0

829 27 2
                                    

.

استيقظت في الصباح الباكر وجلست على سريري الصغير ، السماء مُزينة بالغيوم الصافية والشمس مُشرقة ونافذتي المطلة على العالم تدخل النور الى عالمي الصغير المظلم،تنهدت بحزن ثم انزلت قدماي من السرير وانا استشعر برودة الارض، لا املك مالاً ادفئ بها منزلي ولا املك مالاً لأسعدني...

ليس وكأن الأمر يقتصر على المال! في كل صباح عندما استيقظ واشاهد العالم من شرفة شقتي الصغيرة وارى هذا الكم الهائل من البشر المنتشرين في الشوارع يسعون بجد لأجل حياتهم؛ اشعر بالحزن الشديد، اشعر كما لو انني الوحيدة الحزينة في هذا العالم، اتمنى لو انني استطيع العيش مثلهم، مثل الجميع...

لكن بشكل ما يداي مقيدة، اشعر انني عاجزة، عاجزة عن اصلاح ما تدمر في داخلي منذ سنوات، كأنني الوحيدة التي تصارع وتصارع دون جدوة، دائماً اشعر انني الوحيدة في هذا العالم وهذا شعور يلازمني منذ سنوات ولا اعتقد له نية على الزوال، لم يعد يغريني شيئ بهذا العالم، لا شيئ يجذبني لا الموت ولا الحب ولا اي لذة من ملذات هذه الدنيا الفانية لقد اكتفيت من كل شيئ حتى من نفسي جربت الحياة والحب والموت جربت كل الاشياء التي يثرثر بها الناس ولم اجد به شيئاً مثيراً للأهتمام، ربما الخلل في داخلي! لربما برودي واكتئابي هو الخلل، ربما انا التعيسة وليس الحياة

لقد كنت كاتبة منذ الثانوية، اصدرت العديد من الكتب والروايات، كتبت قصصاً لم تخطر على بال اي كائن، كتبت ما لم استطيع البوح به منذ سنوات طويلة، كنت الجئ للكتابة لأنها طريقتي الوحيدة للهروب من المي وحزني، لكن....كنت دائماً اصنع قصصاً تشبهني، انا حقاً قد تعبت من نفسي، تعبت من كوني اعيش وتعبت من كوني اتمنى الموت كل يوم، تعبت من مشاعري، انني قليل من الانسان والكثير من المشاعر، استفرغ كل يوم مقدار من مشاعري لكنها لا تنتهي، لا تنهتي...

ربما الطريق الوحيد للعيش هو العودة، العودة الى ما كنت عليه في طفولتي واصلاح حياتي من اساسها.. حياتي التي خسرتها بسببي انا او ربما بسببها
هي...

نِزَاع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن