نيران وقودها المشاعر
كتابة رؤى صباح مهدي
الفصل الاول
ظلت عينه للأمام يسير بلا استرخاء، كله انتباه لا ينظر يمنة ولا يسرة، بل للأمام؛ كما قرر ان تكون حياته للامام دائما. حاجباه متقاربان، وعيناه حادتان، وشفتاه مزمومان، لا يهمه حبة العرق التي سالت على عجالة من جبهته العريضة. نظرت له احدى الموظفات الثلاث الجالسات من خلال المكتب الزجاجي للشركة الصغيرة التي يقودها مع صديقه منذ سنتين!
قالت احداهن:
-يسير كأن لا احد اخر في هذه الحياة ناجح مثله!
ردت عليها الأخريان بنظرة موافقة، بينما يسر صاحب البدلة السوداء بلا اهتمام لاي شئ يدور حوله. وصل الى مكتب مغلق الباب كتب عليه لافته "مدير الشركة" طرق الباب فسمع من الداخل صوت يسمح له بالدخول فدخل. في الغرفة، كان يوجد شاب اسمر مبتسم، جالس على كرسي مكتب متحرك، وأمامه أوراق كبيرة مرسوم عليها خطوط لا يفهمها الا مهندس! هتف فورا:
-سرمد لقد تأخرت
رد سرمد عليه وهو يراه يحرك كرسيه يمنة ويسرة:
-مروان كم مرة قلت لك صفقة بالملايين تحتاج الى الوقت لا يهم كم استثمر فيها من الوقت المهم اني حصلت عليها
صفق مروان ونهض من مكانه هاتفا بفرح:
-يا صديقي لقد نقلتنا الى المرحلة التالية. مشروع شركة الهندسة والإنشاءات الكورية للمباني السكنية هذا سيدر علينا الملايين. اخيرا مشروع كبير والفضل يعود لك يا سرمد
تبسم سرمد ابتسامة جانبية ورد:
-لسنا الوحيدين لكننا الافضل
قهقه مروان ليردف سرمد بجدية هذه المرة:
-الشركات المنافسة كثيرة لكنهم اختاروا شركتنا مع عدة شركات إنشائية للتعاون على انشاء هذا المشروع. يجب ان نضاعف مجهودنا الان.
تنهد مروان حيث تذكر شيئا:
-رنا ستقتلني ان اخبرتها اني سأبيت في المكتب مرة اخرى، ستقتلني بالساطور هذا ما هددتني به!
رفع سرمد حاجبيه ورد مبتسما:
-ان أرادت ان تعيش في بيتها الواسع عليها ان تتحمل فراغه في بعض الاحيان
ثم اردف سرمد بحسرة:
-هل سلمت المال لسهاد؟
رد عليه مروان متثاقلا:
-رفضت استلامها! لم تصدق كلام رنا ان المال منها هي وعرفت ان المال منك
ثم استدار ناحية مكتبه ليخرج من احد الجرارات مظروف بني اللون ومد يده به لسرمد:
أنت تقرأ
نيران وقودها المشاعر الجزء الثالث لرواية ثلاثتهم بين حب و جحيم
Chick-Litهذه القصة هي الجزء الثالث والاخير لرواية ثلاثتهم وقرابين القصة بالفصحى اتمنى لكم قراءة ممتعة تذكروا التصويت على الفصول.