الفصل الثامن

46 6 0
                                    

نيران وقودها المشاعر

كتابة رؤى صباح مهدي

الفصل الثامن

نظر مختار اليها وقال:

-عودي للداخل

بحلقت بالرجلين بخوف ثم الى زوجها وقالت:

-هل استطيع التكلم مع زوجي للحظة

قبل ان يعلن الرجل رفضه هتفت:

-اعدك ستأخذك اموالك

تراجع الرجل قليلا ليسير مختار ناحية سهاد مكفهر، وقبل ان يفتح فمه ليصرخ عليها قالت له:

-من هؤلاء يا مختار ولماذا تدين لهم بالمال؟ هل اخذت المال من المرابين؟ هل تشتري بالمال ادوية؟

اغلق عينه ليكبح عصبيته عن تفجير الموقف رد عليها:

-انهم يريدون ايجار على المكان الذي تتوقف فيه العربة.

شهقت وهمست:

-هل هم من الحكومة؟

-مرتزقة الشوارع والعصابات التي تجمع المال بلا وجه حق

تسائلت بخوف:

-ماذا سيحصل ان لم تدفع

هز رأسه وقال:

-لا تتدخلي بأمور الرجال يا سهاد عودي للداخل ودعيني اتصرف

قبل ان تذهب قالت باصرار:

-على الاقل اخبرني كم المبلغ

اخبرها على عجالة وتركها لتذهب هي للداخل وهناك التقتها كريمة:

-من على الباب

ردت سهاد بسرعه وهي مشغولة:

-انا خائفة يا امي خائفة على مختار

ثم سحبت علبة قديمة، فتحتها وأخرجت منها بعض المال، بدأت تعده، وأخذت منه المبلغ ووالدتها لا تفهم ما يحصل. مدت يدها بالمال وعينها تهمل الدمع مدرار وقالت:

-اذهبي انت يا امي واعطي المال لمختار اخبريه انه مالك وان سأل من اين لك اخبريه ان مقداد اعطاه لك في زيارته الأخيرة. لا تقلقي سأخبره الحقيقة بعد ان نتخلص من الاوغاد!

ارادت كريمة تفسير لكن سهاد قالت:

-فقط اذهبي من فضلك

ذهبت كريمة وكان مختار يتحدث بحدة مع الرجلين، رغم ان صوته بدا مضطربا ولاحظ الرجلان بالطبع صوته، وطريقته في الكلام. سمع كريمة من خلفه تنادي:

-مختار يا ولدي

تأفف الرجلان بينما عاد مختار لكريمة:

-ارجوك يا خالة كريمة اذهبي للداخل

مدت يدها بالمال وقالت له:

-اعطهم المال واتق شرهم

نظر الى المال والى كريمة وكان لديه لحظات قليلة ليفكر قبل ان يقرر ما عساه يفعل. هل يعطهم المال -الذي لا يعرف حتى من أين جاءت به كريمة- ويتق شرهم ويبعدهم، ام يواجههم ويتحمل العواقب. لديه طفل وزوجة وامرأة كبيرة في السن في البيت وهؤلاء يقفون على عتبة بيته، فهل لديه القدرة على حماية عائلته اذا اخرج هؤلاء سكينا او مسدسا، عندها سيضطر ليفعل ما يريدونه على اي حال؛ فلما لا يتخلص منهم بإعطائهم المال بشكل سلمي في الوقت الحالي. اخذ المال من يد كريمة وسلمه للرجل وقال:

نيران وقودها المشاعر الجزء الثالث لرواية ثلاثتهم بين حب و جحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن