20

73 9 0
                                    


في صباح اليوم التالي

جهزت حقائبها  بالكامل ثم نزلت من درج البناية التي تسكن بها، نظرت للمكان نظرة اخيرة

ربما هي هكذا لن تعود الى هنا مرة اخرى...
ولا تريد العودة لأنها تتذكر احزانها في هذا المكان الكئيب

تنهدت تنهيدة مثقلة بالهموم ثم استدارت وهي تجر بيدها حقيبتين كبيرتين وضعت به كل ما تحتاج اليه

لكن استوقفتها تلك المرأة المسنة..
والدة لورد بالتبني!

هي الوحيدة التي كانت تسأل عن احوالها بين حين وحين، وتعطيها الطعام

لأنهم جيران لكنها الان تعلم بالحقيقة المرة..

"سمعت انكِ ستنتقلين" اردفت بنبرة خافتة وبوجه مبتسم ابتسامة دافئة جعلت من انديلا ايضاً تبتسم

"اجل، سأذهب من هنا، لقد وجدت لورد، اعرف انكِ والدتها، اريد ان اشكركِ على كل شيئ"

وجهها كان بشوشاً عكس كل مرة تقابلها، لاحظت خطوط ابتسامتها تتسع في كل كلمة، ليست عابسه ولا يبدو عليها اثر البكاء

اقتربت آنديلا منها وعانقتها دون ان تستأذن حتى وهي ابتسمت لأنها سعيدة بكونها ازهرت، قلبها ووجهها ازهر واخيراً

طوال السنوات التي عاشتها بقربها ارادت ان تراها تبتسم، لكن لا... لطالما كانت عابسة الشفتين وناعسة العينين

كانت تشعر بهمها وبحزنها فقط عند النظر على مظهرها وهذا كان يحطم قلبها هي ايضاً كما يحطم قلب لورد

لورد كانت تزور والدتها دائماً هنا، كانت كل يوم تمر من امام باب انديلا دون ان تطرقه...

لا زالت انديلا لا تعرف كل الحقائق بالرغم من ظنها انها باتت تعرف!

ابتعدت عنها ثم قالت "شكراً لكونكِ لم تتركينا وحيدتان"

مسكت والدة لورد يدين انديلا ثم بهدوء قالت "لورد انقذت حياتي وحياتكِ، يجب ان تشكريها بدلاً من شكري"

ابتسمت لها وطبطبت على يدها ثم غادرتها
التفت آنديلا وسألتها بصوت شبه عالي "كيف ؟ ماذا تقصدين؟"

اما عنها فهي وقفت وقالت بهدوء" ستجدين الاجابة عندها، رافقتكِ السلامة"

صعدت الدرج وتركتها منصدمة من كلامها الذي بدا لها غريبا لأن لورد لم تقل شيئاً مثل هذا ولوهلة هي شكت انها لم تسترجع كل ذكرياتها

نِزَاع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن