01." لاريس "

372 16 2
                                    

(17/4/2015) >


" ألم تنزل الأميرة الحسناء بعد ، إن هذا ظُلم كبير في حقنا ، إننا ننتظر هنا منذ الصباح و هي لازا-" توقفت كلماته في حلقه بمجرد أن ظهرت أنزل من الدرج بخطوات بسيطة و بطيئة ، كُنت فاتنة أعترف ،،بفستان زهري ناعم و شعر أسود طويل و الذي جعلت أطرافه مُموجه و أضفت له لمسة بمشبك ناعم داعب رطوبة خصلاتي،، مكياجي كان خفيف أضاف لملامحي المسرورة حُسنا و جمالا و قد ختَمت إطلالتي الخلابة بعقد و أقراط رقيقة و ناعمة

كنت أطرق بكعبي البسيط بخطوات مُتزنة و واثقة أنزل الى مكان الإحتفال و الأعين كُلها كانت علي ،،و بالطبع ستكون ،،فأنا أميرة السهرة
عيناي سرحت في المكان و قد تفاجئت بالكم الهائل من الحظور و لكنني لم تتفاجئ بذلك القدر لانني كنت متأكدة أن أبي عزم كل معارفه و أصدقائه، ،و هذا شيئ لا يفعله دائما

أوقفت خطواتي أمام أمي ،،و هنا إبتسامتي توسعت اكثر و إرتميت فورا من دون تفكير في أحظانها الدافئة أتخلص من كل التوتر و أضع إبتسامة أجمل على محياي

" اوو ما هذا الجمال يا فتاة ، لا أصدق أنك في التاسع عشر ، اتساءل من أين لك بكل هذا الحسن ؟"
فصلت عناقي ألتفت و أجده خلفي ،،و ضحكت على مزاحه فكان صديقي المقرب ،،لا أستطيع مُقاومته و هو يقف ورائي بتلك العيون التي كانت تشع سعادة لأجلي

" ألن تكف عن هذا المزاح ، كما أنك تعلم جيدا أني ورثت من أمي هذا الجمال المُميت ...ما عليك إلا أن تغار عزيزي " أجبته و أنا أعانق حبيبتها كما أناديها و أرسل له نظرات مُمازحة

قاطع كل هذه الجلبة دُخول الخدم حاملين كعكة كبيرة ،،كبيرة لدرجة أنهم إضطروا لإدخالها من الباب الامامي لا من باب المطبخ ،،و قد طبعت عليها صورتي مع ألوان جميلة و بسيطة تتناسب مع ذوقي المميز و البسيط

أخذت الهتافات في كل مكان بإسمي لأنظر للجميع بضحكة سعيدة ،، و العيون إزدادت علي حينها و هم يشاهدوني أتقدم مع أهلي لمكان الكعكة بنفس تلك الابتسامة ،،الإبتسامة التي حملت الحب ،،الطمأنينة ،،الأمان و كل الحنان و الرعاية و السلام الذي كُنت أعيشه حينها في حضن والداي مدللة و محيطة بالحب

و بنفس تلك الإبتسامة و الملامح المُنشرحة و السعيدة الخالية من أي ضيق أو قلق ،،إنحنيت قليلا ثم نفخت أطفئ الشموع التي أمامي بمجرد أن إنطفات الأضواء و بقي ضوء قليل زين القاعة من كل ركن و بعض الأضواء الخافتة الخاصة بالإحتفال

" عيد ميلاد سعيد ...عيد ميلاد سعيد ...عيد ميلاد سعيد لاريسسسس ...عيد ميلاد سعيدد " ................>
.
.
.


صدى أصواتهم و هم يهتفون أغنية عيد الميلاد كان مثل اللحن الملعون في باطن عقلي لا يتركني ولا يوم ،،ولا ساعة ،،و لا لحظة ...لسِتة سنوات مُتواصلة كان ذاك هو الصوت الوحيد الذي ملئ عقلي و الذي مثل أنشودة حياتي المؤلمة و لخصها،،و كأنها ليست من المفترض أن تكون أغنية سعيدة ،،أغنية تحمل ذكرايات سعيدة و لا تنسى ،،و لكن بالنسبة لي لم تكن كذلك ،،كانت لا تنسى بطريقة أخرى ،،بطريقة أصبحت أرقي و كوابيسي التي تُؤنسني كل ليلة في وحدتي

 |°HIDDEN FREESIA°|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن