بضجيج أحاديثهن المتباينة وضحكاتهن.

وبدأ عمر بجمع الأوراق والملفات، وفي الوقت الذي كانت تتحرك فيه يديه، كانت عيناه تلاحظ ريهام التي كانت أثناء ترتيب اشيائها تنظر إليه بترقب، كأنهم ينتظروا شئ واحد بدون اتفاق وهو  خروج الطالبات جميعًا، حتى بقى ريهام وعمر وحيدين في الغرفة.

يتبع...

الطالبة والأستاذحيث تعيش القصص. اكتشف الآن