27." هل ؟؟ "

44 3 0
                                    

لم انبس ببنت شفة،،لم اجرا حتى على فتح فمي و الكلمات علقت في حنجرتي ،،لم اكن في حالة تسمح لي بالتفكير حتى ،،لا اعلم ما يحدث

بقي هو يتاملني بهدوء ،،عيناه تتنقل من واحدة لاخرى لتفقد كامل وجهي بحرية و كانه يملكه لنفسه ،،و بشكل ما لم اشا حقا قطع هذا التواصل الناعم بيننا بالرغم من توتري ،، الا ان الوضع بدا يصبح مريحا و انا اغرق في عيناه كما يفعل ،،اسحب نفسي ببطئ من كل الحروب التي يخوضها عقلي بين المنطق و الغباء

و فجاة ،،و بدون سابق انذار،،فقط عندما اقترب وجهه اكثر ،،و شعرت بلمسة طرف انفه على خدي،، رن هاتفه في جيب سترته ،،ادى هذا الى انتفاضي بفزع من صوته الذي صدى فجاة في المكان،،لافتح عيناي بعد ان اغلقتهم عند لمسته 

نظر لي ،،ثم للاسفل ،،ثم زفر بغضب و تركني اخيرا يبتعد و يمد يده لجيب سترته السوداء يرفعه و ينظر لشاشته بعدها يجيب بملامح غاضبة

" مالامر ؟؟" خرجت منه ببرود و هو يجول عيناه في المكان

تنهدت انا براحة عندنا شعرت بتلك المساحة التي تكونت بيننا ،،اسحب نفس و اشعر بجسدي من جديد عندما ارتخت عضلاتي ،،اغمض عيناي استوعب ما يحصل ،،و غير دهشتي من الذي حدث ،،انا بقيت افكر في مدى انفصامه في ثانية واحدة فقط ،،من ذلك الهادئ و العميق و الحنون ،،لهذا البارد و الرجولي و القاسي ، فاحيانا اشك في انه يتعلم ذلك،،هل يفعل ؟؟

" حسنا انا قادم الان " قال بعد صمت بنفس النبرة ثم اغلق الخط يعيد الهاتف لمكانه ،،في سترته

كدت انبس بشيئ ما،، لكني تراجعت فورا كردة فعل من ان يقترب مجددا و صمتت اشاهده يخطو بثباب للباب،  ثم التفت و ضحك بخفة و غادر و كانه لم يقم بشيئ

انا الان حقا لا افهم اي شيئ ،،و الحل الوحيد ،،مارلي
.
.
.
دخلت مكان عملي و الفرحة وصلت اقصاها بداخلي

لقد اشتقت حقا حقا للمكان و للازهار و كل تفصيل صغير في هذا المكان ،،حتى الاوراق المتناثرة بفوضوية حولي اشتقت لها ايضا ،،اعلم هم يومين فقط لكني افتقد المكان سريعا لكثرة تعلقي به

جبت بعيناي في المكان كله بشوق ملا كل جزء مني و كاني فقدت منزلي لا محلي ،،و نظرت لازهاري بتلهف ،،حينها احسست بيداي تتشوق لمسك الرشاش و مداعبتهم ببعض قطرات المياه الباردة

لكن اليوم بالذات لم اتي لاجل هذا في المقام الاول،،بل اتيت لاني احتاج الي من يسمعني و هي مارلي طبعا ،،فضعطت اسمها على شاشة هاتفي و بقيت استمع بهدوء لرنينه و انا اجلس على حافة مكتبي ،لم تمر دقيقة حتى لاسمع الرنين هنا فرفعت راسي لاجدها تتقدم من الباب بملامح منزعجة بعض الشيئ

دخلت و اغلقت الباب بقوة خلفها ،،و لكن عندنا لم تلمح وجودي حتى ،، تاكدت بانه مهما كان ما حدث انا متاكدة و اشعر ان لاخي يد بهذا ،فهي لا تغضب سريعا و مزاجها دائما جيد و هو مستفز ،دائما تجدها تبتسم و تساعد الغير و ترسل البهجة ،،لكن داخلها يحترق و ليس الكل يرى الدخان
الا انا

 |°HIDDEN FREESIA°|حيث تعيش القصص. اكتشف الآن