نيران وقودها المشاعر الجزء الثالث لرواية ثلاثتهم بين حب و جحيم

الفصل 16

نيران وقودها المشاعر

كتابة رؤى صباح مهدي

الفصل 16

شعرت مريم بعظامها تتكسر من ثقل الجسد الذي يرمي بكل حمله عليها، يضحك باستفزاز وهو يتحسس جسدها ويستمع الى صراخها، وكلما تعالى صراخها زادت ضحكاته، وكلما سمع توسلاتها المستميتة تحسس جسدها أكثر. شعرت ان لا فائدة من المقاومة فهي لن تقدر على دحر هذا الرجل، وقد ثبتها على الأرض كما تثبت المطرقة المسمار. توقفت عن الحراك، وانتظرت مصيرها وهي تتلو الشهادة لثقتها الكبيرة ان مهما فعل بها هذا الرجل فهي ستموت لا محالة.

حينما توقفت صرخ فيها:

-الا تريدين القتال لتعيشي؟

همست:

-ايها الجبان ان اردت الانتقام من عادل لماذا تقتل زوجته وابنه؟ انت رجل جبان

ضحك المعتدي بأعلى صوته وقال لها:

-انا هنا لأجلك انت ايتها الحقيرة

قالت بدون تفكير وهي ترزح تحت وطأة ثقله:

-أمنية أرسلتك؟ بالتأكيد ارسلت احد جلاوزة والدها لتنتقم

ابعد القناع لترى وجهه مباشرة وعرفته:

-انت! انا اعرفك انت اخ ذلك الحاج الشيطاني

ضغط على رقبها بكوعه فانقطع عنها الهواء وقال لها:

-أمنية ترسل لك تحياتها. يجب ان تعرفي من المسؤول عن موتك ...

لم ينتبها الى بدر الذي هرب من الغرفة الى الهاتف ليتصل بوالده في أثناء ذلك الحوار بينهما:

-بابا هناك رجل في البيت يريد قتلي وقتل ميمي

جفل عادل من اتصال ابنه. نهض مرتعبا وقال لبدر:

-أين خالتك الان؟

رد عليه بدر:

-في الغرفة وهو يؤذيها بشدة

ركض عادل متجاهلا نداء أمنية عليه، والتي كانت تحاول إبقائه في البيت لحين انهاء حميد مهمته التي ارسلته لها. ركب عادل سيارته على جناح السرعة، واتصل على سعيد طالبا منه ارسال بعض الرجال الى بيت مريم.

حينها كانت مريم تنازع تعذيب حميد لها حيث اخرج سكين جيب حادة وقال لها:

-بعد ان فكرت بالامر قليلا اعتقد انك لن تموتي بسهولة بعد الذي فعلته بأمنية، عليك ان تتعذبي قليلا

همست بلؤم:

-لم افعل بأمنية اي شئ .. بعد

ونظرت له نظرات متحدية وهي تكمل متجاهلة الألم الرهيب الذي تشعر به:

-اذا انت لعبتها الصغيرة ترسلك لتقوم بمهامها القذرة وماذا تعطيك في المقابل يا ترى؟

صفعها بقوة حتى شعرت ان انفها انكسر وتطاير منه الدم. أغلقت عينها والألم يقطعها، تأوهت وهي تدير وجهها ناحية الجانب كي لا يخنقها الدم السائل من انفها. قال لها حميد: