الفصل التاسع

58 6 4
                                    


نيران وقودها المشاعر

كتابة رؤى صباح مهدي

الفصل التاسع

عينا سرمد لم تقويا على الاستمرار بالنظر الى عيني مختار. شعر ان وجوده غباء وان عليه الهروب فورا من هذا المكان، ولكن حرارة قربه من أخيه أطالت بقاءه.

مختار على عكسه لم يخف النظر اليه مطولا، واستطاع بالنظر اليه ان يسترجع حنين سنوات وذكريات طفولة كادت ان تضيع لولا فتحية ولولاه. ترك مختار الباب مفتوحا ودخل بدون ان يعلق بأي شئ. نظر مروان لهما، ثم بعد ان شاهد مختار يتحرك للداخل، اشار الى سرمد بيديه ليدخل، فدخل كأنه انسان الي يفعل ما يطلب منه شوقا لشيء يريده بشدة، لكنه يخاف الحصول اليه.

كانت سهاد في الداخل تسلم على رنا وعلى ابنتها حينها قالت رنا لسهاد هامسة:

-سرمد هنا!

ذاب قلب سهاد حينما علمت ان سرمد في البيت. لم تعرف ما تقول واكتفت بالابتسامة المرتبكة وهي تراه يدخل خلف مختار، ومروان يدخل معه يحاول ان يكون وسيطا بين الأخوين.

اقتربت سهاد من مختار وأمسكت به وتبسمت له هامسة:

-ارجوك يا مختار افعل ما يطلبه منك قلبك

لم يرد عليها بل اشار الى غرفة الجلوس وقال:

-تفضلوا هنا

قالت رنا بلطافتها المعتادة:

-علينا ان نرى امي المسكينة اعتقد انها مشتاقة للمة الأحباب.

ثم سارت بدون ان تنتظر اي موافقة او رفض ودخلت على والدتها التي كانت تنتظر حضورهم بالتأكيد بدون ان تعلم سهاد او مختار..

وقف سرمد خجلا كأن هذا البيت هو ليس البيت الذي تربى فيه وعاش به طوال حياته. قال مروان:

-رنا أخبرينا ان كان بمقدورنا الدخول..

كان عليها ان تتأكد ان كريمة في وضع يسمح لها باستقبال الضيوف. وكانت بالفعل هكذا لذلك اشارت رنا له قائلة:

-ادخلا ادخلا امي مشتاقة لكما

همس مروان:

-لا اعتقد انها مشتاقة لي انا!

لم يسمعه احد. دخل الجميع الى غرفة كريمة عدا مختار الذي وقف خارجا، ووقف سرمد أمام كريمة حيث قبل رأسها ويدها ودمعت عينه وبدا كطفل صغير وهو جالس على حافة سريرها ينظر في عينها الكهلة قبل أوانها. قالت له هامسة:

-لن تبقى بعيدا يا ولدي لا تبكي ارجوك

من المفترض ان كلماتها تشعره بالراحة، لكن في نفس الوقت بكى. الوحدة عصيبة وشعور الانتماء لا يوجد كلمات لوصفه. تقريبا كريمة تجاهلت مروان ورنا لانها مدركة انهما يعرفان هي ليست بمريضة. صاحت كريمة:

نيران وقودها المشاعر الجزء الثالث لرواية ثلاثتهم بين حب و جحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن