19

68 11 0
                                    

-آنديلا

اردتها، اردتها في كل ليلة وفي كل يوم
نسيت كيف يتنفس المرء بسبب اختناقي من بُعدنا وبسبب الشوق الذي كان يتغلب علي

وعندما رأيتها، استقام كل شيئ بي الا قلبي كان يتلهف لحضنها، يتلهف لمسك يديها، يتلهف فقط لنظرة حنونة منها وللمسة لطيفة منها تشعل قلبي البارد...

والان عندما حصلت على كل هذا واكثر بدأت اخاف، اخاف من ان اخسرها، اخاف من شيئ مجهول

اخاف أن ما افعله يكون خطيئة، وأن حبي لها كان خطيئة منذ البداية ، حباً محرماً اهلكنا...

اشعر بالخوف من عقاب الرب، لكن ما الذي افعله بقلبي اذا كان يريدها؟؟  كيف يمنع الانسان نفسه من من يحبه بشدة؟

هل اتركها الان بعد ان وجدتها بسبب عقاب الرب؟ الرب الذي لم يمدني بالقوة ولم يرسل لي اشارة.. الرب الذي كنت اتوسله ليلاً ونهاراً كل تلك السنوات من عمري

فلوريدا عزيزة على قلبي بشكل لا يمكن لأي احد ان يتصوره، هي وتيني وحياتي، هي رغبتي ورهبتي ،هي ضعفي وقوتي، هي الرحمة والذنب من عند ربي، هي روحي وهل للمرء ان يتخلى عن روحه؟

بالرغم من كل هذا، احبها واريدها ولن يوقفني الخوف، لقد ضاع حياتنا بأنتظار بعضنا البعض بسبب خوف فلوريدا، لذا لن اسمح لنفسي هذه المرة ان تضع حواجز بيننا بسبب هذا الخوف السخيف!

غادرت منزلها ببرود لكنني كدت اموت من الداخل، لم ارغب بمغادرتها، لم ارغب ان افلت يديها...

لم التفت لكنني كنت اعلم انها تنظر الى رحيلي الصامت، لا بد وانها تشعر بالخيبة مني

لورد، فلوريدا، كانت في السابق فتاة رقيقة القلب تنكسر بسهولة، كانت تدلع وتتصرف بأنوثة، كانت فاتنة، احبتني بشغف وكانت ملهمتي دائماً

كنت انا التي اخاف عليها من ان تبرد او تشعر بالملل، كنت افعل كل شيئ فقط كي لا يشعر قلبها بالحزن

هكذا كنت احبها دائما، كانت طفلتي بنظري..
تغيرت الان واصبحت إمرأة بالغة مليئة بالغموض، يتلبسها الكبرياء، لا زالت طاغية الانوثة، فاتنة كعادتها، لكن قلبها بات صلباً، تلبس قناع الحدة في وجهها لكنني انا الوحيدة التي ترى حقيقتها

وانا الوحيدة التي تسطيع لمس قلبها، انا الوحيدة التي تستطيع ان ترى لورد الضعيفة، ضعيفة بحزنها، بألمها ،بسوادها

لورد تنمتي الي فقط.

--

انديلا عادت الى البيت بسيارة اجرة ولم تقبل ان توصلها لورد وباتت صارمة جداً، لهذا انخدش قلب لورد كثيراً، ارادت في تلك اللحظة البكاء لكنها التزمت الصمت وسمحت لها بالمغادرة

لأنها شعرت بالحزن، فقدت قدرتها على التواصل...

اضطرت على ان تحمل الم اخر فوق المها واضطرت على البكاء بقبح فوق اريكتها في الصالة بالمكان الذي تركت انديلا بها رائحتها

-

"انا هنا، وسط منزلي، وسط مكان لا احبذه، كنت اكره هذا المنزل لأنه يفتقر الى الدفئ والحنان، لا يوجد به اب وأم واخوة، ولا حبيبة لي..."

"منزلي كان يفتقر لضحكات عائلتي، كان يفتقر للحب لكن مذ ان دخلتي عليه بات مفعماً بالحياة، وجودكِ احياني ليس فقط منزلي"

مسحت دموعها من عينيها بهدوء ثم ابتسمت للصورة التي بيدها، كانت صورة لها ولآنديلا من الماضي

نزلت دموعها مجدداً وكانت تحاول منذ اعوام ان تصبر جروحها، ان تصبر هذا الالم الذي بداخلها، الالم الصامت الذي يقتلها

منذ ان علمت كل شيئ، منذ ان قابلت انديلا لأول مرة عن بعد، علمت انها فقدت ذاكرتها، انها فقدت حياتها بسببها؛ منذ ذلك الوقت وهي تنازع نفسها، تنازع هذا الخوف، تنازع هذا الماضي الذي يلاحقها

الماضي الذي كذبت بحقيقته...

"انا لم اكتفي بالأختباء منكِ، انا كاذبه ايضاً"
اجهشت في البكاء وسقطت الصورة من يدها، صوت نحيبها هو الشيئ الوحيد الذي كان يسمع في الارجاء، في ارجاء منزلها البارد

ما كان ليموت احد لو لم ترتكب كل تلك الاخطاء، ما كانت الان وحيدة في هذه الليالي الباردة...

"آنديلا ،انتِ سبب كل ما مررت به" مسحت عينيها مراراً وتكراراً لكنها لم تهدأ، لن يطفئ نار قلبها سوا قرب حبيبتها

الذي لا يعرفه احد ان لورد ليست كما تظهر به، ليست مثل ما تقول، هي اضعف من ان تكون ثابتة، هي اضعف من كل شيئ

قلبها يموت ويموت ويموت، احياناً في مثل هذه الاوقات لا تنام، تظل ساهرة على احزانها

لا تستطيع البكاء ولا تستطيع ان تتخطى...

هي هكذا بين الشيئ والا شيئ!

كانت زهرة تلون الحياة جمالاً لكنهم سلبوا هذا منها ولوثوها بقبحهم، اجبروها على افتراق المأثم وهذا ما يعذب قلبها الان ، لأنها اجبرت على عيش حياة لم تختره

اجبرت ان تكون في مكان لا تحبذه، لكنها على الاقل تريد ان يكون قلبها بالمكان الذي تريده، داخل قلب انديلا...


__

حبيباتييي 🤏🏻🤏🏻😔

نِزَاع حيث تعيش القصص. اكتشف الآن